الثلاثاء Feb 4 2025 03:33
1 دقيقة
شهدت أسعار الذهب في ختام تعاملات يوم الاثنين ارتفاعًا ملحوظًا، حيث ارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى مستوى قياسي جديد. يعود هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى الطلب المتزايد على المعدن الأصفر كأصل ملاذ آمن، وذلك في ظل التوترات الاقتصادية المتزايدة، وعدم اليقين الذي يحيط بالسياسات التجارية للإدارة الأمريكية الجديدة.
يتأثر سوق الذهب بشكل ملحوظ بالظروف الاقتصادية العالمية، خاصة في ظل التوترات التجارية المتزايدة بين الولايات المتحدة والدول الكبرى.
في ظل المخاوف المتزايدة من احتمالية اندلاع حرب تجارية عالمية، شهدت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أبريل ارتفاعًا بنسبة 0.8%، ليصل سعر الأوقية إلى 2857.10 دولارًا. ويعتبر هذا السعر هو الأعلى للذهب على الإطلاق، مما يعكس الاستجابة السوقية للمخاوف العالمية المتعلقة بالسياسات التجارية الأمريكية. كما يعكس الارتفاع الكبير في الذهب تنامي طلب المستثمرين على الأصول الآمنة كإجراء وقائي ضد الأزمات الاقتصادية أو التجارية.
في المقابل، سجل مؤشر الدولار الأمريكي - الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية - زيادة بنسبة 0.55%، ليصل إلى 108.95 نقطة. رغم ذلك، لم يكن لهذا الارتفاع تأثير كبير على حركة أسعار الذهب. على العكس، استمر الذهب في تحقيق المكاسب، حيث يعد المعدن الأصفر أحد الأصول التي يتجه إليها المستثمرون في فترات عدم اليقين الاقتصادي.
في العادة، يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي، بمعنى أن ارتفاع الدولار قد يؤدي إلى تراجع أسعار الذهب. لكن، في هذه الحالة، استمر الذهب في الارتفاع بشكل متسارع بفضل المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية على بعض الشركاء التجاريين الرئيسيين.
تعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة من جهة وكل من كندا والمكسيك والصين من جهة أخرى، من العوامل الرئيسية التي ساهمت في تعزيز الطلب على الذهب. وقد أثار قرار فرض الإدارة الأمريكية رسومًا جمركية على هذه الدول حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية، مما دفع العديد من المستثمرين إلى تحويل استثماراتهم إلى الأصول الآمنة، مثل الذهب، بهدف حماية رؤوس أموالهم من تقلبات السوق.
في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون مدى تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصادات العالمية، يظل الذهب أحد الأدوات الاستثمارية الأكثر أمانًا في أوقات الأزمات. وتواصل الأسواق العالمية متابعة تطورات السياسات التجارية الأمريكية عن كثب، حيث يترقب الجميع القرارات القادمة وما قد تحمله من تداعيات على الاقتصاد العالمي.
تتزايد المخاوف من أن الحرب التجارية التي قد تندلع بين الولايات المتحدة والدول الكبرى، مثل الصين وكندا والمكسيك، يمكن أن تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي على مستوى العالم. وتشير التوقعات إلى أن هذه الحرب قد تؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج، وتقليل تدفقات التجارة العالمية، مما يؤدي إلى انخفاض في حجم الصادرات والواردات بين الدول الكبرى.
عند وقوع مثل هذه الأزمات الاقتصادية، يتجه المستثمرون بشكل طبيعي نحو الأصول الآمنة مثل الذهب، حيث يعد الاستثمار في الذهب بمثابة وسيلة فعالة لحماية الثروات في أوقات الاضطرابات الاقتصادية. ولهذا، فإن أسعار الذهب عادة ما ترتفع في الأوقات التي تشهد فيها الأسواق تقلبات كبيرة.
يتوقع المحللون أن تواصل أسعار الذهب الارتفاع في الفترة المقبلة، وذلك بناءً على عدة عوامل رئيسية، أبرزها استمرار القلق من السياسات التجارية الأمريكية، خاصة إذا استمرت إدارة ترامب في فرض الرسوم الجمركية على المزيد من الشركاء التجاريين. كما أن توقعات تباطؤ الاقتصاد العالمي والاضطرابات السياسية قد تدفع المزيد من المستثمرين إلى تحويل رؤوس أموالهم إلى الذهب كملاذ آمن.
علاوة على ذلك، يتوقع أن يستمر الاتجاه العالمي نحو استخدام الذهب كأداة تحوط ضد التضخم والمخاطر الاقتصادية، مما يعزز من الطلب على المعدن الأصفر في الأسواق العالمية. ومع تزايد حالات عدم اليقين السياسي والاقتصادي في العديد من المناطق، يُتوقع أن تظل أسعار الذهب مرتفعة بشكل مستمر.
في الختام، يتزايد الطلب على الذهب كأصل آمن في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية التي تشهد تزايد المخاوف بشأن السياسات التجارية الأمريكية واحتمالية وقوع حرب تجارية عالمية. ومع توقع استمرار التقلبات الاقتصادية، يبقى الذهب أحد الخيارات الاستثمارية المفضلة للعديد من المستثمرين الذين يسعون إلى حماية أصولهم في أوقات عدم اليقين.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.