شهدت أسواق الأسهم العالمية وأيضاً أسواق منطقة الشرق الأوسط، تراجعًا حادًا في أداءها خلال تعاملات يوم الاثنين، متأثرةً بالإعلانات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض رسوم جمركية ثقيلة على الواردات من كندا والمكسيك والصين.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عطلة نهاية الأسبوع عن فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، بالإضافة إلى فرض ضريبة بنسبة 10% على السلع الصينية. ومن المقرر أن تدخل هذه التعريفات حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم الثلاثاء، وهو ما يعكس تأثيرًا كبيرًا على الاقتصاد العالمي، حيث تبلغ قيمة المعاملات التجارية بين الولايات المتحدة وهذه الدول الثلاث حوالي 1.6 تريليون دولار.
على الصعيد العالمي، بدأت الأسواق الأوروبية تعاملات يوم الاثنين على انخفاض حاد، حيث سجل مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي انخفاضًا بنسبة 1.3%. وتراجعت مؤشرات القطاعات المختلفة في أوروبا، حيث انخفض مؤشر السيارات بنحو 4%، كما تراجعت مؤشرات التكنولوجيا والصناعة والتعدين بأكثر من 2%. كما شهد مؤشر "داكس" الألماني تراجعًا بنحو 1.7%.
أما على الصعيد العربي، فقد سجل المؤشر العام للسوق المالية السعودية "تاسي" تراجعًا بنسبة 0.6% ليصل إلى مستوى 12330 نقطة. وفي بورصات أخرى في المنطقة، انخفض مؤشر بورصة قطر بنسبة 0.9%، بينما تراجع مؤشر بورصة مسقط بنسبة 0.36%، وانخفض مؤشر بورصة البحرين بنسبة 0.3%.
من جانبه، أكد رائد دياب، نائب الرئيس الأول لإدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في "كامكو إنفست"، أن الأسواق العالمية تعيش حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل القريب، في ظل المخاوف من تبعات التعريفات الجمركية التي قررها الرئيس ترامب على الصين وكندا والمكسيك. وأشار إلى أن هذه الخطوة قد تنذر باندلاع حرب تجارية عالمية، مما يزيد القلق بشأن تأثيراتها على سلاسل الإمداد العالمية.
أدى تصاعد المخاوف من الحرب التجارية العالمية إلى قفز مؤشر "الخوف" في وول ستريت بأكثر من 21% في تعاملات يوم الاثنين، مسجلًا أعلى مستوى له خلال سبع أسابيع، مما يعكس القلق المتزايد بين المستثمرين في أسواق المال العالمية.
توقع رائد دياب أن يؤدي فرض التعريفات الجمركية إلى رفع أسعار الوقود في الولايات المتحدة، حيث تستورد البلاد حوالي 4 مليون برميل يوميًا من كندا. هذا الارتفاع في أسعار الوقود قد يساهم في زيادة معدلات التضخم في الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى إبقاء مستويات الفائدة مرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعًا.
رغم أن الأسواق الخليجية قد لا تتأثر بشكل مباشر من هذه التطورات، إلا أن حالة الضبابية التي تكتنف تداعيات هذه الأزمة قد تؤثر على المناخ الاستثماري بشكل عام. ومن المحتمل أن يكون لارتفاع أسعار الفائدة تأثير سلبي على بعض القطاعات في الأسواق الخليجية، مثل القطاع العقاري، رغم أن هناك عوامل أخرى مثل مرونة الاقتصاد وسوق المشاريع في المنطقة قد تعوض هذه التأثيرات السلبية.
من جهة أخرى، أكد دياب أن فرض التعريفات الجمركية على النفط الكندي قد أدى بالفعل إلى زيادة أسعار النفط. في المقابل، قد يؤدي هذا الوضع إلى تحفيز الطلب الأمريكي على النفط الخليجي، مما يساهم في زيادة إيرادات ميزانية دول الخليج.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.