تُعد Alphabet، الشركة الأم لـ Google، واحدة من أقوى الشركات التكنولوجية وأكثرها استقرارًا، لكن مسارها خلال الخمس سنوات القادمة يحمل قدرًا من الغموض. تسعى الشركة تدريجيًا لتقليل اعتمادها على الإيرادات الإعلانية، مع امتلاكها للعديد من الأعمال الأخرى التي قد تُعزز نموها. لكن السؤال الذي يواجه المستثمرين هو: هل هذا الغموض يجعل السهم خيارًا استثماريًا جذابًا حتى أبريل 2030، أم أنه يستدعي الحذر؟
تشتهر Alphabet بريادتها في الإعلانات الرقمية، حيث استفادت من قوتها في محرك البحث Google، وملكيتها لـ YouTube، وخبرتها في الذكاء الاصطناعي لتعزيز إيراداتها. لكن في السنوات الأخيرة، بدأت الشركة تقلل من اعتمادها على الإعلانات. في 2024، شكلت الإعلانات الرقمية 76% من إيرادات Alphabet، بانخفاض من 77% في 2023 و79% في 2022، وفقًا لبيانات الشركة حتى 31 ديسمبر 2024.
هذا التحول يوجه الأنظار نحو مصادر إيرادات أخرى. تبرز Google Cloud كنقطة مضيئة، حيث ساهمت بنسبة 11% من إجمالي الإيرادات في 2024، مدعومة بنمو سنوي بلغ 31%. إلى جانب ذلك، تمتلك Alphabet أعمالًا مثل Waymo (للسيارات ذاتية القيادة)، والتي قد لا تظهر بوضوح في التقارير ربع السنوية حاليًا، لكنها قد تُصبح مصدرًا مهمًا للإيرادات مستقبلًا.
مع هذا التنوع الكبير في الأعمال، قد يتساءل المستثمرون عما إذا كانت Alphabet ستفكر في فصل بعض هذه الشركات. رغم أن مثل هذه الخطوات قد لا تؤثر مباشرة على سعر سهم Alphabet، إلا أن المساهمين قد يستفيدون من امتلاك أسهم في شركات مستقلة ناشئة.
تواجه Alphabet تحديات في سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي، خاصة مع تقدم منافسين مثل OpenAI. يعتقد بعض المستثمرين أن Alphabet تتخلف في هذا المجال، وهناك مخاوف من أن الذكاء الاصطناعي قد يُضعف هيمنة Google Search. إطلاق نموذج Gemini والتزام الشركة باستثمار 75 مليار دولار في النفقات الرأسمالية خلال 2025 وحده لم ينجح بالضرورة في طمأنة المستثمرين الأكثر تشككًا.
ومع ذلك، تمتلك Alphabet موارد هائلة تدعم قدرتها على المنافسة. تحتفظ الشركة بسيولة نقدية تبلغ 96 مليار دولار حتى نهاية 2024، مما يتيح لها تمويل الاستثمارات اللازمة للبقاء في صدارة سباق الذكاء الاصطناعي.
حققت Alphabet أداءً ماليًا قويًا في 2024، حيث بلغت إيراداتها 350 مليار دولار، بزيادة 14% عن العام السابق. سجلت إيرادات الإعلانات نموًا مزدوج الرقم، بينما تفوقت Google Cloud بنموها اللافت. كما ارتفع صافي الدخل إلى أكثر من 100 مليار دولار، بنمو 35% مقارنة بـ 2023، مما أدى إلى تدفق نقدي حر بلغ حوالي 73 مليار دولار، بعد استثناء 53 مليار دولار أُنفقت على النفقات الرأسمالية في 2024.
رغم أن الشركة لا تقدم توجيهات مالية، يتوقع المحللون نمو الإيرادات بنسبة 11% في كل من 2025 و2026، وهو معدل أبطأ قليلاً من 2024، لكنه يعكس استمرار الزخم.
على مدار العام الماضي حتى 10 أبريل 2025، انخفض سهم Alphabet بشكل طفيف، مدفوعًا بانخفاض بنسبة 25% عن ذروته في أوائل فبراير 2025. ومع ذلك، يبدو هذا الهبوط مبالغًا فيه، حيث يتم تداول السهم بمضاعف أرباح (P/E) يبلغ 20، وهو الأدنى بين أسهم "السبعة الرائعة" (Magnificent Seven). هذا التقييم المنخفض، مقارنة بنمو الأرباح بنسبة 35% في 2024، يشير إلى أن السهم قد يكون مقومًا بأقل من قيمته الحقيقية.
على الرغم من التحديات، تتمتع Alphabet بموقع قوي يُمكنها من التفوق على السوق خلال الخمس سنوات القادمة حتى أبريل 2030. تواصل الشركة تحقيق أرباح ضخمة تكفي لتمويل جهودها للبقاء في طليعة صناعة الذكاء الاصطناعي، مما يجعل الحكم عليها بالتراجع في هذا السباق سابقًا لأوانه.
إضافة إلى ذلك، فإن مضاعف الأرباح المنخفض عند 20، مقارنة بالنمو السريع في الأرباح، يجعل السهم جذابًا. مع استمرار إمكانات النمو وتوقعات ارتفاع مضاعف الأرباح بمرور الوقت، يبدو المستقبل مشرقًا لهذا السهم المرتبط بالذكاء الاصطناعي. بالتالي، يُعد سهم Alphabet خيارًا استثماريًا واعدًا للمستثمرين الذين يبحثون عن مزيج من الاستقرار والنمو على المدى الطويل.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والفوركس (العملات الأجنبية) والسلع للتداول والتنبؤ بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على مخاطر كبيرة وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الأداء السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. هذه المعلومات مقدمة لأغراض إعلامية فقط ولا يجب اعتبارها نصيحة استثمارية.