وزير الخزانة الأمريكية: التعريفات الجمركية كـ"كتلة جليد تذوب"
في مقابلة حصرية مع صحيفة «نيكي» اليابانية، صرح وزير الخزانة الأمريكي بايسنت بأن التعريفات الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة على الدول الأخرى قد يتم تخفيضها تدريجياً في حال تحسن الاختلالات التجارية. ووصف بايسنت هذه التعريفات بـ«كتلة جليد تذوب مع مرور الوقت»، مما يشير إلى إمكانية تخفيضها أو حتى إلغائها في المستقبل.
تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي فرضت فيه إدارة ترامب تعريفات جمركية جديدة، مثل زيادة الرسوم على السلع اليابانية المستوردة من 10% إلى 15%. ووفقًا لتقديرات جامعة ييل، وصل متوسط التعريفات الجمركية الأمريكية إلى 18.6%، وهو أعلى مستوى له منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وأوضح بايسنت أن الهدف الرئيسي من هذه التعريفات هو «إعادة التوازن» للعجز في الحساب الجاري، الذي بلغ 1.18 تريليون دولار في عام 2024، وهو الأكبر بين جميع الدول الكبرى. وأشار إلى أن مثل هذا العجز قد يؤدي إلى أزمة مالية.
شروط تخفيض التعريفات الجمركية
أوضح بايسنت أن أحد الشروط الرئيسية لخفض التعريفات الجمركية هو عودة الإنتاج إلى الولايات المتحدة، مما سيؤدي إلى تقليل الواردات وتحقيق التوازن التجاري. وتطرق إلى المفاوضات التجارية الجارية مع الدول التي لم يتم التوصل إلى اتفاقيات معها، معربًا عن أمله في إنجاز هذه المفاوضات بحلول نهاية أكتوبر. بالإضافة إلى ذلك، تستخدم إدارة ترامب التعريفات الجمركية للضغط على روسيا فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، بما في ذلك التهديد بفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على الهند إذا استمرت في شراء النفط الروسي، مما يرفع إجمالي الرسوم إلى 50%.
التعريفات الجمركية كأداة دبلوماسية
أكد بايسنت أن سياسة التعريفات الجمركية تعتبر وسيلة لزيادة الإيرادات وحماية الصناعة الأمريكية، بالإضافة إلى استخدامها كأداة للتفاوض الدبلوماسي. وأشار إلى الاتفاقية التجارية مع اليابان، التي قبلت بموجبها طوكيو تعريفة بنسبة 15% وتعهدت بتقديم حزمة استثمارية وقروض بقيمة 550 مليار دولار. ووصف بايسنت هذه الاتفاقية بأنها «شراكة ذهبية صناعية»، معربًا عن أمله في تحقيق التوازن التجاري مع اليابان مع مرور الوقت.
خليفة رئيس الاحتياطي الفيدرالي
في سياق متصل، تطرق بايسنت إلى اختيار خليفة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي الحالي، جيروم باول، الذي تنتهي ولايته في مايو المقبل. وأشار إلى أن الرئيس ترامب بدأ بالفعل عملية الاختيار، ومن المتوقع أن يقود بايسنت هذه العملية. وأوضح أن الرئيس القادم للاحتياطي الفيدرالي يجب أن يتمتع بثقة الأسواق، وأن يكون قادرًا على تحليل البيانات الاقتصادية المعقدة، وإدارة الأصوات الاثني عشر في البنك المركزي، وبناء توافق في الآراء. كما أكد على أهمية أن يتمتع الرئيس القادم برؤية مستقبلية، وأن لا يعتمد فقط على البيانات التاريخية.
الحفاظ على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي
أعرب بايسنت عن قلقه بشأن تآكل استقلالية السياسة النقدية، مؤكدًا على أهمية استقلالية البنك المركزي لتحقيق استقرار الاقتصاد والتأثير على توقعات التضخم. وأشار إلى أن المهام المتعددة التي يقوم بها الاحتياطي الفيدرالي قد تعرض استقلاليته للخطر. وعلى الرغم من انتقادات ترامب الأخيرة لباول، أكد بايسنت أن الاحتياطي الفيدرالي مؤسسة مستقلة.
سياسة الدولار القوي
فيما يتعلق بالدولار، أوضح بايسنت أن سياسة الدولار القوي لا تعني فقط سعر صرف مرتفع، بل تعني أيضًا تبني سياسات اقتصادية سليمة تحافظ على مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية. وأشار إلى ضرورة تحسين بيئة الاستثمار لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الولايات المتحدة.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.