حقق سهم SoFi Technologies أداءً مذهلاً خلال الفترة من بداية 2023 حتى نهاية 2024، حيث قفز بنسبة 234%. لكن هذا الزخم تباطأ في الأشهر الأخيرة، مع استمرار التقلبات. حتى 10 أبريل 2025، يتم تداول السهم بانخفاض 59% عن ذروته في فبراير 2021، رغم تسجيل الشركة نموًا قويًا وربحية ملحوظة. فهل يُعد هذا الهبوط فرصة لشراء سهم التكنولوجيا المالية هذا، أم أن هناك مخاطر يجب مراعاتها؟
تأسست SoFi في عام 2011 لدعم الطلاب في تمويل تعليمهم، وكانت القروض الطلابية تشكل العمود الفقري لأعمالها. بين عامي 2018 و2020، قدمت الشركة قروضًا طلابية بقيمة 18.1 مليار دولار. لكن جائحة كوفيد-19 في أوائل 2020 غيرت المشهد، حيث علقت وزارة التعليم الأمريكية مدفوعات القروض وألغت الفوائد مؤقتًا، مما قلل الحاجة إلى إعادة تمويل القروض بفوائد أقل.
نتيجة لذلك، تغيرت أولويات SoFi. خلال السنوات الأربع الماضية حتى نهاية 2024، قدمت الشركة قروضًا طلابية بقيمة 12.9 مليار دولار فقط، مقارنة بـ 46.6 مليار دولار كقروض شخصية. وبحلول 31 ديسمبر 2024، بلغ رصيد القروض الشخصية غير المسددة 16.6 مليار دولار، أي ضعف رصيد القروض الطلابية، رغم انتهاء تعليق القروض الطلابية في سبتمبر 2023.
تُستخدم القروض الشخصية لأغراض متنوعة مثل توحيد الديون، إصلاحات المنازل، أو نفقات طبية، وتحمل معدل فائدة مرتفع يبلغ 13.4% في المتوسط، مقارنة بـ 5.9% للقروض الطلابية. هذا المعدل المرتفع يعكس مخاطر أكبر على ميزانية SoFi، حيث تزداد احتمالية عدم السداد من قِبل المقترضين.
في ظل الغموض الاقتصادي الحالي في الولايات المتحدة، مع إعلانات التعريفات الجمركية المستمرة، تراجع ثقة المستهلكين، ومخاوف من الركود الاقتصادي، قد يواجه المقترضون صعوبات في سداد القروض الشخصية. هذا قد يؤدي إلى خسائر أكبر للشركة.
ومع ذلك، يحافظ فريق الإدارة على تفاؤله. في مكالمة أرباح الربع الرابع لعام 2024، أشار المدير المالي كريس لابوينت إلى أن "متوسط دخل مقترضي القروض الشخصية يبلغ 158,000 دولار، مع درجة ائتمانية (FICO) متوسطة تبلغ 744". لكن إذا تفاقمت الأوضاع الاقتصادية، قد لا تكون هذه المؤشرات كافية لتجنب المشكلات. الطلب القوي على القروض الشخصية قد يعكس بالفعل ضغوطًا مالية متزايدة على المستهلكين.
رغم هذه المخاطر، لا يزال هناك أسباب تجعل سهم SoFi على رادار المستثمرين. سجلت الشركة نموًا قويًا في 2024، حيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 26% وعدد العملاء بنسبة 34%. منصتها الرقمية تواصل تحقيق نجاح في صناعة الخدمات المالية التنافسية.
تحولت SoFi إلى الربحية أيضًا. بعد تسجيل خسارة صافية للسهم بقيمة 0.36 دولار في 2023، حققت أرباحًا للسهم بقيمة 0.39 دولار في 2024. وتتوقع الإدارة أن تصل الأرباح إلى 0.68 دولار (في المتوسط) في 2026، مع نمو سنوي يتراوح بين 20% و25% بعد ذلك، وهي توقعات تثير حماس المساهمين.
مع انخفاض سعر السهم إلى 10.75 دولار حتى 10 أبريل 2025، يتم تداول السهم بمضاعف أرباح متوقعة لعام 2026 يبلغ 16 مرة فقط. هذا التقييم يبدو معقولًا، لكنه يعتمد على استمرار النجاح.
يجب على المستثمرين دائمًا مراعاة المخاطر، خاصة مع التحول نحو القروض الشخصية ذات المخاطر الأعلى. ومع ذلك، فإن النمو القوي لـ SoFi، وربحيتها المتزايدة، وتقييمها الجذاب يجعلها خيارًا يستحق النظر ضمن محفظة استثمارية متنوعة. لكن في ظل الغموض الاقتصادي في أبريل 2025، قد يكون من الحكمة مراقبة الأوضاع الاقتصادية عن كثب قبل اتخاذ قرار الشراء.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والفوركس (العملات الأجنبية) والسلع للتداول والتنبؤ بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على مخاطر كبيرة وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الأداء السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. هذه المعلومات مقدمة لأغراض إعلامية فقط ولا يجب اعتبارها نصيحة استثمارية.