مع تزايد توقعات السوق بأن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دورة خفض أسعار الفائدة هذا الأسبوع، سجلت أسعار الذهب ارتفاعات قياسية جديدة. تجاوز سعر الذهب الفوري يوم الثلاثاء مستوى 3700 دولارًا أمريكيًا للمرة الأولى في التاريخ. كما ساهم انخفاض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من سبعة أسابيع في دعم ارتفاع أسعار الذهب.
يشير التجار وخبراء الصناعة إلى أن هناك دلائل متزايدة على أن الارتفاع سيستمر حتى نهاية هذا العام مع استمرار الذهب في تسجيل مستويات قياسية تاريخية. ومع ذلك، فمن المرجح أن نشهد جولة من التصحيح قبل تجاوز علامة 4000 دولار للأوقية في عام 2026.
إن توقعات التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي، واستمرار التوترات الجيوسياسية، والمخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، والمشتريات الكبيرة من قبل البنوك المركزية، كلها قوى دافعة قوية تدفع المستثمرين إلى سوق المعادن النفيسة هذا.
تقول رينيشا تشايناني، رئيسة الأبحاث في شركة أوغمونت للتكرير في مومباي، على هامش مؤتمر الذهب الهندي في نيودلهي: "لم يتغير النمط الصعودي طويل الأجل للذهب، وخاصة الطلب من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار المتداولة، والذي لا يزال ينمو بوتيرة أسرع".
وأضافت: "لكن الذهب حاليًا في منطقة ذروة الشراء، وقد نشهد تصحيحًا بنسبة 5٪ -6٪ على المدى القصير، يليه مرحلة من التماسك، وبعد ذلك سيرتفع مرة أخرى، ومن المتوقع أن يتجاوز 4200 دولارًا في عام 2026 ليسجل مستوى قياسيًا جديدًا".
ارتفعت أسعار الذهب بنحو 40٪ حتى الآن هذا العام، وبلغت الزيادة في عام 2024 وحده 27٪.
يتوقع جميع المشاركين في المؤتمر تقريبًا استمرار الاتجاه الصعودي للذهب حتى عام 2026، وذلك بفضل تخفيضات أسعار الفائدة الأمريكية، والطلب الاستثماري القوي، والمخاطر الجيوسياسية.
يقول نيكولاس فرابيل، الرئيس العالمي لأسواق المؤسسات في مصفاة ABC: "لقد توقع المحللون أن يصل الذهب إلى 4000 دولار في عام 2026، لكن من الصعب تحديد التوقيت الدقيق. مقارنةً بجميع التوقعات التي رأيناها، فإن سرعة وصول الذهب إلى هدفه أسرع بكثير من المتوقع".
تتوقع الأسواق على نطاق واسع أن يعلن الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة في نهاية اجتماع السياسة النقدية في 17 سبتمبر. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد ضغط في السابق على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، وانتقد مرارًا وتكرارًا رئيس الاحتياطي الفيدرالي باول لكونه بطيئًا للغاية في التحرك.
لطالما كان الذهب خيارًا شائعًا للتحوط ضد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية، كما أنه يستفيد من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
يقول فيليب نيومان، المدير الإداري في شركة Metals Focus الاستشارية: "أسعار الذهب في منطقة مجهولة، ولم يمكث سابقًا لفترة طويلة في نطاق 3400 دولار و 3500 دولار"، مضيفًا أن شركته تتوقع أن ترتفع أسعار الذهب إلى حوالي 3800 دولار بحلول نهاية العام.
وأضاف: "بعد هذا الارتفاع، قد يكون هناك تصحيح في المستقبل، لكننا نعتقد أيضًا أن هذه فرصة شراء للمستثمرين الذين ينتظرون الدخول. ومن المتوقع أن يتجاوز الذهب 4000 دولار في عام 2026".
فيما يتعلق بالفضة، التي تتمتع بخصائص استثمارية وصناعية (تستخدم في الإلكترونيات وتصنيع الألواح الشمسية)، فقد كان أداؤها جيدًا أيضًا، مدفوعة بقوة أسعار الذهب والمخاوف بشأن نقص المعروض والطلب المادي القوي.
يوم الثلاثاء، اقترب سعر الفضة الفورية من مستوى 43 دولارًا، وهو أعلى مستوى له منذ 14 عامًا.
يقول شيراغ ثاكار، الرئيس التنفيذي لمجموعة أمبالالي بولاية غوجارات، وهي مستورد رئيسي للفضة في الهند: "بالإضافة إلى الاستخدامات الصناعية التقليدية، فإن زيادة اهتمام المستثمرين توفر أيضًا دعمًا قويًا لأسعار الفضة".
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.
