الأربعاء Oct 16 2024 07:38
1 دقيقة
الجنيه الإسترليني تحت ضغط البيع مع مراقبة الأسواق لبيانات التضخم البريطانية
يظل الجنيه الإسترليني في وضع ضعيف في بداية تداولات يوم الأربعاء، حيث يواصل المستثمرون تقييم تداعيات بيانات التضخم البريطانية لشهر سبتمبر. هذه البيانات تُعدّ من المؤشرات الاقتصادية الهامة التي تعكس اتجاهات التضخم، وهو ما يؤثر بشكل كبير على قرارات السياسة النقدية لبنك إنجلترا.
تتزايد التوقعات بأن البنك المركزي البريطاني قد يعتمد سياسة نقدية أكثر مرونة في ضوء التراجع الملحوظ في مستوى التضخم. كما يترقب المستثمرون الأرقام الاقتصادية الأمريكية التي ستُعلن في وقت لاحق من اليوم، بما في ذلك بيانات مؤشر أسعار الصادرات والواردات لشهر سبتمبر، التي قد يكون لها تأثير كبير على تحركات الأسواق الأمريكية والدولية.
أصدرت مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني (ONS) بيانات تظهر تراجعًا واضحًا في التضخم السنوي في المملكة المتحدة. حيث انخفض مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) إلى 1.7% في سبتمبر، مقارنةً بنسبة 2.2% التي تم تسجيلها في أغسطس، وهو ما جاء أقل من توقعات السوق التي كانت تشير إلى نسبة 1.9%.
هذا التراجع الكبير يُعتبر بمثابة إشارة إلى تباطؤ الضغوط التضخمية في المملكة المتحدة، وهو ما يمكن أن يؤثر على سياسة بنك إنجلترا النقدية في المستقبل القريب.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) - المدخلات انخفاضًا بنسبة 2.3%، مما يعكس تراجعًا في تكلفة الإنتاج. وفي الوقت نفسه، سجل مؤشر أسعار التجزئة (RPI) زيادة طفيفة بنسبة 2.7%، إلا أنها كانت أقل من نسبة 3.5% التي تم تسجيلها في أغسطس.
أثر هذا التراجع في التضخم بشكل ملحوظ على حركة الجنيه الإسترليني، حيث شهد انخفاضًا حادًا مقابل الدولار الأمريكي، ليهبط زوج الجنيه الإسترليني/الدولار (GBP/USD) إلى ما دون مستوى 1.3000، وهو ما يمثل خسارة تزيد عن 0.5% على مدار اليوم.
بينما تراجع المعنويات العالمية في الجلسة الأمريكية يوم الثلاثاء، نجح الدولار الأمريكي في الحفاظ على قوته في السوق. سجل مؤشر الدولار الأمريكي (USD Index) ارتفاعًا طفيفًا يوم الثلاثاء، واستمر في تسجيل مكاسب إضافية صباح الأربعاء، حيث وصل إلى أعلى مستوى له منذ أوائل أغسطس متجاوزًا حاجز 103.30.
السبب الرئيسي في هذه القوة يعود إلى البيانات الاقتصادية الإيجابية التي أُعلنت مؤخرًا في الولايات المتحدة، بما في ذلك تحسن أرقام سوق العمل وأداء التضخم. كما أن الأسواق بدأت تتوقع تباطؤ إجراءات التيسير النقدي من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما يزيد من دعم الدولار على المدى القصير. في الوقت نفسه، شهدت الأسواق الأمريكية الآجلة تحركات متباينة بعد خسائر كبيرة تكبدتها مؤشرات الأسهم في وول ستريت يوم الثلاثاء.
في أسواق آسيا، أظهرت البيانات اليابانية لشهر أغسطس انخفاضًا بنسبة 1.9% في طلبات الآلات على أساس شهري، مما يمثل تراجعًا أكبر من الانخفاض الذي بلغ 0.1% في يوليو.
على الرغم من أن هذه البيانات تُعتبر سلبية بالنسبة للاقتصاد الياباني، إلا أن زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني (USD/JPY) لم يُظهر رد فعل كبير على هذه الأخبار، حيث استمر في التحرك ضمن نطاق ضيق فوق مستوى 149.00، وهو ما يعكس استمرار حالة الحذر في الأسواق اليابانية في الوقت الحالي.
لم يتمكن اليورو من تعويض خسائره التي تكبدها يوم الثلاثاء، حيث أغلق زوج اليورو/الدولار (EUR/USD) في المنطقة الحمراء، واستمر في التراجع صباح الأربعاء.
تداول الزوج دون مستوى 1.0900، مما يعكس ضعف العملة الأوروبية الموحدة أمام الدولار الأمريكي. هذه التحركات السلبية تأتي في وقت حساس بالنسبة للاقتصاد الأوروبي، حيث يواجه العديد من التحديات الاقتصادية التي تؤثر على أداء اليورو في الأسواق العالمية. إضافة إلى ذلك،
هناك قلق متزايد من تأثير البيانات الاقتصادية الضعيفة على سياسة البنك المركزي الأوروبي في المستقبل القريب.
تواصل العملة الأسترالية أداءها الضعيف، حيث تداول الدولار الأسترالي (AUD/USD) دون مستوى 0.6700 في بداية تعاملات يوم الأربعاء.
هذا التراجع يأتي في وقت حساس قبيل إعلان بيانات التوظيف الأسترالية لشهر سبتمبر، التي يُتوقع أن تُصدر يوم الخميس. يتوقع المحللون بقاء معدل البطالة عند مستوى 4.2%، وهو ما قد يعزز الثقة في استقرار الاقتصاد الأسترالي أو يشير إلى ضعف أكبر في حال عدم تحقق هذه التوقعات.
بعد سلسلة من المكاسب التي حققها خلال الأيام السابقة، تراجع زوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي (USD/CAD) بعد أن أظهرت البيانات الصادرة عن بنك كندا أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (BoC Core CPI) ارتفع بنسبة 1.6% على أساس سنوي في سبتمبر، وهو ما جاء أعلى من التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة بنسبة 1.5%.
هذا التغيير في بيانات التضخم أثر بشكل كبير على حركة الدولار الكندي، مما دفع الزوج إلى التراجع من أعلى مستوى له في أكثر من شهرين، ليظل ضمن نطاق ضيق دون مستوى 1.3800.
شهدت أسعار الذهب استمرارًا في تحقيق المكاسب، حيث تم تداول الذهب صباح الأربعاء عند أعلى مستوى له منذ 26 سبتمبر، متجاوزًا حاجز 2,670 دولارًا للأونصة. هذا الارتفاع المستمر في سعر الذهب يعكس زيادة في الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن من تقلبات الأسواق المالية، في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي توترات متزايدة، خاصةً في ظل التقلبات الكبيرة في الأسواق المالية وأسواق العملات.
في ظل تقلبات الأسواق الحالية، تترقب الأسواق العالمية البيانات الاقتصادية المهمة من مختلف الدول، بدءًا من المملكة المتحدة وصولًا إلى الولايات المتحدة واليابان. حيث تؤثر البيانات الاقتصادية على حركة العملات الرئيسية، بما في ذلك الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني واليورو.
الدولار الأمريكي يواصل تحليقه في السوق بفضل البيانات الاقتصادية الإيجابية، في حين يعاني الجنيه الإسترليني واليوروالأوروبي من ضغوط ملحوظة بسبب بيانات التضخم الضعيفة. أما الذهب، فإنه يظل في مسار صعودي، في ظل الطلب المستمر عليه كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين العالمي.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.