أتيحت لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول فرص متعددة للتعبير بوضوح عن خطط خفض أسعار الفائدة المحتملة، لكنه تجنب ذلك في شهادته الأخيرة أمام الكونجرس. وبدلاً من ذلك، أكد على الحاجة إلى توخي الحذر والتقييم الدقيق للبيانات الاقتصادية قبل إجراء أي تعديلات على السياسة النقدية.
يأتي هذا الموقف في تناقض صارخ مع دعوات الرئيس ترامب لخفض فوري لأسعار الفائدة، بالإضافة إلى التلميحات الأخيرة من أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي مثل والير وباومان، الذين أشاروا إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من شهر يوليو. وشدد باول على أنه على الرغم من وجود احتمال لخفض أسعار الفائدة في المستقبل، إلا أنه لا يوجد حاليًا حاجة ملحة لاتخاذ مثل هذا الإجراء نظرًا لقوة الاقتصاد.
أشار باول وغيره من صناع السياسة إلى أن التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب أدت إلى زيادة حالة عدم اليقين الاقتصادي، مما يبرر اتباع نهج حذر. ومع ذلك، أكد باول على أن تأثير هذه التعريفات على التضخم والنمو الاقتصادي لا يزال غير مؤكدًا ويتطلب مراقبة دقيقة.
واعترف باول بأن البيانات الاقتصادية الحديثة دعمت الحجة القائلة بخفض أسعار الفائدة، لكنه حذر من الاعتماد المفرط على البيانات المتخلفة وتوقع ارتفاعًا كبيرًا في التضخم هذا العام بسبب التعريفات الجمركية. وشدد على أن الاحتياطي الفيدرالي لا يمكنه تجاهل هذا الاحتمال.
أدت شهادة باول إلى انخفاض في عوائد سندات الخزانة الأمريكية وانخفاض قيمة الدولار، حيث زادت توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في نهاية العام. وقد دعمت هذه التوقعات أيضًا صدور بيانات أضعف من المتوقع لمؤشر ثقة المستهلك لشهر يونيو.
يذكر أن عدداً من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الآخرين أعربوا عن دعمهم لنهج الانتظار والترقب، مما يشير إلى أن قرار خفض أسعار الفائدة ليس وشيكًا.
أثار موقف الاحتياطي الفيدرالي انتقادات من الرئيس ترامب، الذي دعا مرارًا وتكرارًا إلى خفض أسعار الفائدة. وزعم ترامب أن إبقاء أسعار الفائدة ثابتة يزيد من تكاليف الاقتراض للحكومة الأمريكية.
يبقى المسار المستقبلي لسياسة الاحتياطي الفيدرالي غير مؤكد ويعتمد على تطورات متعددة، بما في ذلك تأثير التعريفات الجمركية وبيانات التضخم وأداء الاقتصاد الأمريكي بشكل عام. سيواصل باول ومسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الآخرون مراقبة هذه العوامل عن كثب واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على أحدث البيانات المتاحة.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.