شهدت أسعار الذهب في دولة الإمارات العربية المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات اليوم الخميس، حيث سجلت المعدن الثمين زيادات متواصلة مقارنةً بأسعاره في الأيام السابقة.
هذا الارتفاع جاء مدفوعًا بعدد من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي تثير قلق المستثمرين والمتداولين على حد سواء. وفي هذا المقال، سنتناول تفاصيل الارتفاع في أسعار الذهب، الأسباب التي تقف وراء ذلك، بالإضافة إلى نظرة شاملة على تفاعلات الأسواق العالمية.
سجل الذهب عيار 24 ارتفاعًا ملحوظًا في سعره حيث وصل إلى 347.71 درهم للجرام، وهو ما يعادل حوالي 94.67 دولار. هذا الارتفاع يمثل زيادة طفيفة مقارنةً مع سعره في ختام تعاملات أمس الذي بلغ 346.43 درهم للجرام. ويُعتبر الذهب عيار 24 هو الأكثر نقاءً ويستخدم بشكل رئيسي في الاستثمارات والمدخرات، مما يجعله الأكثر تأثراً بالأزمات الاقتصادية.
لم يكن الذهب عيار 22 بعيدًا عن هذه الزيادة، حيث سجل سعره 318.75 درهم للجرام، أي ما يعادل 86.78 دولار. مقارنةً بسعره في اليوم السابق الذي كان 317.56 درهم للجرام، فإن الزيادة تعد طفيفة لكنها واضحة، مما يعكس تزايد الطلب على المعدن الأصفر في ظل تزايد المخاوف الاقتصادية.
من ناحية أخرى، سجل الذهب عيار 21، الذي يُعتبر الأكثر تداولًا في أسواق الخليج العربي، زيادة كبيرة ليصل إلى 304.26 درهم للجرام، أي ما يعادل 82.84 دولار. هذا الارتفاع في سعر الذهب عيار 21 يعكس استمرار الطلب على الذهب من قبل المستثمرين الذين يسعون إلى حماية أموالهم من التضخم والتقلبات الاقتصادية.
سجل الذهب عيار 18 زيادة ملحوظة ليصل إلى 260.79 درهم للجرام، ما يعادل 71 دولار. مقارنةً مع سعره في الأيام السابقة الذي كان 259.82 درهم للجرام، فإن الزيادة تُعتبر جزءًا من الاتجاه العام للصعود الذي تشهده أسعار الذهب في معظم العيارات.
على صعيد أوقية الذهب، سجلت الأوقية ارتفاعًا كبيرًا لتصل إلى 10,815 درهم، أي ما يعادل 2,944 دولار، في حين سجل الجنيه الذهب 2,434 درهم، ما يعادل 662.72 دولار. يُعتبر الذهب في شكل الأوقية والجنيه من الأشكال التي يفضلها الكثير من المستثمرين والمستوردين في دول الخليج، خاصة في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي.
1. التهديدات بحرب تجارية عالمية
تُعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى التوترات المستمرة في مناطق أخرى مثل الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، من أبرز الأسباب التي تدفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن. يعتبر الذهب في فترات الاضطرابات السياسية والتجارية أداة حماية فعالة ضد الخسائر المحتملة في الأسواق المالية.
2. مخاوف من التضخم العالمي
تتصاعد المخاوف بشأن زيادة معدلات التضخم في العديد من الاقتصادات الكبرى حول العالم. مع استمرار السياسات المالية التوسعية من البنوك المركزية في مواجهة الركود الاقتصادي، يُتوقع أن ترتفع معدلات التضخم بشكل أكبر مما يؤدي إلى تدهور القوة الشرائية للعملات المحلية، وهو ما يزيد من الطلب على الذهب كأداة تحوط ضد التضخم.
3. ارتفاع أسعار النفط
يؤثر ارتفاع أسعار النفط أيضًا في أسعار الذهب. ففي فترات ارتفاع أسعار النفط، تزيد المخاوف بشأن تكاليف الإنتاج والنقل، مما يؤدي إلى زيادة التكلفة العامة للعديد من السلع والخدمات. وعادة ما يترتب على ذلك زيادة الطلب على الذهب باعتباره استثمارًا آمنًا يظل محافظًا على قيمته في ظل ارتفاع الأسعار.
4. السياسات النقدية للبنوك المركزية
البنوك المركزية الكبرى، مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي، تلعب دورًا كبيرًا في تحديد أسعار الذهب. قرارات رفع أو خفض الفائدة من قبل هذه البنوك تؤثر بشكل كبير على الطلب على الذهب. في حال خفض الفائدة أو إبقائها منخفضة، يزيد الطلب على الذهب باعتباره استثمارًا آمنًا أفضل من العوائد المنخفضة للسندات أو الودائع البنكية.
5. تقلبات العملات العالمية
كما أن التقلبات في قيمة الدولار الأمريكي والعملات العالمية الأخرى لها تأثير مباشر على سعر الذهب. عندما يضعف الدولار الأمريكي، يميل سعر الذهب إلى الارتفاع، مما يجعله وسيلة تحوط جذابة للمستثمرين الدوليين الذين يتطلعون إلى حماية أصولهم من انخفاض قيمة العملة.
من المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في الإمارات في التأثر بالأحداث الجيوسياسية والاقتصادية العالمية في المستقبل. إذا استمرت التوترات السياسية والنزاعات التجارية، فإن الطلب على الذهب قد يستمر في الارتفاع. في الوقت نفسه، تبقى أسعار الذهب تحت تأثير القرارات الاقتصادية الرئيسية التي يمكن أن تؤثر في تكاليف الإنتاج والعرض.
يُظهر هذا الارتفاع في أسعار الذهب في الإمارات أن المعدن الثمين لا يزال يمثل أداة استثمارية آمنة للمستثمرين في مواجهة تقلبات الأسواق المالية والمخاوف الاقتصادية العالمية. مع استمرار التحديات في المشهد الاقتصادي العالمي، يبدو أن الذهب سيظل الخيار الأول للمستثمرين الذين يبحثون عن ملاذ آمن في ظل الظروف الراهنة.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.
