أعلنت إدارة ترامب يوم الثلاثاء عن ترحيل مجموعة من الرجال المدانين بارتكاب جرائم عنيفة إلى مملكة سوازيلاند الصغيرة في أفريقيا. تمثل هذه الخطوة أحدث مسعى لتوسيع نطاق الترحيل ليشمل دولًا نائية لا ترتبط بصلة ببلدان المبعدين الأصلية.
أفادت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي، تريشا ماكلوكلين، أن المرحلين ينحدرون من كوبا وجامايكا ولاوس وفيتنام واليمن، وقد أدينوا بارتكاب جرائم خطيرة في الولايات المتحدة. وأضافت ماكلوكلين أن سجلاتهم الجنائية تشمل جرائم مثل القتل والقتل الخطأ والاغتصاب.
ووصفت ماكلوكلين هؤلاء المبعدين بأنهم "شديدو الوحشية لدرجة أن بلدانهم الأصلية رفضت استقبالهم".
لا يزال مصير هؤلاء الرجال الذين تم إرسالهم إلى سوازيلاند مجهولاً. سوازيلاند، أو إسواتيني كما تعرف الآن رسميًا، هي دولة غير ساحلية في جنوب إفريقيا، تبلغ مساحتها أكبر بقليل من ولاية كونيتيكت الأمريكية، ويبلغ عدد سكانها حوالي 1.2 مليون نسمة، ويحكمها ملك.
تاريخياً، كانت الولايات المتحدة تسعى إلى ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى دول ثالثة في الحالات التي تواجه فيها صعوبات أو استحالة في إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، مثل الدول التي تفرض قيودًا على الترحيل أو ترفضه تمامًا.
في أوائل شهر مايو، ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن الولايات المتحدة طلبت من سوازيلاند، بالإضافة إلى دول أخرى في إفريقيا وآسيا وأوروبا، استقبال المبعدين الذين ليسوا من مواطنيها. تأتي هذه المفاوضات في إطار جهود واسعة النطاق تبذلها إدارة ترامب لإقناع أكبر عدد ممكن من الدول بقبول المبعدين من دول أخرى، بمن فيهم المجرمون.
في السابق، أبرمت إدارة ترامب اتفاقيات لترحيل أعضاء عصابات فنزويليين متهمين إلى السلفادور؛ وترحيل مهاجرين من إفريقيا وآسيا إلى كوستاريكا وبنما؛ وترحيل ثمانية مجرمين من دول آسيوية وأمريكية لاتينية إلى جنوب السودان التي تمزقها الصراعات.
كما أقنع مسؤولون في إدارة ترامب دولًا مثل هندوراس وكوسوفو بقبول المبعدين من دول أخرى، على الرغم من أن هذه الاتفاقيات لم يتم تنفيذها بالكامل. وتواصل مسؤولون أمريكيون أيضًا مع دول مثل مولدوفا وليبيا ورواندا سعياً للتوصل إلى اتفاقيات مماثلة.
هذه الممارسة مثيرة للجدل. يشير المنتقدون إلى أن بعض الدول الثالثة التي تسعى إدارة ترامب إلى التعاون معها (مثل جنوب السودان) ليست آمنة؛ كما أن ترحيل الفنزويليين إلى السلفادور أثار مخاوف قانونية وإنسانية، حيث يتم احتجاز العديد من المرحلين، حتى أولئك الذين ليس لديهم سجلات جنائية واضحة، في سجون كبيرة سيئة السمعة، ومعزولين عن العالم الخارجي.
في السابق، قضت المحكمة العليا الأمريكية في أواخر يونيو بالسماح لإدارة ترامب باستئناف سياسة ترحيل المهاجرين إلى دول غير بلدانهم الأصلية، دون منح المهاجرين فرصة لإظهار المخاطر التي قد يواجهونها. وقد وفر هذا الحكم أساسًا قانونيًا لسياسة الترحيل الجماعي التي تنتهجها الحكومة.
تظهر مذكرة صادرة عن إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) أنه يمكن لمسؤولي الهجرة الانتظار لمدة 24 ساعة على الأقل قبل تنفيذ أمر الترحيل بعد إبلاغ المهاجر بأنه سيتم ترحيله إلى ما يسمى "دولة ثالثة".
ومع ذلك، في "حالات الطوارئ"، يمكن لـ ICE ترحيل المهاجرين بإشعار مسبق مدته 6 ساعات فقط، شريطة منحهم فرصة التحدث مع محام. وتشير المذكرة أيضًا إلى أنه يمكن إرسال المهاجرين إلى هذه البلدان "دون أي إجراءات أخرى" طالما أن الدولة المتلقية تتعهد بعدم اضطهادهم أو تعذيبهم.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الممارسة تثير تساؤلات حول التزامات الولايات المتحدة تجاه حقوق الإنسان والقانون الدولي. فترحيل الأفراد إلى دول غير آمنة أو دول تفتقر إلى القدرة على حمايتهم يمكن أن يعرضهم لخطر التعذيب وسوء المعاملة. بالإضافة إلى ذلك، فإن اختيار الدول التي ترفض استقبال مواطنيها الأصليين يثير تساؤلات حول الدافع الحقيقي وراء هذه السياسة.
تحذير من المخاطر وإخلاء المسؤولية:هذه المقالة تعبر عن آراء الكاتب فقط، وهي للإطلاع فقط، ولا تشكل نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تعكس موقف منصة Markets.com. تتضمن تداول عقود الفروقات (CFDs) مخاطر عالية وتأثير رافعة مالية كبيرة. نوصي باستشارة مستشار مالي محترف قبل اتخاذ أي قرارات تداول، لتقييم وضعك المالي وقدرتك على تحمل المخاطر. أي عمليات تداول تتم بناءً على هذه المقالة تكون على مسؤوليتك الخاصة.