شهدت أسواق الأسهم الآسيوية تراجعًا ملحوظًا في معظمها خلال تعاملات يوم الاثنين، وسط تصاعد المخاوف من فرض الرسوم الجمركية على شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة، وهو ما ألقى بظلاله على الأسواق العالمية. فيما تزايد القلق بشأن تأثيرات هذه الرسوم على الاقتصاد العالمي، تراجع العديد من المؤشرات في اليابان و أستراليا و كوريا الجنوبية.
تراجع مؤشر نيكاي في اليابان بنسبة 2.7% ليغلق عند 38,520.09 نقطة، في حين انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 في أستراليا بنسبة 1.8% ليغلق عند 8,379.40 نقطة. كما شهد مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية انخفاضًا بنسبة 2.5% ليغلق عند 2,453.95 نقطة. في حين أن مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ تراجع بنسبة 0.3% ليغلق عند 20,160.42 نقطة. من الجدير بالذكر أن بورصة شنغهاي أغلقت بسبب عطلة، مما جعل الأسواق الصينية خارج تأثير التوترات التجارية في ذلك اليوم.
أفاد المحللون أن الأسواق الآسيوية تستعد لمزيد من التقلبات في ظل التوترات التجارية المتصاعدة. وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في آي جي: "إن الآثار المترتبة على القيود التجارية قد تؤدي إلى انخفاض تدفقات التجارة العالمية، وتحولات في سلسلة التوريد، مما قد يعني ارتفاع التكاليف على الشركات وارتفاع التضخم."
تسببت هذه المخاوف في إضعاف الأسواق، وزيادة الحذر بين المستثمرين. في الوقت نفسه، أغلقت أسواق وول ستريت الأسبوع الماضي على انخفاض، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.5%، بينما هبط مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.3%، وسجلت المؤشرات أول خسارة أسبوعية لها في ثلاثة أسابيع. كما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.8%.
في سوق نيويورك، كانت عمليات البيع واسعة النطاق، حيث أغلقت نحو 75% من الأسهم المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على انخفاض. كان قطاع التكنولوجيا والطاقة هو الأكثر تأثرًا بهذا التراجع. وقد أثار تقرير من شركة صينية ناشئة تدعى ديب سيك حول تطوير نموذج لغة كبيرة أرخص تساؤلات حول مدى حاجة جميع الاستثمارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مما دفع إلى تراجع بعض أسهم التكنولوجيا.
من المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب بنسبة 25% على معظم الواردات من كندا و المكسيك و 10% على السلع القادمة من الصين حيز التنفيذ يوم الثلاثاء. ولم توضح إدارة ترامب التحسينات المحددة التي قد يتم تحقيقها قبل إزالة هذه الرسوم.
أثارت المخاوف بشأن التعريفات الجمركية تحركًا ملحوظًا في أسواق السندات، حيث شهدت عائدات السندات طويلة الأجل ارتفاعًا، بما في ذلك سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات، والتي ارتفعت إلى 4.54% يوم الجمعة من 4.52% في أواخر يوم الخميس. كما استمر ارتفاع العوائد منذ سبتمبر، في وقت يُظهر فيه الاقتصاد الأمريكي قوة أكبر من التوقعات.
في أسواق الطاقة، ارتفعت عقود خام النفط الأمريكي بنسبة 1.37 دولار لتصل إلى 73.90 دولار للبرميل، بينما سجلت عقود خام برنت 76.39 دولار للبرميل، بزيادة قدرها 72 سنتًا. يعكس هذا الارتفاع في الأسعار بعض التوترات الجيوسياسية والاقتصادية التي تساهم في زيادة تكاليف الطاقة.
أما في تجارة العملات، فقد ارتفع الدولار الأمريكي قليلاً إلى 155.52 ين ياباني مقارنة بـ 155.18 ين، في حين انخفض سعر اليورو إلى 1.0243 دولار من 1.0363 دولار. تزداد هذه التغيرات في قيم العملات نتيجة للضغوط الاقتصادية والسياسية المستمرة، بما في ذلك المخاوف من زيادة الرسوم الجمركية.
من المتوقع أن تشهد الأسواق العالمية مزيدًا من التقلبات في الفترة المقبلة بسبب التصعيد المستمر في الحرب التجارية. كما يُتوقع أن تؤثر هذه التوترات بشكل كبير على أسواق الأسهم والسلع والعملات، ما يجعل من الضروري للمستثمرين والمتداولين في الأسواق العالمية متابعة آخر التطورات بعناية.
تؤكد التطورات الحالية في الحرب التجارية العالمية على أهمية الحذر في الأسواق المالية، حيث إن فرض الرسوم الجمركية يهدد بتحقيق تأثيرات سلبية على التجارة العالمية والنمو الاقتصادي. في الوقت الذي تشهد فيه أسواق الأسهم الآسيوية والعالمية تقلبات مستمرة، تبقى أسواق السندات والطاقة أيضًا تحت تأثير هذه التوترات التجارية التي تثير القلق بين المستثمرين.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.