الجمعة Feb 24 2023 14:13
0 دقيقة
تضخم الحرب في 2023
مرت سنة على الاحتلال الروسي لأوكرانيا. وفي ملخص دقيق للوضع الحالي، قال "بنك اوف أمريكا": " الحرب، الحمائية، تراجع العولمة ... تضخم أعلى ، أسعار فائدة أعلى." وكمثال على إعادة إزالة العولمة وعلى الحمائية - تعطي تسلا الولايات المتحدة الأمريكية الأولوية لإنتاج بطاريات السيارات فيها بدلاً من ألمانيا بسبب الإعفاءات الضريبية الحمائية في قانون "بايدن" للحد من التضخم.
ولدينا هنا نظرية بسيطة: الحرب = فكرة إنهاء العولمة التضخمية = أسعار فائدة أعلى. ويمثل المستفيدين "الرابحين" من هذه الفكرة في العام الماضي قطاع الطاقة الذي ارتفع بنسبة 29% (XLE)، وإعادة الصناعات التحويلية إلى موطنها التي ارتفعت بنسبة 21% (AIRR)، وقطاع الدفاع/ الطيران الذي ارتفع بنسبة 14% (PPA)، وقطاع المصادر الطبيعية مرتفعًا بنسبة 14% (IGE). أما "الخاسرين" فهم بيتكوين الذي تراجع بنسبة 39%، وقطاع الابتكار الذي انخفض بنسبة 34%(ARKK)، والسندات التي تراجعت بنسبة 23% (TLT). ومن السهل بالطبع إلقاء اللوم كله على الحرب – بالرغم من أن عفريت التضخم قد خرج من زجاجته قبل أن توجه روسيا دباباتها إلى أوكرانيا. وكانت البنوك المركزية متساهلة للغاية ولفترة طويلة وعملت على تمويل العجوزات الهائلة الناتجة عن ازمة كوفيد. وتجاهلت البنوك المركزية بالكامل النمو النقدي، حيث أصروا على أنها فترة انتقالية. ولطالما كانت إزالة العولمة أمر إجباري لفترة أطول، وذلك مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والحروب التجارية التي أشعلها ترامب ، إلا أنه من المؤكد أن الحرب قد حفزت الاتجاهات الحالية وجعلتها أكثر حدة.
الأسهم والمؤشرات
ارتفعت أسعار الأسهم في وقت مبكر من تداولات يوم الجمعة، حيث استمرت الأسواق في التذبذب حول مستويات الدعم الفنية. وقد ارتفعت الأسعار في بورصة وول ستريت نتيجة لتراجع عوائد السندات قليلاً. وظل مؤشر ستاندرد آند بور 500 متمسكًا بمستوى 4000 والذي يعتبر حاجز نفسي هام للغاية، بينما ارتد مؤشر ناسداك حول منطقة الدعم القديمة عند 11.600. وارتفع مؤشر FTSE 100 بما يقارب ثلث نقطة مئوية في بداية التداولات، ولكنه لا يزال يتجه للإغلاق بخسارة أسبوعية. كما تستعد الأسهم الامريكية لإغلاق الأسبوع على انخفاض بنسبة 1-2%. وزادت قوة الأسهم قليلاً في بورصة فرانكفورت على الرغم من تباطؤ الاقتصاد الألماني بشكل ملحوظ في الربع السنوي الأخير من العام الماضي. فقد انكمش أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بنسبة 0.4% على أساس ربع سنوي، وهي قراءة أسوا من القراءة السابقة التي كانت عند -0.2%.
ارتفع مؤشر ثقة المستهلك البريطاني GfK لأعلى مستوى منذ شهر أبريل العام الماضي، إلا أنه لا يزال تحت الصفر مباشرة. وقالت مؤسسة GfK: "ظهر المستهلكون على نحو مفاجئ بشكل أكثر تفاؤلاً بشأن أوضاعهم المالية الشخصية وبشأن الوضع الاقتصادي العام". إذن، هل لا يزال من المبكر للغاية أن نقول أن الأسوأ قد مضى؟ بالطبع نعم، ولكن ربما يتوجب علينا أن نكون أقل تشاؤمًا.
