استقرار الدرهم أمام الدولار الأمريكي وتغيرات طفيفة أمام العملات الأخرى
سجلت أسعار صرف الدرهم الإماراتي أمام مجموعة من العملات الأجنبية والعربية تباينًا ملحوظًا في تداولات اليوم الأربعاء، وذلك وفقًا للبيانات الأخيرة التي نشرها مصرف الإمارات المركزي. وعلى الرغم من التقلبات التي شهدتها بعض العملات، إلا أن الدرهم الإماراتي حافظ على استقراره أمام الدولار الأمريكي، ليظل عند مستوى 3.672 درهم للدولار الواحد.
وهذا يشير إلى استقرار العملة الوطنية الإماراتية في مواجهة العملة الأمريكية، وهو ما يعكس متانة الاقتصاد الإماراتي وصلابة سياسته النقدية.
في المقابل، شهدت بعض العملات الأخرى بعض التغيرات مقارنة بالدرهم الإماراتي. على سبيل المثال، ارتفع سعر اليورو إلى 3.83 درهم، ليعكس تحركات الأسواق الأوروبية وأثرها على العملة الموحدة. بينما سجل الجنيه الاسترليني أمام الدرهم الإماراتي قيمة 4.62 درهم، متأثرًا بالتحولات الاقتصادية في بريطانيا، خاصة في ظل التوترات الناتجة عن الوضع الاقتصادي العالمي بعد "بريكست".
أما بالنسبة للفرنك السويسري، فقد بلغ سعره أمام الدرهم الإماراتي 4.07 درهم، بينما سجل الين الياباني 0.0242 درهم، ليعكس التغيرات التي مرت بها الأسواق الآسيوية خلال الفترة الأخيرة.
من جهة أخرى، حافظت العملات الخليجية على استقرار نسبي مقابل الدرهم الإماراتي. فقد سجل الريال السعودي أمام الدرهم 0.979 درهم، في حين سجل الدينار الكويتي قيمة 11.896 درهم.
أما الدينار البحريني فقد سجل 9.744 درهم، بينما وصل الريال القطري إلى 1.007 درهم، والريال العماني سجل 9.538 درهم. تعكس هذه الاستقرارية تماسك الاقتصاد الخليجي بشكل عام، خصوصًا مع استمرار الربط الثابت لعدد من العملات الخليجية بالدولار الأمريكي، ما يحافظ على استقرار أسواق العملات في المنطقة.
يجدر بالذكر أن مصرف الإمارات المركزي يقوم بتحديث بيانات أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الدرهم الإماراتي بشكل دوري. يتم نشر هذه البيانات يوميًا عبر موقعه الإلكتروني ليتمكن المتداولون والمستثمرون من متابعة تحركات الأسواق بشكل دقيق. ويتم تحديث أسعار العملات بنهاية كل يوم عمل أسبوعيًا، حيث تبدأ أسواق العملات الأجنبية تعاملاتها من يوم الإثنين وحتى الجمعة من كل أسبوع.
يأتي هذا الإجراء كجزء من جهود المصرف المركزي لتسهيل احتساب التزامات ضريبة القيمة المضافة (VAT) التي تترتب على الكيانات التجارية في الإمارات لصالح الهيئة الاتحادية للضرائب.
في ضوء هذا، تهدف هذه الخطوة إلى تيسير العمل على الشركات والمستثمرين، خصوصًا في ظل التعديلات الضريبية التي شهدتها الدولة. فقد تم تحديد أسعار العملات الأجنبية مقابل الدرهم الإماراتي وفقًا للقانون الاتحادي رقم 8، الذي يتعلق بضريبة القيمة المضافة.
في سياق آخر، أقر المصرف المركزي الإماراتي في يناير 2025 بقرار تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير، حيث تم الإبقاء على سعر الأساس لتسهيلات الإيداع لليلة واحدة عند 4.4%. هذا القرار جاء بعد الاجتماع الأول للجنة السوق المفتوحة في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في العام 2025، وهو ما يعكس استقرارًا في السياسات النقدية المحلية.
يُذكر أن سياسة الفائدة المرتبطة بسعر الأساس تؤثر بشكل مباشر على النظام المالي الوطني، من خلال تحديد الحد الأدنى للفائدة على عمليات الإيداع والاقتراض بين البنوك. كما يعكس هذا الاستقرار أيضًا قدرة المصرف المركزي الإماراتي على التكيف مع التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية.
تُعتبر ميزة الربط الثابت للدرهم الإماراتي مع الدولار الأمريكي من العوامل الرئيسية التي تُسهم في استقرار العملة الوطنية في الأسواق الدولية. حيث أن الدرهم مرتبط بسعر ثابت مقابل الدولار عند مستوى 3.67 درهم للدولار الواحد، مما يوفر مستوى من الأمان في التعاملات التجارية والمالية على مستوى العالم.
يعود هذا الربط الثابت إلى السياسات النقدية الحكيمة التي ينتهجها مصرف الإمارات المركزي، والتي تضمن توفير استقرار في قيمة الدرهم على المدى الطويل، ما يسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية ويعزز قدرة الدولة على مواجهة تقلبات الأسواق العالمية.
تشير البيانات الأخيرة إلى استقرار الدرهم الإماراتي أمام الدولار الأمريكي، على الرغم من التباين الملحوظ في قيمته أمام العملات الأخرى. كما يعكس الاستقرار النسبي في العملات الخليجية والعربية تأثيرًا إيجابيًا على الاقتصاد الإماراتي الذي يتمتع بسياسات نقدية ثابتة ورؤية استراتيجية للنمو المستدام.
كما أن التحديثات الدورية لأسعار العملات الأجنبية مقابل الدرهم الإماراتي التي يقوم بها مصرف الإمارات المركزي تسهم في تعزيز الشفافية وتسهيل العمليات التجارية في الدولة. وتبقى العلاقة الوثيقة بين الدرهم والدولار الأمريكي واحدة من العوامل الرئيسية التي تساهم في الحفاظ على استقرار الأسواق المالية في الإمارات.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.
