شهد الأسبوع الماضي تصعيدًا خطيرًا في هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، حيث استهدفوا سفنًا تجارية بصورة ممنهجة، مما أثار مخاوف بشأن أمن الملاحة في هذا الممر المائي الحيوي.
أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن استهداف سفينتين يونانيتين، 'Magic Seas' و 'Eternity C'، مؤكدين أن هذه الهجمات تأتي في إطار دعمهم للفلسطينيين في غزة، وأنهم سيستمرون في استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل حتى يتم رفع الحصار عن غزة.
وقد صرح مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، بأن الجماعة ستواصل هجماتها على السفن المرتبطة بإسرائيل حتى يتم إنهاء الصراع في غزة ورفع القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية.
تُظهر الهجمات الأخيرة تطورًا في قدرات الحوثيين وتكتيكاتهم، حيث استخدموا قوارب صغيرة مسيرة عن بعد وصواريخ لإلحاق أضرار جسيمة بالسفن المستهدفة. ويشير ذلك إلى أن الحوثيين يمتلكون القدرة على شن هجمات معقدة ومنسقة.
يشير أمي دانييل، رئيس شركة Windward للمعلومات البحرية، إلى أنه إذا استهدف الحوثيون السفن ذات الصلة غير المباشرة بإسرائيل، فقد يؤثر ذلك على نسبة كبيرة من الأسطول العالمي، مما يزيد من تعقيد نظام الشحن العالمي.
من جانبه، يرى محمد الباشا، مؤسس شركة Basha Report للاستشارات الأمنية في الشرق الأوسط، أن هجمات الحوثيين تدل على قدرتهم وإرادتهم السياسية على إحداث الفوضى، وأنهم يختارون توقيتات هجماتهم بعناية.
تُعد منطقة البحر الأحمر ممرًا حيويًا للتجارة العالمية، حيث تمر عبره نسبة كبيرة من النفط والبضائع المتجهة إلى أوروبا وآسيا. وتُهدد هجمات الحوثيين بتعطيل حركة الملاحة في هذا الممر، مما قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، وتأخير وصول البضائع، وربما يؤثر على أسعار الطاقة.
وفي ظل غياب وجود عسكري قوي في المنطقة، يرى كريستوفر لونج، المسؤول في شركة Neptune P2P للاستخبارات الأمنية البحرية، أن شركات الشحن تواجه مخاطر كبيرة في المياه الخطرة القريبة من معاقل الحوثيين في جنوب البحر الأحمر، وأنها "لا يمكنها الاعتماد إلا على نفسها".
وتشير مصادر أمريكية إلى أن الجهود الدولية لحماية خطوط الملاحة تتراجع في الأشهر الأخيرة، وأن عددًا قليلاً من القوات البحرية الوطنية لديها القدرة على مواجهة ترسانة الحوثيين المتزايدة التعقيد. وقد صرح متحدث باسم البحرية البريطانية وبعثة الاتحاد الأوروبي البحرية في الشرق الأوسط Aspides بأن سفنهم الحربية لم تكن موجودة في المنطقة وقت وقوع الهجمات.
يبقى السؤال المطروح هو كيف ستتعامل الجهود الدولية مع هذا التصعيد في هجمات الحوثيين. هل ستتصاعد العمليات العسكرية في المنطقة؟ أم ستسعى الأطراف المعنية إلى حل سياسي يضمن أمن الملاحة في البحر الأحمر ويحقق السلام في اليمن؟
في الختام، فإن تصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر يمثل تحديًا خطيرًا للأمن البحري العالمي والتجارة الدولية، ويتطلب استجابة دولية منسقة وفعالة لضمان سلامة الملاحة في هذا الممر المائي الحيوي.
تحذير من المخاطر وإخلاء المسؤولية:هذه المقالة تعبر عن آراء الكاتب فقط، وهي للإطلاع فقط، ولا تشكل نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تعكس موقف منصة Markets.com. تتضمن تداول عقود الفروقات (CFDs) مخاطر عالية وتأثير رافعة مالية كبيرة. نوصي باستشارة مستشار مالي محترف قبل اتخاذ أي قرارات تداول، لتقييم وضعك المالي وقدرتك على تحمل المخاطر. أي عمليات تداول تتم بناءً على هذه المقالة تكون على مسؤوليتك الخاصة.