شهدت العملات المشفرة الرئيسية، مثل "بتكوين" و"إيثريوم"، انخفاضًا حادًا خلال الأيام الأخيرة، مسجلة أدنى مستوياتها منذ بداية العام. تعود هذه التراجعات إلى تزايد المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي وانحسار موجة الصعود التي تلت فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
انخفضت "بتكوين"، أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، إلى حوالي 84.2 ألف دولار بحلول الساعة 2:30 مساءً بتوقيت نيويورك. وتراجعت العملة بشكل ملحوظ من المستوى الذي اختتمت به العام الماضي، وهو 93 ألف دولار.
منذ تولي ترامب منصبه، فقدت "بتكوين" حوالي 20% من قيمتها، مما يعكس التأثيرات السلبية للأوضاع السياسية الأمريكية غير المستقرة، والتي أثارت مخاوف كبيرة بين المستثمرين في الأسواق المالية.
سياسات ترامب العدائية تجاه الحلفاء والمنافسين الجيوسياسيين كان لها دور في زيادة الضغوط على الأسواق، مما أدى إلى تراجع الإقبال على العملات الرقمية. كما أن التوجهات السياسية غير المستقرة تسببت في تزايد القلق في صفوف المستثمرين، ما دفعهم إلى تخفيض تعرضهم للأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفرة.
سجلت البيانات الاقتصادية الأمريكية مؤخرًا أرقامًا أقل من المتوقع، ما أسهم في تفاقم حالة الضعف في سوق العملات المشفرة. ومع تراجع الثقة في الاقتصاد الأمريكي، بدأ المستثمرون في الابتعاد عن الأصول الرقمية، مما ساهم في الهبوط الحاد في أسعار هذه العملات.
كما تعرض سوق العملات المشفرة لانتكاسة قوية بعد تعرض بورصة "باي بايت" (Bybit) للاختراق الأسبوع الماضي، وهو ما أسهم في زيادة القلق بين المستثمرين وأدى إلى تفاقم اضطراب السوق. هذه الحوادث الأمنية تؤثر بشكل كبير على ثقة المستثمرين في السوق وتدفعهم لتجنب الاستثمار في الأصول الرقمية.
لم تكن العملات المشفرة الأخرى في وضع أفضل، فقد انخفضت "إيثريوم" إلى 2284.87 دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ سبتمبر الماضي. كما شهدت "إكس آر بي" انخفاضًا حادًا ليصل إلى 2.16 دولار، مسجلة أدنى مستوى لها هذا العام.
أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض أسعار العملات المشفرة هو التراجع الكبير في الطلب على صناديق "بتكوين" المتداولة في البورصة. فقد شهدت هذه الصناديق عمليات سحب ضخمة بلغت 2.1 مليار دولار خلال الأيام الستة الماضية. ومن بين هذه الصناديق، تصدّر صندوق "فيديليتي وايز أوريجين" (FBTC) وصندوق "آي شيرز بتكوين تراست" التابع لشركة "بلاك روك" (IBIT) عمليات السحب.
وفقًا لتقرير نشرته "بلومبرغ"، فقد شهد يوم الثلاثاء فقط خروج أكثر من مليار دولار من صناديق "بتكوين"، وهو أكبر تدفق للأموال إلى خارج هذه الصناديق منذ إطلاقها في يناير من العام الماضي. كما شهدت صناديق الاستثمار المتداولة التي تحتفظ بعملة "إيثريوم" تدفقات خارجة بقيمة 130 مليون دولار.
وفقًا لبيانات من "ديري بيت"، أكبر بورصة لعقود خيارات العملات المشفرة، فإن عدد عقود خيارات البيع المنفذة عند وصول سعر "بتكوين" إلى 70 ألف دولار سجل ثاني أعلى نسبة بين العقود التي تنتهي في 28 فبراير. تشير هذه البيانات إلى أن السوق قد يشهد تقلبات كبيرة في الأيام المقبلة.
تستمر أسواق العملات المشفرة في مواجهة تحديات كبيرة، بدءًا من التوترات السياسية في الولايات المتحدة إلى المخاوف الاقتصادية وانخفاض الطلب على الأصول الرقمية. هذه العوامل جميعها تساهم في زيادة الضغوط على أسعار العملات المشفرة، وقد تؤدي إلى استمرار التقلبات في المستقبل القريب.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.