في مقابلة أجراها الصحفي الروسي بافيل زاروبين مع المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، ونشرت على حسابه في تيليجرام، صرح بيسكوف بأن روسيا "مستعدة لاتخاذ إجراءات سريعة" فيما يتعلق بمسألة السلام في أوكرانيا. وأكد أن "هدفنا الرئيسي هو تحقيق الأهداف التي حددناها. أهدافنا واضحة ومحددة ولن تتغير"، مضيفًا أن عملية السلام لا تعتمد فقط على موسكو.
منذ إطلاق "العملية العسكرية الخاصة" في فبراير 2022، والتي تهدف إلى "نزع السلاح" و "تطهير أوكرانيا من النازيين"، قدمت روسيا عدة شروط لتسوية النزاع، تتضمن منع كييف من الانضمام إلى أي تحالفات عسكرية، وانسحاب القوات الأوكرانية من مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوروجي وخيرسون، التي ضمتها روسيا بعد استفتاءات في سبتمبر 2022.
تصف أوكرانيا هذه الشروط بأنها "إنذارات نهائية" وتطالب بوقف إطلاق النار كشرط مسبق لأي مفاوضات هادفة. حول احتمال لقاء بين الرئيس بوتين والرئيس ترامب، قال بيسكوف إن مثل هذا اللقاء "سيحدث في الوقت المناسب"، وقد يكون من الضروري إضفاء الطابع الرسمي على "بعض الاتفاقيات الكبيرة التي سيتم التوصل إليها في نهاية المطاف" قبل عقد مثل هذه المحادثات. ومع ذلك، أشار إلى أن "الوقت لم يحن بعد والعمل ذي الصلة لا يزال بحاجة إلى المضي قدمًا".
يسعى ترامب، منذ بداية ولايته الثانية في يناير، إلى إنهاء الصراع المستمر منذ أربع سنوات، وهدد بفرض تعريفات جمركية بنسبة 100٪ على روسيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع في غضون 50 يومًا. في غضون ذلك، عُقدت جولتان من المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في اسطنبول في شهري مايو ويونيو، وهي الأولى من نوعها منذ ثلاث سنوات. ومن المقرر عقد الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة في اسطنبول أيضًا.
أشار الرئيس الأوكراني زيلينسكي يوم السبت الماضي إلى أن كييف اقترحت عقد جولة جديدة من المحادثات هذا الأسبوع، لكنه لم يذكر تاريخًا محددًا. وذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس أن مصدرًا مقربًا من فريق التفاوض الروسي أكد أنهم تلقوا اقتراحًا من كييف لعقد اجتماع.
وعلق بيسكوف على تصريحات ترامب قائلاً إن الأطراف اعتادت على "الخطاب القوي والمباشر" للرئيس الأمريكي. وأضاف: "في الوقت نفسه، أكد أنه سيواصل بذل كل ما في وسعه لتعزيز التوصل إلى حل سلمي. في الواقع، أعرب الرئيس بوتين مرارًا وتكرارًا عن أمله في تحويل حل القضية الأوكرانية إلى مسار سلمي في أقرب وقت ممكن".
وصف المتحدث القضية الأوكرانية بأنها "عملية طويلة" و "تتطلب جهودًا" و "ليست سهلة". واختتم قائلاً: "ومن المرجح أن واشنطن تدرك ذلك بشكل متزايد".
تحليل: بينما يشدد بيسكوف على استعداد روسيا للتحرك نحو السلام، إلا أن الشروط التي تفرضها موسكو، والتي تعتبرها كييف "إنذارات نهائية"، تعقد مسار المفاوضات. تبقى الوساطة المحتملة من قبل شخصية مثل ترامب فرصة لكسر الجمود، ولكن نجاحها يعتمد على استعداد جميع الأطراف لتقديم تنازلات حقيقية.
تحذير من المخاطر وإخلاء المسؤولية:هذه المقالة تعبر عن آراء الكاتب فقط، وهي للإطلاع فقط، ولا تشكل نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تعكس موقف منصة Markets.com. تتضمن تداول عقود الفروقات (CFDs) مخاطر عالية وتأثير رافعة مالية كبيرة. نوصي باستشارة مستشار مالي محترف قبل اتخاذ أي قرارات تداول، لتقييم وضعك المالي وقدرتك على تحمل المخاطر. أي عمليات تداول تتم بناءً على هذه المقالة تكون على مسؤوليتك الخاصة.
