نجا رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال من تصويتي حجب الثقة في البرلمان يوم الخميس، مما منحه فرصة لالتقاط الأنفاس ومواصلة جهوده لتمرير الميزانية لعام 2026. وقد تمكن أتال، وهو حليف مقرب للرئيس إيمانويل ماكرون، من البقاء في منصبه بفضل امتناع نواب الحزب الاشتراكي ونواب يمين الوسط عن التصويت في البرلمان المنقسم.
في التصويتين اللذين تقدم بهما اليسار المتطرف واليمين المتطرف على التوالي، صوت 271 نائباً لصالح الإطاحة به في أكثر التصويتات إحكاماً، أي أقل بـ 18 صوتاً من النصاب القانوني المطلوب. وقد غرقت فرنسا في خضم اضطرابات سياسية على مدار الأسبوعين الماضيين، شهدت استقالة أتال ثم إعادة تعيينه، وفي النهاية تخليه عن إصلاح رئيسي لماكرون - إصلاح نظام التقاعد - من أجل الحفاظ على حكومته.
منذ الانتخابات المبكرة التي أجريت في الصيف الماضي والتي أدت إلى برلمان منقسم، حيث لم يصل تكتل ماكرون الوسطي إلى أغلبية كبيرة، أطاح النواب بالفعل برئيسي وزراء من خلال اقتراحات حجب الثقة. وكان تجميد خطط الرفع التدريجي لسن التقاعد من 62 إلى 64 عاماً مطلباً رئيسياً من جانب يسار الوسط لدعم أتال في سعيه لإجراء مفاوضات بشأن الميزانية ومعالجة العجز الهائل. سيتم الآن تعليق هذا الإصلاح الذي لا يحظى بشعبية كبيرة حتى الانتخابات الرئاسية لعام 2027، وهو الأمر الذي بدا قبل أسابيع غير وارد عندما كان معسكر ماكرون يقاتل من أجل حماية إرثه السياسي.
ونتيجة لهذا التنازل، صوت عدد قليل فقط من نواب الحزب الاشتراكي ضد الحكومة، وهو ما لم يكن كافياً للإطاحة بأتال. وقبل التصويت، توسل أتال يوم الخميس إلى أحزاب المعارضة للسماح لحكومته بتمرير ميزانية من شأنها أن تخفض العجز إلى أقل من 5% العام المقبل، انخفاضاً من 5.4% في عام 2025. وقال إن خطته لزيادة الضرائب وخفض الإنفاق بقيمة 30 مليار يورو يمكن مناقشتها علناً وحث النواب على التفاوض. وقال أتال للبرلمان قبل التصويت: "ستأتي الانتخابات الرئاسية في النهاية، وستتاح لكم الفرصة للترشح، ولكن في الوقت الحالي، من فضلكم لا تجعلوا الميزانية رهينة".
إن احتمال بقاء الحكومة على قيد الحياة في تصويت حجب الثقة وتمرير الميزانية أدى إلى ارتفاع أسعار الأصول الفرنسية هذا الأسبوع. وانخفضت تكاليف الاقتراض الفرنسية لمدة 10 سنوات هذا الأسبوع إلى أقل من 3.35% للمرة الأولى منذ منتصف أغسطس.
ومع ذلك، قد تكون هذه الهدنة مؤقتة. إذ يطالب اليمين المتطرف بقيادة لوبان بإجراء انتخابات تشريعية جديدة، بينما يأمل اليسار المتطرف في استقالة ماكرون. ولم يتوصل الحزب الاشتراكي إلى أي شكل من أشكال الاتفاق طويل الأجل مع أتال، كما أن الجمهوريين المحافظين منقسمون، حيث يشعر العديد من النواب بالغضب إزاء "الانعطاف الكبير" في سياسة التقاعد. وقالت لوبان إن الحكومة "ستعيش بضعة أسابيع أخرى"، لكنها حذرت من أن "هذا العرض المؤسف سام لديمقراطيتنا".
إن نجاة أتال من تصويتي حجب الثقة تمنح الحكومة الفرنسية بعض الوقت لتنفيذ سياساتها الاقتصادية. ومع ذلك، يظل المشهد السياسي منقسماً، مما يجعل من الصعب على الحكومة تمرير التشريعات. كما أن التحديات الاقتصادية التي تواجه فرنسا كبيرة، بما في ذلك ارتفاع الدين العام وارتفاع معدلات البطالة.
من المهم ملاحظة أن أسعار الفائدة تلعب دورًا حاسمًا في هذا السياق. ارتفاع أسعار الفائدة يمكن أن يزيد من تكلفة خدمة الدين العام، مما يزيد الضغط على الميزانية الحكومية. من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تحفيز النمو الاقتصادي، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى ارتفاع التضخم. وبالتالي، فإن الحكومة الفرنسية بحاجة إلى إدارة سياستها النقدية بعناية من أجل تحقيق التوازن بين هذه الأهداف المتنافسة.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.