بيانات التضخم في وقت لاحق
قراءة هامة عن التضخم في وقت لاحق اليوم – كان مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء الغذاء والطاقة قد ارتفع بنسبة 4.4% في شهر ديسمبر مقابل ما كان عليه في العام الأسبق، متراجعًا من قراءة 4.7% في نوفمبر. ونتوقع أن يسجل ارتفاع آخر بنسبة 4.4% على أساس سنوي وقراءة 0.5% على أساس شهري. ويعتبر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء الغذاء والطاقة هو المؤشر المفضل لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، وسوف تتم مرتقبته بعناية من أجل الحصول على المزيد من الإشارات بتراجع التضخم. وسوف يولي مراقبي السوق اهتمامًا خاصًا بتضخم أسعار الخدمات، والتي تعتبر أكثر تشبثًا بالمستويات المرتفعة بالمقارنة مع تضخم أسعار السلع. ومنذ شهر، أظهرت البيانات أن تضخم أسعار السلغ قد ارتفع بنسبة 4.6% في شهر ديسمبر، منخفضًا من مستوى 6.1% في نوفمبر، بينما كان تضخم أسعار الخدمات مستقرًا عند مستوى 5.2%. ومن المقرر أيضًا الإعلان في وقت لاحق عن مبيعات المنازل الأمريكية الجديدة ومؤشر ثقة المستهلك الأمريكي من جامعة ميتشجان.
البنوك المركزية والفوركس
كانت حركة زوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني فاترة حول مستوى 134 بعد ان قال "اويدا" محافظ البنك الياباني أنه لم يكن هناك مفر من السياسة النقدية الميسرة خلال عهد "كورودا"، ولكن "إن استمرت النظرة المستقبلية للأسعار التضخمية الأساسية الكامنة في التحسن، أعتقد أنه لن يكون امامنا خيار آخر سوى مراجعة سياسة السيطرة على منحنى عوائد السندات أو على الأقل مراجعته في اتجاه تطبيع [السياسة النقدية] ...."، وذلك في إشارة قوية منه إلى أن التطبيع أيضًا "لا مفر منه". وأضاف بقوله: “عندما نقترب قليلاً من 2% وعندما نتمكن من التنبؤ بواقع الـ 2%، فسوف نتمكن من اتخاذ خطوات استباقية – وهي أننا سوف نتخذ خطوات للاستمرار في تسهيل السياسة النقدية بشكل ما، مع تخفيف الآثار الجانبية. في الوقت ذاته، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي باستثناء الغذاء والطاقة في اليابان إلى أعلى مستوى جديد خلال 41 عامًا عند 4.2%. وقال "بنك أوف أمريكا" أن الأجور في تويوتا وهوندا قد ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ عقود"، حيث كان "شراء البنك الياباني الطارئ للسندات للحفاظ على النظام الفاشل للسيطرة على عوائد السندات.. بمثابة نهاية مخزية لعهد التسهيل الكمي. وقد يكون تطبيق البنك الياباني للسياسة النقدية خلال هذا العام أمرًا مثيرًا للاهتمام.
كل الحروب على وشك الاشتعال
يقول "اوبنهايمر" عن "ميكروسوفت" و " ChatGPT": هناك عقود لا تحدث فيها شيء، وأسابيع تمر بها عقود، ومن الواضح أن الوضع الثاني هو الوضع الحالي. وكان هذا بعد إعلان "ميكروسوفت" عن إصدارات الهواتف المحمولة القائمة على تطبيقات Bing وEdge والتي تعمل بالذكاء الاصطناعي. وقال " أوبنهايمر": "تقدر "ميكروسوفت" أن 64٪ من عمليات البحث تتم على الهواتف المحمولة"، وبالتالي يعتبر ما تم الإعلان عنه اليوم منطقي وغير مفاجئ في مسيرة منهجية ومدروسة لتوسيع النشاط إعلاني القائم بقيمة 18 مليار دولار ... وقد ربحت ميكروسوفت الحزمة الإعلانية في "نيتفليكس" ، وبالتالي لا يمكن الاستهانة بها.