الاثنين Apr 3 2023 21:37
0 دقيقة
ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ يناير، حيث قالت أوبك وحلفائها انها سوف تقلل من معدل إنتاجها النفطي. وبالتالي ارتفعت أسعار العقود المستقبلية لخام تكساس الوسيط لشهر مايو بنسبة تصل إلى 8% عند مستوى 81.67 دولار أمريكي قبل ان تنكمش هذه الارتفاعات. جاء هذا الارتفاع بعدما قالت المملكة العربية السعودية انها سوق تقطع الإنتاج بشكل إلزامي بنسبة 5%، أو بما يعادل 500 ألف برميل يوميًا، وقالت روسيا أيضًا أنها سوق تقوم بتمديد فترة قطع الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومي إلى نهاية العام. وسوف تتطلب الإجراءات الاحترازية تقليص الكمية الموجودة في السوق بمقدار 1.16 مليون برميل يوميًا. ويبدو أن منظمة أوبك تشعر ببعض الذعر بشأن معدلات الطلب خلال هذا العام، وتحاول إنشاء حاجز نفسي عند مستوى 80 دولار أمريكي، مما يدل على انها تعتقد ان البنك الاحتياطي الفيدرالي يتجه إلى الهبوط الصعب- وتعتبر الازمة في القطاع المصرفي حافزًا لهذا، ولهذا ترغب أوبك في اتخاذ خطوة استباقية. ونتطلع لرؤية إذا ما سيملئ السوق هذه الفجوة، أو إذا ما ارتفعت معدلات الطلب في الصين بالقدر الكافي لدفع الأسعار مرة أخرى إلى 100 دولار امريكي. وبسبب من يقوم بقطع معدلات الإنتاج، يبدو ان هذا سيكون خفض حقيقي في العرض. الزخم في الاقتصاد العالمي غير معروف.
ما الذي يخبرنا به ذلك؟ الأول هو أن التضخم سوف يكون أكثر قسوة – من يقرأ مقالاتي بانتظام ستكون هذه الفكرة مألوفة بالنسبة له. وما يفعله ارتفاع أسعار الطاقة هو جعل التضخم أكثر تشبثًا بالمستويات المرتفعة- والذي من المفترض ان يهدأ ويتراجع. والحقيقة أن السعوديين لا يخشون الولايات المتحدة الامريكية – نرى إعادة صياغة للآليات الإقليمية والعالمية- في ضوء أزمة الكوفيد، وفي ضوء التوترات الأمريكية الصينية، ونظام بايدن. ولكننا نشهد حقبة جديدة، كما يتضح من الاتفاقية الإيرانية السعودية التي تمت بواسطة الصين. يفعل السعوديون ما يحتاجون لفعله، ويبدو أنه لا تعليق لدى البيض الأبيض على ذلك. وعلى الصعيد الجيوسياسي، من المقرر انعقاد اجتماع بين رئيسة تايوان تساي إنغ ون ومتحدث البيت الأبيض "كيفن مكارثي"هذا الأسبوع في كالفورنيا. وبالنسبة لمنظمة أوبك، فقد أصبح لديها نفوذ مرة أخرى.
كانت أسعار الأسهم الأوروبية متضاربة في بداية تداولات يوم الاثنين، حيث ارتفع مؤشر FTSE 100 بنسبة 0.7% إلى مستوى 7684، مع ارتفاع مؤشر داكس بنسبة 15651. واستفادة بورصة لندن من ارتفاعات شيل وBP بنسبة 4% على خلفية ارتفاع أسعار النفط. أما الأسواق الأمريكية فقد شهدت ارتفاعات قوية يوم الجمعة، حيث تراجع مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى حد ما. ظهر ذلك من حلال تراجع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء الغذاء والطاقة إلى 0.3% في فبراير، وهي قراءة أقل من التوقعات عند 0.4%. وأغلق مؤشر ناسداك الربع السنوي بارتفاع نسبته 17%، وهو أفضل ربع سنوي منذ 2020، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بور 500 بنسبة 7%.
من المقرر أن يحقق المدعي العام السويسري في استحواذ UBS على كريدي سويس.... وعلى الرغم من أنه سيكون هناك تبادل اتهامات، إلا ان عملية الدمج قد تمت بالفعل. ولكن سوف يعبر حاملو الأسهم عما يشعرون به من استياء/ قلق/ ابتهاج في الاجتماعات السنوية العامة لكلا البنكين هذا الأسبوع. وكان تداول أسهم البنكين عند مستويات مرتفعة على نطاق واسع بمعدل 1% تقريبًا في مؤشر ستوكس للبنوك.
