تأثيرات إغلاق الحكومة الأمريكية على الاقتصاد العالمي
تخيل أنك تحاول قيادة سيارة في ليلة مظلمة بدون مصابيح أمامية. هذا هو الوضع الذي يواجهه صناع القرار الاقتصاديون في جميع أنحاء العالم حاليًا، وذلك بسبب إغلاق الحكومة الأمريكية الذي أدى إلى توقف تدفق البيانات الاقتصادية الرسمية. هذه البيانات، التي تعتبر حيوية لفهم أداء أكبر اقتصاد في العالم، ضرورية لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن السياسات النقدية والتجارية.
صداع عالمي جديد
بالنسبة لدول مثل اليابان، تمثل البيانات الأمريكية بوصلة لتحديد مسار السياسات المحلية. فهي تساعد في تقييم قوة الين الياباني، وأداء التجارة، والتوقعات المتعلقة بالتضخم. عندما تتوقف هذه البوصلة عن العمل، يصبح من الصعب للغاية توجيه الاقتصاد.
صرح هاروهيكو كورودا، محافظ بنك اليابان، في مؤتمر صحفي مؤخرًا، أن هذا الأمر يمثل "مشكلة خطيرة"، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه البنك المركزي في تحديد موعد استئناف رفع أسعار الفائدة.
نظام عالمي في خطر؟
لا يقتصر القلق على البيانات الاقتصادية فحسب. يمتد أيضًا إلى الثقة في المؤسسات الأمريكية. تشير كارين مان، عضوة لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، إلى أن التغيرات في السياسة التجارية، والجدل الدائر حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، قد يكون لها تأثير غير مباشر على السياسة النقدية في المملكة المتحدة.
مخاطر متزايدة واتخاذ قرارات أصعب
يجتمع قادة المالية والاقتصاد من جميع أنحاء العالم في واشنطن لحضور اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. من المرجح أن تهيمن على المناقشات تداعيات إغلاق الحكومة الأمريكية على الاقتصاد العالمي.
حذر صندوق النقد الدولي من أن الضغوط السياسية على المؤسسات السياسية يمكن أن تقوض الثقة في قدرتها على أداء مهمتها. وأشار الصندوق إلى أن الضغط على المؤسسات المكلفة بجمع البيانات ونشرها يمكن أن يضر بالثقة في الإحصاءات الرسمية، مما يزيد من صعوبة عمل البنوك المركزية وصناع السياسات.
البحث عن حلول بديلة
في حين أن البيانات الرسمية قد تكون محدودة، إلا أن صناع القرار لا يزالون قادرين على الوصول إلى مصادر بديلة. يجري الاحتياطي الفيدرالي، الممول ذاتيًا والمستقل عن الحكومة، استطلاعاته الخاصة. تتوفر أيضًا بيانات من القطاع الخاص. ومع ذلك، فإن دمج هذه المصادر البديلة في رؤية متماسكة يمثل تحديًا.
أكد آدم بوسن، رئيس معهد بيترسون للاقتصاد الدولي ومسؤول سابق في بنك إنجلترا، أن البيانات الأمريكية الشهرية ليست العامل الحاسم بالنسبة للبنوك المركزية الأخرى. ومع ذلك، أشار إلى أن الإغلاق الحكومي والاضطرابات في مكتب إحصاءات العمل تزيد من الشكوك حول الحوكمة والموثوقية الأمريكية.
عدم اليقين يسيطر على المشهد
بينما كان الربيع الماضي مليئًا بالشكوك بشأن سياسات الرئيس ترامب التجارية الحمائية، فإن التركيز الآن ينصب على كيفية تعامل الشركات والدول والمستهلكين مع المشهد الاقتصادي الجديد. حتى الآن، كان التأثير أقل حدة مما كان متوقعًا في البداية، ولكن التعديلات لا تزال جارية.
ومع ذلك، مع وجود فجوة كبيرة في تدفق البيانات التي تغطي ما يقرب من ربع الناتج الاقتصادي العالمي، يصبح المستقبل غير مؤكد بشكل متزايد مع استمرار إغلاق الحكومة.
أكد روبرت كان، الرئيس العالمي للاقتصاد الكلي في أوراسيا جروب، على وجود الكثير من المعلومات المتاحة، لكن كيفية دمجها وكيف سترد الأسواق عليها يظلان غير معروفين. ومع مرور الوقت، يتراكم عدم اليقين، وتزداد مخاطر ارتكاب الأخطاء.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.