الأربعاء Apr 23 2025 07:25
1 دقيقة
بعد غياب استمر لثلاث سنوات، يشهد سوق الذهب عودة قوية للمستثمرين الغربيين، حيث يتجهون بشراهة نحو الاستثمار في المنتجات المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب.
وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي، قام المستثمرون في أمريكا الشمالية وأوروبا بشراء حوالي 240 طنًا من الذهب عبر الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025. هذا الرقم يمثل أكثر من نصف الكمية التي باعوها خلال السنوات الثلاث الماضية، والتي بلغت 441 طنًا.
صرّح أكاش دوشي، رئيس استراتيجية الذهب العالمية في شركة "ستيت ستريت غلوبال أدفايزرز"، في مقابلة حديثة: "الانتقال من بيع الذهب إلى الاستحواذ عليه يمثل تحولًا جذريًا في السوق. هذا التغيير له تأثير كبير على أسعار الذهب، رغم أن البنوك المركزية والصين قد تواصلان شراء الذهب، إلا أن تأثيرهما لن يضاهي قوة مشتريات الصناديق المتداولة."
في يوم الثلاثاء الموافق 23 أبريل 2025، شهدت أسعار الذهب قفزة غير مسبوقة، متجاوزة حاجز 3500 دولار للأونصة لأول مرة، مدفوعة بانتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحادة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مما أثار موجة من الإقبال على الأصول الآمنة مثل الذهب.
يتوقع دوشي أن تصل أسعار الذهب إلى 5000 دولار على المدى الطويل، مشيرًا إلى أن صندوق "SPDR Gold Shares"، وهو أكبر صندوق متداول مدعوم بالذهب، شهد تدفقات نقدية صافية بلغت 8.65 مليار دولار حتى يوم الإثنين الماضي. وأوضح أن الجزء الأكبر من هذه التدفقات جاء من مستثمرين مؤسسيين يعززون تخصيصاتهم للذهب كأداة للتحوط ضد تقلبات الأسهم، الاقتصاد، العملات الأجنبية، وأسعار الفائدة.
ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 30% منذ بداية عام 2025، متجاوزة الارتفاع البالغ 27% في عام 2024. بدأ هذا الزخم القوي في العام الماضي، عندما شرعت البنوك المركزية في زيادة مشترياتها من الذهب لتنويع احتياطياتها الأجنبية، تقليل الاعتماد على الدولار، والحماية من مخاطر العقوبات.
من جهته، أكد الملياردير ومدير صندوق التحوط جون بولسون أن البنوك المركزية ستستمر في تعزيز استثماراتها في الذهب كجزء من استراتيجيات تنويع الأصول في ظل الاضطرابات السياسية والاقتصادية. ويُعتبر بولسون، أحد أكبر المستثمرين في الذهب في وول ستريت، أن هذا المعدن الثمين في طريقه إلى "مستوى تقييم جديد"، مدفوعًا بهروب المستثمرين من الأسهم، السندات، والدولار الأمريكي نحو الأصول الآمنة، إلى جانب تصاعد التوترات التجارية العالمية التي تلقي بظلالها على التوقعات الاقتصادية.
وأضاف بولسون في تصريحاته: "هذا الاتجاه سيستمر، وقوته ستتوقف على التطورات السياسية العالمية." يُعرف بولسون، مؤسس شركة "بولسون وشركاه"، بتفضيله الدائم للذهب، حيث يستثمر بشكل كبير في شركات التعدين عبر مكتبه العائلي. في يوم الثلاثاء، أعلن عن صفقة بقيمة مليار دولار بالتعاون مع شركة "نوفا غولد ريسورسز" للاستحواذ على حصة 50% في مشروع ذهب تابع لشركة "باريك غولد" في ألاسكا، مراهنًا على بيئة مواتية للمشاريع الكبرى في الولايات المتحدة تحت إدارة ترامب.
يعكس الإقبال المتجدد على الذهب من قبل المستثمرين الغربيين تحولًا كبيرًا في ديناميكيات السوق، مدعومًا بعوامل اقتصادية وسياسية. مع استمرار التقلبات العالمية، يبقى الذهب ملاذًا آمنًا يجذب المستثمرين الباحثين عن الاستقرار والتنويع.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والفوركس (العملات الأجنبية) والسلع للتداول والتنبؤ بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على مخاطر كبيرة وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الأداء السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. هذه المعلومات مقدمة لأغراض إعلامية فقط ولا يجب اعتبارها نصيحة استثمارية.