Markets.com Logo

بنك الاحتياطي الأسترالي يخفض أسعار الفائدة: تحليل وتوقعات السوق

4 min read

بنك الاحتياطي الأسترالي يخفض أسعار الفائدة وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي

خفض بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) سعر الفائدة النقدي للمرة الثالثة هذا العام إلى 3.6%، وهو مستوى لم نشهده منذ أبريل 2023. يأتي هذا القرار في ظل تباطؤ النمو العالمي وزيادة حالة عدم اليقين بشأن التضخم وسوق العمل المحلي. وقد أشار البنك المركزي إلى أن قرارات السياسة النقدية المستقبلية ستعتمد بشكل كبير على البيانات الاقتصادية القادمة.

قرار الخفض، الذي جاء متوافقًا مع توقعات السوق، يعكس قلق البنك بشأن وتيرة النمو الاقتصادي. ومع ذلك، يظل سوق العمل الأسترالي ضيقًا نسبيًا، مما يضيف طبقة من التعقيد إلى عملية صنع القرار.

تصريحات بنك الاحتياطي الأسترالي وتأثيرها على السوق

أكدت لجنة السياسة النقدية في بيانها أنها ستراقب عن كثب البيانات وتقييمات المخاطر المتطورة لتوجيه قراراتها. وشددت اللجنة على أنها ستولي اهتمامًا خاصًا بالتطورات في الاقتصاد العالمي والأسواق المالية، واتجاهات الطلب المحلي، والتوقعات الخاصة بالتضخم وسوق العمل.

أدى الإعلان عن الخفض إلى انخفاض قيمة الدولار الأسترالي، بينما تراجعت عوائد السندات الحكومية لأجل ثلاث سنوات عن مكاسبها السابقة، حيث زاد المتداولون من توقعاتهم لخفض أسعار الفائدة في العام المقبل.

وجهة نظر بنك الاحتياطي الأسترالي الحذرة

لطالما اتسمت سياسة بنك الاحتياطي الأسترالي بالحذر خلال دورة التيسير النقدي الحالية. وقد صرحت محافظ البنك، ميشيل بولوك، مرارًا وتكرارًا بأن البنك قد لا يضطر إلى خفض أسعار الفائدة بنفس القدر الذي فعلته البنوك المركزية الأخرى على مستوى العالم، نظرًا لأنه لم يرفع أسعار الفائدة بالقدر نفسه خلال دورة التشديد في 2022-2023.

توقعات الاقتصاديين

يتوقع الاقتصاديون أن يقوم بنك الاحتياطي الأسترالي بخفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين بحلول مارس 2026، ليصل سعر الفائدة النقدي إلى 3.1%، قبل أن يدخل فترة توقف مطولة. ويرى آخرون أن أسعار الفائدة قد تنخفض إلى أقل من 3%.

ويرى آدم باو، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس إدارة المحافظ في أستراليا في شركة PIMCO، أن دورة التيسير النقدي لبنك الاحتياطي الأسترالي لم تنته بعد، وأن السياسة النقدية لا تزال مقيدة على الرغم من خفض سعر الفائدة النقدي.

مؤشرات اقتصادية مختلطة

جاء قرار الخفض بعد خمسة أسابيع من إبقاء البنك على أسعار الفائدة دون تغيير بشكل مفاجئ، متجاهلاً توقعات السوق الواسعة بخفضها. ومنذ ذلك الحين، أظهرت البيانات أن مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الأسترالي قد انخفض إلى 2.7%، وهو أقرب إلى منتصف النطاق المستهدف البالغ 2-3%. وقد وصف نائب المحافظ، أندرو هاوزر، هذه النتيجة بأنها "مرحب بها للغاية".

في الوقت نفسه، يبدو أن النمو الاقتصادي في أستراليا قد انتعش في الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو، مدفوعًا بالاستهلاك الأسري والتجارة. ومن المقرر صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني في 3 سبتمبر.

ومع ذلك، فإن حالة سوق العمل الأسترالي أقل وضوحًا، حيث ارتفع معدل البطالة بشكل طفيف إلى 4.3% في يونيو، وهو أعلى مستوى له في أربع سنوات، وهي علامة أولية على التبريد. ومما يزيد من غموض التوقعات السياسات الحمائية التي تنتهجها إدارة ترامب وزيادة التوترات العالمية.

تعديلات على توقعات النمو والتضخم

بالتزامن مع قرار سعر الفائدة اليوم، قام بنك الاحتياطي الأسترالي بتعديل طفيف لتقديراته لنمو الناتج المحلي الإجمالي الأسترالي في بيانه الفصلي للسياسة النقدية، بينما توقع أن يظل التضخم الأساسي قريبًا من منتصف النطاق المستهدف البالغ 2-3% خلال معظم فترة التوقع.

وأشارت لجنة السياسة النقدية إلى أن التطورات المحلية والدولية تثير حالة من عدم اليقين بشأن توقعات النشاط الاقتصادي والتضخم المحليين. كما أن هناك حالة من عدم اليقين بشأن التأثيرات المتأخرة لتخفيف السياسة النقدية الأخير، وكيف ستستجيب قرارات التسعير للأعمال والأجور للتوازن بين إجمالي الطلب على السلع والخدمات والعرض المحتمل.

التعرض للمخاطر التجارية العالمية

تخضع أستراليا لأقل ضريبة أساسية بنسبة 10% بموجب سياسات التعريفات الجمركية المتبادلة التي يتبعها الرئيس الأمريكي ترامب، على الرغم من أنها قد تتأثر بالتعريفات الجمركية الخاصة بالصناعة على سلع التصدير الأخرى مثل الأدوية. وباعتبارها دولة تعتمد على التصدير، فإن أستراليا معرضة بشدة لمخاطر التجارة العالمية، وبالتالي فإن أي تدهور في الآفاق الدولية يشكل تهديدًا للاقتصاد الأسترالي.

في الوقت الذي يخفض فيه بنك الاحتياطي الأسترالي أسعار الفائدة، يكافح صناع السياسات على مستوى العالم للتعامل مع تأثيرات التعريفات الأمريكية الأعلى على التضخم والنمو الاقتصادي. وقد أبقى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة هذا العام، حيث يقومون بتقييم ما إذا كانت صدمة التعريفات ستؤدي إلى ضغوط أسعار مستمرة. وفي الوقت نفسه، يظهر سوق العمل الأمريكي، وهو الشق الآخر من التفويض المزدوج للاحتياطي الفيدرالي، علامات على فقدان الزخم.

وفي أماكن أخرى، خففت البنوك المركزية، من البنك المركزي الأوروبي إلى بنك كندا وبنك إنجلترا، السياسة النقدية في الأشهر الأخيرة.


تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

أخبار ذات صلة

بنك الاحتياطي الأسترالي يخفض أسعار الفائدة: تحليل وتوقعات السوق

محمد|--

مخاوف بيانات سوق العمل: كيف يستجيب الاحتياطي الفيدرالي لشكوك التلاعب؟

فاطمة|--

مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة لشهر يوليو: هل يعزز التضخم توقعات خفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي؟

عائشة|--