Markets.com Logo

معضلة روسيا الاقتصادية: هل تدفع الحرب في أوكرانيا نحو السلام؟

2 min read

هل تدفع الضغوط الاقتصادية روسيا نحو السلام في أوكرانيا؟

يثير استمرار العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، بالتوازي مع رفض موسكو إجراء محادثات سلام جادة، تساؤلات حول مدى جدية رغبة الرئيس بوتين في إنهاء الصراع. وعلى الرغم من المبادرات الدولية، بما في ذلك مقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لا تزال روسيا تتبنى موقفًا غامضًا تجاه المفاوضات.

إلا أن الجانب الاقتصادي قد يحمل مفتاحًا لحل الأزمة. تشير البيانات الرسمية الروسية إلى وجود عجز كبير في الميزانية، بلغ 4.88 تريليون روبل (حوالي 61.1 مليار دولار أمريكي) في الفترة من يناير إلى يوليو. ويعزى هذا العجز إلى الارتفاع الكبير في الإنفاق الحكومي، خاصة على القطاع الدفاعي.

وعلى الرغم من أن مبيعات النفط والغاز للهند ودول أخرى حليفة، بالإضافة إلى زيادة الضرائب المحلية، ساهمت في دعم الإنفاق العسكري، إلا أن العقوبات الدولية وانخفاض الطلب العالمي يؤثران سلبًا على عائدات النفط الروسية. هذا الوضع قد يجبر الكرملين على البحث عن بدائل لخفض الإنفاق أو فرض ضرائب إضافية.

توقعات النمو الاقتصادي الروسي

لا تبدو آفاق النمو الاقتصادي الروسي واعدة. فبعد نمو بلغ 4.3% في عام 2024، يتوقع البنك المركزي الروسي نموًا يتراوح بين 1% و2% فقط هذا العام. هذا التباطؤ الاقتصادي يمثل تحديًا للكرملين، حيث يضعه أمام خيارين: إما البحث عن السلام، أو مواصلة الصراع في أوكرانيا حتى تحقيق مكاسب عسكرية.

يشير ألكسندر كولياندر، الباحث في مركز تحليل السياسات الأوروبية (CEPA)، إلى أن الكرملين قد يتحمل فترة قصيرة من النمو المنخفض، لكن استمرار هذا الوضع، بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط، سيؤدي إلى تراجع الإيرادات المالية. ويضيف أن الحكومة قد تضطر إلى خفض الإنفاق في قطاعات أخرى غير الدفاع والقطاع الاجتماعي، مما قد يؤدي إلى تداعيات سلبية.

مخاطر التضخم والركود

يواجه الاقتصاد الروسي أيضًا خطر ارتفاع التضخم، الناتج عن زيادة الإنفاق العسكري، والعقوبات، ونقص العمالة. وقد نجح البنك المركزي الروسي في خفض التضخم من 17.8% بعد اندلاع الحرب إلى 8.8% في يوليو، إلا أن ذلك تحقق بتكلفة اقتصادية.

يحذر الخبراء من أن خفض الإنفاق أو فرض تدابير تقشفية قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع الأجور. وفي المقابل، فإن عدم خفض الدعم المالي قد يؤدي إلى عودة التضخم. يدرك الرئيس بوتين هذه التحديات، وقد حذر في يونيو الماضي من السماح للاقتصاد بالانزلاق نحو الركود.

تشير البيانات الاقتصادية الأخيرة إلى أن التباطؤ الاقتصادي مستمر، حيث نما الاقتصاد الروسي بنسبة 1.1% فقط في الربع الثاني من العام، مقارنة بنسبة 1.4% في الربع الأول. ويتوقع الخبراء أن يزداد التباطؤ في الفصول القادمة، وأن يواجه الاقتصاد الروسي فترة طويلة من النمو الضعيف، مع خطر حدوث ركود في عام 2025.


تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

أخبار ذات صلة