تهديدات ترامب تلوح في الأفق: رسوم جمركية على النفط الروسي؟
مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة على الدول التي تشتري النفط الروسي، تتزايد المخاوف بشأن التأثير المحتمل لهذه الخطوة على الاقتصاد العالمي. يهدف ترامب من خلال هذه الرسوم إلى الضغط على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، إلا أن خبراء اقتصاديين يحذرون من أن هذه الإجراءات قد تأتي بنتائج عكسية وتضر بالاقتصاد الأمريكي نفسه.
التأثير المحتمل على الاقتصاد الأمريكي
يرى محللون أن فرض رسوم جمركية على واردات النفط الروسي سيؤدي إلى ارتفاع تكلفة السلع الاستهلاكية في الولايات المتحدة، وتقليل أرباح الشركات الأمريكية، وربما ارتفاع أسعار النفط. ويشير كلايتون سيجل، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى أن هذه الرسوم ستؤدي إلى "المزيد من التضخم في الولايات المتحدة" وتزيد من تكاليف الاستيراد على الشركات الأمريكية.
الهند في مرمى النيران
تعتبر الهند من أكبر مستوردي النفط الروسي منذ بداية الحرب في أوكرانيا، حيث تمثل وارداتها من النفط الروسي حوالي 36% من سوقها. وقد أشار ترامب إلى أنه قد يرفع الرسوم الجمركية على الهند "بشكل كبير جدًا" بسبب اعتمادها على النفط الروسي.
هل يستطيع ترامب تحمل الألم الاقتصادي؟
يشكك جيوفاني ستاونوفو، المحلل في بنك يو بي إس، في قدرة ترامب على تحمل الألم الاقتصادي الذي قد ينجم عن فرض هذه الرسوم، مما يشير إلى أنه قد يتراجع عن هذه الإجراءات بعد فترة قصيرة من تطبيقها.
تأثير محدود على سوق النفط العالمي؟
يرى خبراء أن فرض رسوم جمركية على النفط الروسي قد لا يكون له تأثير كبير على سوق النفط العالمي، حيث تصدر روسيا حوالي 7 ملايين برميل من النفط الخام والمنتجات النفطية يوميًا، وهو حجم كبير لا يمكن تعويضه بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، قد تلجأ الدول إلى تنويع مصادرها من النفط لتجنب الرسوم الجمركية، مما يقلل من تأثير هذه الإجراءات على روسيا.
بدائل أخرى؟
يقترح سيجل فرض رسوم جمركية أقل حدة، تتراوح بين 10% و30%، كبديل أكثر فعالية لتشجيع الدول على تنويع مصادرها من النفط. ويحذر من أن الرسوم الجمركية المرتفعة "ستُعتبر مجرد تهديد أجوف لأنها ستضر (بالولايات المتحدة) بقدر ما ستضر بالآخرين".
الخلاصة
يبقى أن نرى ما إذا كان ترامب سينفذ تهديداته بفرض رسوم جمركية على النفط الروسي. ومع ذلك، فإن هذه التهديدات تثير تساؤلات جدية حول التأثير المحتمل لهذه الإجراءات على الاقتصاد الأمريكي والعالمي، وتسلط الضوء على التحديات التي تواجه صانعي السياسات في سعيهم للضغط على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا دون الإضرار باقتصاداتهم.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.
