تحليل لارتفاع شعبية رئيس الوزراء الياباني
تشير التقارير الإعلامية الأجنبية إلى ارتفاع ملحوظ في شعبية رئيس الوزراء الياباني في استطلاعات الرأي التي تجريها وسائل الإعلام المحلية. يأتي هذا في وقت حاسم، حيث يتم الاستعداد لتقييم الأداء الانتخابي الذي جرى في الشهر الماضي، وهو التقييم الذي قد يحدد مصيره السياسي.
أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها وكالة كيودو و صحيفة يوميوري ارتفاعًا في شعبية رئيس الوزراء بأكثر من 10 نقاط مئوية، حيث يرى غالبية المشاركين في الاستطلاع أنه يجب أن يستمر في منصبه. وفقًا لاستطلاع كيودو، ارتفعت نسبة التأييد بنسبة 12.5% لتصل إلى 35.4%، بينما أظهر استطلاع يوميوري ارتفاعًا بنسبة 17% ليصل إلى 39%. كما أظهر استطلاع آخر أجرته صحيفة ماينيتشي ارتفاعًا بنسبة 4% ليصل إلى 33%.
وكشف استطلاع كيودو أيضًا عن انخفاض في نسبة المشاركين الذين يعتقدون أنه يجب أن يستقيل، حيث انخفضت بنسبة 11.6%، لتبلغ حاليًا 57.5% ممن يرون أنه يجب أن يستمر في منصبه، مقابل 40% فقط ممن يعتقدون أنه يجب أن يتنحى.
يعزو تحليل صحيفة يوميوري هذا الارتفاع في شعبية رئيس الوزراء إلى عدة عوامل، من بينها التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، وإعلان الحكومة عن زيادة إنتاج الأرز لمواجهة الارتفاع الكبير في الأسعار.
أظهر استطلاع ماينيتشي أيضًا أن رئيس الوزراء هو الخيار الأول للمشاركين كخليفة محتمل، إلا أن نتائج الاستطلاعات الأخرى كانت متباينة. في استطلاع كيودو، اختار حوالي ربع المشاركين شخصية محافظة متشددة كزعيمة محتملة للحزب الليبرالي الديمقراطي، بينما أيد حوالي الخمس وزير الزراعة. وجاء رئيس الوزراء في المركز الثالث بنسبة 13.1%. تتفق نتائج استطلاع يوميوري بشكل عام مع نتائج كيودو.
يواجه رئيس الوزراء لحظات حاسمة، حيث من المتوقع أن يضع الحزب الليبرالي الديمقراطي اللمسات الأخيرة على نتائج التحقيق في انتخابات يوليو "المخزية". في ذلك الوقت، فقد التحالف الحاكم السيطرة على مجلس الشيوخ.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن نتائج هذا التحقيق من المتوقع أن تصدر في أوائل سبتمبر، بدلاً من الموعد المتوقع في نهاية هذا الشهر. ويعتقد على نطاق واسع أن هذا الاستنتاج سيوضح المسؤولية عن خسارة الانتخابات داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي.
إذا استقال كبار أعضاء الحزب المقربون من رئيس الوزراء، فقد يضعف ذلك مكانته داخل الحزب، ولكنه قد يكون أيضًا وسيلة لتحمل المسؤولية علنًا، مما يسمح له بالاستمرار في منصبه.
على الرغم من وجود أصوات داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي تطالب رئيس الوزراء بالاستقالة، إلا أنه لا توجد إجراءات محددة يمكن أن تجبر رئيس الوزراء الحالي على التنحي.
في الوقت نفسه، تدرس لجنة حزبية ما إذا كان يمكن إجراء انتخابات مبكرة لزعيم الحزب، بدلاً من انتظار استقالة رئيس الوزراء أو حتى انتهاء ولايته في عام 2027. عادة، يتطلب تعديل جدول انتخابات زعامة الحزب دعم غالبية أعضاء البرلمان من الحزب الليبرالي الديمقراطي وممثلي الفروع المحلية.
ولكن مع ارتفاع شعبية رئيس الوزراء، وإصراره على البقاء في منصبه، قد يضعف زخم تغيير القيادة.
حاليًا، لم يكتسب زخم تغيير القيادة الزخم المتوقع بعد الانتخابات. في السابق، أدت ثلاث مرات فقد فيها الحزب الليبرالي الديمقراطي أغلبية مقاعد مجلس الشيوخ إلى استقالة رئيس الوزراء في ذلك الوقت. إن تشكيل حكومة في ظل عدم وجود أغلبية في المجلسين قد يجعل خصوم رئيس الوزراء يترددون في الدفع نحو صراع على زعامة الحزب في هذا الوقت.
في الوقت نفسه، يشدد رئيس الوزراء باستمرار على تصميمه على البقاء في منصبه، معتبرًا أن التحديات المستمرة، مثل البيئة الأمنية الإقليمية المتوترة، هي أسباب مهمة لتجنب فراغ سياسي.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، التقى بالرئيس الكوري الجنوبي، وتعهد بتعميق التعاون في سلسلة من القضايا المشتركة، بما في ذلك نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، ومواجهة مجتمع الشيخوخة. كما أكد الجانبان مجددًا على التزامهما بالتعاون الثلاثي مع الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الكوري الجنوبي إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس ترامب.
تأثير العوامل الاقتصادية والسياسية على الشعبية
من الجدير بالذكر أن شعبية القادة السياسيين غالبًا ما تتأثر بشكل كبير بالأوضاع الاقتصادية والسياسية السائدة. فالاتفاقيات التجارية الناجحة والقرارات الاقتصادية الصائبة يمكن أن تعزز الثقة العامة في الحكومة، بينما يمكن للأزمات الاقتصادية أو الكوارث الطبيعية أن تؤدي إلى تراجع حاد في الشعبية. بالإضافة إلى ذلك، تلعب القضايا الأمنية والسياسة الخارجية دورًا هامًا في تشكيل الرأي العام، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والعالمية المتزايدة.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.