شاغر مفاجئ في مجلس الاحتياطي الفيدرالي يثير التكهنات
أثارت استقالة ليزا كوجلر المفاجئة من منصبها كعضو في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي تكهنات حول الاستراتيجية التي قد يتبعها الرئيس السابق دونالد ترامب في ملء هذا المنصب الشاغر. قد يكون لهذا القرار تداعيات كبيرة على السياسة النقدية الأمريكية.
تفتح استقالة كوجلر، التي جاءت قبل أشهر قليلة من نهاية ولايتها، الباب أمام ترامب لتعيين شخصية ذات نفوذ في المجلس. وتشمل الخيارات المتاحة تعيين ما يسمى بـ "الرئيس الظل"، وهو شخصية بارزة تهدف إلى تحدي سياسات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الحالي، جيروم باول، قبل اختيار خليفة دائم له.
سيناريوهات محتملة لتعيين ترامب
يرى كريسنا جوها، رئيس قسم الاستراتيجيات العالمية والخاصة بالبنوك المركزية في Evercore ISI، أن ترامب يواجه خيارين رئيسيين: إما تعيين شخص مؤقت ليحل محل كوجلر للأشهر الأربعة المتبقية من ولايتها، أو تسريع العملية واختيار الشخص الذي يرغب في أن يخلف باول في نهاية المطاف.
في حين أن تعيين "رئيس ظل" قد يروق لترامب بسبب ميله إلى إثارة الجدل والطلب من الآخرين إثبات جدارتهم، إلا أن هذا الخيار قد لا يكون جذابًا للمرشحين المحتملين. فالرئيس الظل سيظل مجرد عضو واحد من بين العديد في المجلس، دون السلطة التي يتمتع بها الرئيس الفعلي.
نافذة زمنية محفوفة بالمخاطر
يضيف توقيت استقالة كوجلر بُعدًا آخر من المخاطر. فلو بقيت في منصبها حتى نهاية ولايتها في يناير المقبل، لكانت هناك فرصة لتعيين شخص لفترة ولاية كاملة مدتها 14 عامًا. لكن الاستقالة المبكرة تخلق فرصة ومخاطرة في آن واحد.
كما أن قبول هذا التعيين يأتي مع قدر كبير من عدم اليقين. فقد أوضح ترامب أنه لن يعين سوى المحافظين الذين يدعمون خفض أسعار الفائدة، بل يتوقع خفضًا كبيرًا قد يصل إلى 3 نقاط مئوية. وقد حذرت وزيرة الخزانة الأمريكية السابقة، جانيت يلين، من أن مطالب ترامب بشأن أسعار الفائدة "يجب أن تثير قلق الأسواق".
بدائل للرئيس الظل
بالإضافة إلى خيار "الرئيس الظل"، يمكن لترامب أن يختار تعيين الشخص الذي يفضله لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مع الإشارة بوضوح إلى أنه سيتم ترشيحه ليحل محل باول عندما تنتهي ولايته. قد يكون هذا النهج أكثر تقليدية ويجنب العضو الجديد إمكانية الدخول في صراع مع زملائه الذين قد يضطر للعمل معهم لمدة 14 عامًا.
مواجهة محتملة مع الاحتياطي الفيدرالي
أعرب مسؤولون عن قلقهم من أن ترامب يقوض استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، وهو أمر يعتبر ضروريًا لسياسة نقدية سليمة غير خاضعة للتأثيرات السياسية. وفي حين أن الاحتياطي الفيدرالي قد يبدي بعض المقاومة المؤسسية، إلا أن الوضع لا يزال ديناميكيًا وقد يتغير بسرعة.
في الختام، تبقى استراتيجية ترامب لملء منصب كوجلر الشاغر غير واضحة. سواء اختار "رئيسًا ظلًا" أو مرشحًا لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، فإن قراره سيكون له تأثير كبير على مستقبل السياسة النقدية الأمريكية، وعلى استقلالية البنك المركزي.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.