تراجعت أسهم تسلا في بورصة فرانكفورت، حيث تراجعت الشحنات قليلا عن التوقعات. ارتفعت الشحنات بنسبة 4% في الربع الأول من العام إلى 422,875 وحدة، حيث عزز تخفيض الأسعار من ارتفاع الطلب. تبيع BYD خمسة أضعاف عدد سيارات تسلا في الصين. وتعبر تراجع حصة السوق في الصين مصدر قلق كبير، على الرغم من الدعم الذي تحصل عليه الشركة من اعتمادات الضرائب الأمريكية.
لم تكن البيانات الاقتصادية مشجعة بدرجة كبيرة- انخفض مؤشر تانكان الياباني لثقة رجال الاعمال إلى ادنى مستوى خلال عامين، مع تراجع القراءة الأساسية لكبار المصنعين إلى مستوى 1 من مستوى 7. وانخفض مؤشر مديري المشتريات الصيني بقطاع الصناعات التحويلية إلى مستوى 50 من 51.6، وهي قراءة أقل من التوقعات عند 51.7.
سيكون قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة الامريكية تحت دائرة الضوء، حيث سيكون التركيز موجه إلى آخر نتائج تقرير مؤشر مديري المشتريات الصادر عن المعهد الأمريكي لإدارة التوريد (ISM). وكانت النتائج السابقة لهذا التقرير قد أظهرت أن نشاط قطاع الصناعات التحويلية قد انكمش في شهر فبراير للشهر الرابع على التوالي، وذلك بعد 28 شهرًا من النمو. وبشكل مثير للقلق للبنك الاحتياطي الفيدرالي، ارتفع بند الأسعار المدفوعة في هذا المؤشر إلى مستوى 51.3 (منطقة تدل على التضخم) من مستوى 44.5 الذي سجله في يناير- الأمر الذي يؤكد على تشبث التضخم بالمستويات المرتفعة. ولهذا ستولي الأسواق المالية تركيز خاص على بند الأسعار في هذا المؤشر لترى إذا ما سيسجل المزيد من الارتفاعات.
احتمالية توقف البنك الاحتياطي الأسترالي عن رفع سعر الفائدة: هدأ ارتفاع التضخم في أستراليا، وأشار البنك الاحتياطي الاسترالي إلى أنه قد يتوقف عن رفع سعر الفائدة. وجاء في محضر اجتماع شهر مارس: "اتفق الأعضاء على التفكير في التوقف عن رفع سعر الفائدة في الاجتماع القادم، مع إقرارهم بأن هذا التوقف سوق يتيح توفر المزيد من الوقت لتقييم النظرة المستقبلية للاقتصاد". في الوقت ذاته، تباطأ التضخم الأسترالي إلى ادنى مستوى له خلال 8 أشهر عند مستوى 6.8% مقابل التوقعات بقراءة 7.1% والقراءة السابقة عند 7.4%. ويؤكد هذا على أن البنك الاسترالي قد يتوقف عن رفع سعر الفائدة.
في المقابل، من المتوقع ان يرفع البنك النيوزلندي سعر الفائدة. وفي توقعاتها للسياسة النقدية، قالت مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفيَّة المحدودة (ANZ) أنها تتوقع أن يرفع البنك النيوزلندي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 5.0% ، بينما من المتوقع بشكل أكبر أن يكون الرفع بمقدار 50 نقطة أساس بدلاً من التوقف عن الرفع، وذلك على الرغم من التقلبات في القطاع المالي العالمي، التي تفيد بأنه من الضروري اتخاذ بعض الحذر". يعتقد المسؤولون في البنك النيوزلندي أن الاسعار في المنطقة الانكماشية، إلا أنه ليس واثقًا حتى الآن من أن التوقعات التضخمية تحت السيطرة.
تقتصر البيانات الاقتصادية على تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي، حيث سيراقب المشاركون في السوق أي إشارات حول حدوث تصدعات في سوق العمل. معدل نمو التوظيف لا يزال قويًا. في الشهر الماضي: ارتفعت معدلات الاجور، وظهر معدل نمو التوظيف قويًا، وارتفع معدل البطالة قليلاً. ارتفع معدل المشاركة في سوق العمل، مع عودة القوى العاملة إلى المستويات التي كانت عليها قبل الجائحة. تباطأ معدل نمو الأجور على أساس شهري، ولكن سجلت على أساس سنوي معدل زيادة بنسبة 4.6% مقابل القراءة السابقة عند 4.4%. إن ظل التضخم مرتفعًا، ولم يحدث أي تصدع في سوق العمل، فقد يحتاج السوق إلى إعادة تقييم توقعاته برفع سعر الفائدة والإبقاء عليها مرتفعة لفترة أطول - إلا إذا دخلت البنوك في أزمة أخرى. .