الاثنين Oct 14 2024 07:06
1 دقيقة
في بداية تداولات هذا الأسبوع، استمر سعر الذهب (XAU/USD) في التحرك ضمن نطاق محدود، حيث لم يتجاوز الحواجز التي أُقيمت حول مستوى 2670 دولارًا أمريكيًا.
هذا الاستقرار ضمن هذا النطاق يأتي في ظل تزايد التفاؤل بشأن السياسة النقدية الأمريكية، خاصة بعد البيانات الإيجابية التي صدرت يوم الجمعة الماضي بخصوص التوظيف الأمريكي.
من جهة أخرى، تبقى المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط عاملًا مساندًا للذهب، مما يساهم في الحد من خسائره.
أدى التقرير الشهري لسوق العمل الأمريكي، الذي صدر يوم الجمعة الماضي، إلى تقليص رهانات المستثمرين على قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بشكل كبير في نوفمبر المقبل. وفقًا للتقرير، أضاف الاقتصاد الأمريكي نحو 254 ألف وظيفة في سبتمبر، متجاوزًا التوقعات بشكل كبير، مما يعكس قوة أكبر من المتوقع في سوق العمل. كما انخفض معدل البطالة إلى 4.1% من 4.2%، وهو ما يعد تحسنًا ملحوظًا.
وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت البيانات أنه تم تعديل أرقام التوظيف في يوليو وأغسطس بإضافة حوالي 72 ألف وظيفة إضافية، مما يبرز متانة سوق العمل الأمريكي واستقرار الاقتصاد بشكل عام. هذه البيانات جاءت لتخفف من مخاوف المستثمرين بشأن إمكانية حدوث تباطؤ اقتصادي، مما ساعد على تعزيز الدولار الأمريكي بالقرب من أعلى مستوى له منذ سبع أسابيع.
تُظهر أداة FedWatch الخاصة بمجموعة CME أن الأسواق الآن ترى فرصة تصل إلى 95% بأن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط في اجتماع نوفمبر المقبل، مما أدى إلى دعم الدولار الأمريكي. وهو ما يضعف من جاذبية الذهب، الذي لا يحقق عوائد ثابتة مثل الأصول الأخرى.
بعد البيانات الإيجابية من الولايات المتحدة، تمسك الدولار الأمريكي بموقعه القوي، مما أثّر سلبًا على الذهب. فعلى الرغم من أنه لا يزال يُعتبر ملاذًا آمنًا، إلا أن الذهب يعاني من الضغط بفعل الارتفاع المستمر في الدولار، مما يحد من فرصه في الصعود. في الوقت ذاته، تظل الأسواق متفائلة تجاه الأسهم العالمية، ويعزز ذلك من شهية المخاطرة ويقلل من الطلب على الذهب.
مع بقاء الدولار عند أعلى مستوى له منذ سبع أسابيع، يواجه الذهب تحديات كبيرة في تجاوز الحواجز الصعبة عند مستويات 2670 و 2672 دولارًا أمريكيًا. ولذلك، فإن المستثمرين في الذهب يواجهون صعوبة في تحقيق مكاسب قوية في ظل هذا الضغط المستمر من العملة الأمريكية.
على الرغم من الضغوط التي يواجهها الذهب بسبب قوة الدولار، فإن المخاطر الجيوسياسية المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط قد تعزز من طلب المستثمرين على الذهب كملاذ آمن. التصعيد الأخير في غزة ولبنان، وما تلاه من هجمات من جانب حزب الله، رفع من حدة المخاوف بشأن التصعيد العسكري في المنطقة. هذه الأحداث قد تشجع المزيد من المستثمرين على اللجوء إلى الذهب للحفاظ على قيمة استثماراتهم في أوقات الأزمات.
في ذات السياق، أفادت البيانات الرسمية الصادرة صباح اليوم الإثنين أن احتياطيات الصين من الذهب لم تتغير للشهر الخامس على التوالي، واستقرت عند 72.8 مليون أوقية تروي في نهاية سبتمبر. هذا الاستقرار يعكس موقفًا حذرًا من جانب الصين، ويعزز من دعم سعر الذهب في مواجهة تقلبات الأسواق.
من الناحية الفنية، لا يزال الذهب يتحرك ضمن نطاق ضيق منذ الأسبوع الماضي، حيث لم تظهر أي إشارات واضحة على اتجاه قوي سواء صعودًا أو هبوطًا. وعلى الرغم من هذا التماسك، يمكن اعتبار هذا التحرك الجانبي بمثابة مرحلة من التوطيد بعد الارتفاع الكبير الذي شهده الذهب في وقت سابق، والذي دفعه إلى تسجيل مستويات قياسية.
المؤشرات الفنية اليومية، مثل مؤشر القوة النسبية (RSI)، لا تزال تُظهر وضعًا إيجابيًا للذهب، إذ أنها تبقى ضمن المنطقة الإيجابية دون أن تدخل في منطقة الشراء المفرط، مما يشير إلى أن الطريق إلى الصعود لا يزال مفضلًا من الناحية الفنية. ومع ذلك، يُنصح بالانتظار حتى يتم اختراق مستوى 2670-2672 دولارًا أمريكيًا بشكل واضح قبل اتخاذ أي مراكز شراء جديدة.
على الجانب الفني، يشير التحليل إلى أن الذهب يواجه مستوى دعم رئيسيًا عند 2630 دولارًا أمريكيًا، وهو ما قد يمثل نقطة انعطاف في حال حدوث أي عمليات بيع قوية. في حال كسر هذا المستوى، من المحتمل أن يتراجع الذهب إلى ما دون 2600 دولار، حيث يقع الدعم التالي في منطقة 2560 دولارًا.
وفي حال استمرار الانخفاض، فإن الذهب قد يستهدف 2350 دولارًا كدعم رئيسي على المدى المتوسط. من جهة أخرى، إذا استمر الاتجاه الصاعد، فإن الأسعار قد تتجه نحو مستويات قياسية جديدة، ويُتوقع أن يحاول الذهب تجاوز حاجز 2700 دولار في حال تجاوز 2670 دولارًا.
بشكل عام، يظل الذهب في وضع حساس في الوقت الحالي، حيث يواجه ضغوطًا قوية من قوة الدولار الأمريكي والبيانات الإيجابية من الولايات المتحدة التي تحد من التوقعات بخفض الفائدة. من جهة أخرى، فإن المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط قد تكون عاملاً داعمًا للذهب في حال تصاعد الأزمات.
في ظل هذه الظروف المتباينة، يفضل العديد من المستثمرين مراقبة التطورات الاقتصادية والسياسية لتحديد استراتيجياتهم الاستثمارية في الذهب.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.