Markets.com Logo

إيران وأوروبا تستأنفان المحادثات النووية: هل تفتح الحرب الأخيرة الباب أمام الدبلوماسية؟

4 min read

إيران وأوروبا على طاولة المفاوضات مجدداً

وافقت إيران على استئناف المحادثات النووية مع ثلاثة من القوى الأوروبية الكبرى – ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة. ومن المقرر أن تجرى المحادثات على مستوى نواب وزراء الخارجية في اسطنبول هذا الأسبوع، في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وذكرت وسائل إعلام محلية أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تحدث هاتفيا مع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس ووزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا الأسبوع الماضي، مما يشير إلى استعداد الأطراف للدخول في مفاوضات جادة.

خلفية جيوسياسية معقدة

يأتي هذا التطور في أعقاب تصعيدات خطيرة، بما في ذلك الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل، والتي وردت خلالها أنباء عن هجمات واسعة النطاق على منشآت نووية إيرانية حيوية. وقد يؤدي استئناف المحادثات إلى فتح الباب أمام مزيد من الانفراج في العلاقات بين طهران والغرب. وكان عراقجي قد أكد في وقت سابق أن موقف طهران في المفاوضات النووية "أكثر حزما من أي وقت مضى".

تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

في أعقاب الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل، علقت إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، مما أدى إلى انسحاب مفتشي الوكالة. وهذا يزيد من تعقيد جهود التحقق من سلمية البرنامج النووي الإيراني.

تهديد أوروبي بـ"آلية الزناد"

تأتي هذه المحادثات في ظل تقارير حديثة تفيد بأن القوى الأوروبية الكبرى هددت بتفعيل ما يسمى بـ"آلية الزناد" لإعادة فرض العقوبات التي تم تخفيفها بموجب اتفاق عام 2015، إذا لم تستأنف إيران المحادثات.

شروط إيرانية للمفاوضات مع الولايات المتحدة

أفادت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية في وقت سابق من هذا الشهر أن عراقجي قال إن إيران مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة إذا تلقت ضمانات "بعدم التعرض للهجوم مرة أخرى". وفي حديثه إلى دبلوماسيين أجانب في طهران، قال عراقجي إن إيران كانت وستظل مستعدة دائماً لإجراء حوار بشأن برنامجها النووي، ولكن "يجب أن يكون هناك ضمان بأن استئناف المفاوضات لن يؤدي إلى حرب".

الإصرار على تخصيب اليورانيوم

وكرر موقفه بأن تخصيب اليورانيوم يجب أن يُسمح به داخل إيران – وهو ما أصر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على أنه لن يحدث أبداً.

الادعاءات الإسرائيلية بالاقتراب من القنبلة النووية

زعمت إسرائيل أن سبب هجومها على إيران في الشهر الماضي هو أن طهران كانت على وشك امتلاك قنبلة نووية. وتشير تقديرات وكالات الاستخبارات الأمريكية والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن آخر برنامج أسلحة نووية منظم لإيران انتهى في عام 2003، لكن طهران قامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60% – على بعد خطوة واحدة فقط من نسبة 90% اللازمة لصنع الأسلحة (من الناحية الفنية).

تضارب الأنباء حول الأضرار الناجمة عن الهجمات

أثارت الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية جدلاً، ولا يزال تأثيرها الدقيق موضع شك. وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في 7 يوليو/تموز إن الهجمات الأمريكية ألحقت أضراراً بالغة بالمنشآت النووية الإيرانية، لكن الجهات المعنية لم تتمكن بعد من دخول المنشآت لتقييم الأضرار.

ترامب يصر على تدمير المنشآت النووية

وكتب ترامب يوم السبت الماضي على موقع "تروث سوشيال": "تم تدمير أو إتلاف ثلاثة منشآت نووية إيرانية بالكامل، وسيستغرق الأمر سنوات لاستعادة تشغيلها. إذا كانت إيران تريد القيام بذلك، فمن المنطقي أن تبدأ من جديد في ثلاثة مواقع جديدة بدلاً من إصلاح المواقع القديمة المدمرة – إذا قررت القيام بذلك حقاً".

تهديدات إيرانية بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي

في اليوم نفسه الذي أدلى فيه ترامب بتصريحاته، هدد المتحدث الرسمي باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، بأن إيران ستنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي وترفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من 60% إذا واصلت واشنطن زيادة العقوبات على طهران.

ردود فعل متباينة على تقييمات الاستخبارات الأمريكية

يبدو أن تصريح ترامب في نهاية الأسبوع كان يستهدف بشكل أساسي تقييم استخباراتي أمريكي جديد كشف عنه في تقارير إعلامية يوم الخميس الماضي – والذي ذكر أن معظم منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم في إيران قد دمرت في هجوم 21 يونيو، لكن المنشأتين الرئيسيتين الأخريين في نطنز وأصفهان لم تتضررا بشدة. ولا يزال البيت الأبيض ووزارة الدفاع يدعمان موقف ترامب ويميلان إلى التقليل من أهمية هذا التقييم، قائلين إنه مجرد رأي جزئي وغير مؤكد من مصدر استخباراتي واحد. وقال المتحدث الرئيسي باسم وزارة الدفاع شون بارنيل في بيان: "مصداقية وسائل الإعلام الإخبارية المزيفة مماثلة للحالة الحالية للمنشآت النووية الإيرانية: لقد تم تدميرها وتحويلها إلى غبار، وسيستغرق الأمر سنوات لاستعادتها". وأضاف: "لقد أوضح الرئيس ترامب، والشعب الأمريكي يفهم: المنشآت النووية الإيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز دمرت بالكامل".

هل تفكر إيران في السلاح النووي؟

يعلق موقع "زيرو هيدج" المالي بأنه حتى لو لم تكن طهران تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية من قبل، فمن المحتمل أنها تفكر في الأمر الآن بجدية بعد حرب الـ 12 يوماً بين إسرائيل وإيران. وفي الوقت نفسه، يدرك الإيرانيون أنه لا توجد إمكانية للتفاوض مع الغرب، لأنهم كانوا يجرون محادثات "بحسن نية" مع الولايات المتحدة عندما شنت إسرائيل هجومها.

تحذير من المخاطر وإخلاء المسؤولية:هذه المقالة تعبر عن آراء الكاتب فقط، وهي للإطلاع فقط، ولا تشكل نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تعكس موقف منصة Markets.com. تتضمن تداول عقود الفروقات (CFDs) مخاطر عالية وتأثير رافعة مالية كبيرة. نوصي باستشارة مستشار مالي محترف قبل اتخاذ أي قرارات تداول، لتقييم وضعك المالي وقدرتك على تحمل المخاطر. أي عمليات تداول تتم بناءً على هذه المقالة تكون على مسؤوليتك الخاصة.

أخبار ذات صلة

أداء بيركشاير هاثاواي يتراجع مقابل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بعد إعلان بافيت عن "التقاعد"

فاطمة|--

إيران وأوروبا تستأنفان المحادثات النووية: هل تفتح الحرب الأخيرة الباب أمام الدبلوماسية؟

فاطمة|--

بيسكوف: روسيا مستعدة للتحرك السريع بشأن السلام في أوكرانيا وترامب وسيط محتمل

أحمد|--