Markets.com Logo

لولا يرفض "الإهانة" ويدرس خيارات الرد على تعريفات ترامب

4 min read

لولا يرفض الحوار مع ترامب ويستكشف الردود على التعريفات الأمريكية

بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على السلع البرازيلية المستوردة إلى الولايات المتحدة إلى 50٪، أعرب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن عدم استعداده للدخول في حوار مباشر مع ترامب، واصفاً مثل هذه المحادثة بأنها قد تكون “مهينة”. في مقابلة حصرية مع وكالة رويترز، أوضح لولا أن البرازيل لن تعلن عن تعريفات مقابلة، وأن حكومته لن تتخلى عن المفاوضات على مستوى مجلس الوزراء. ومع ذلك، أكد أنه ليس في عجلة من أمره للاتصال بالبيت الأبيض. وأضاف: “في اليوم الذي يخبرني فيه حدسي أن ترامب مستعد للتحدث، فلن أتردد في الاتصال به. لكن حدسي الآن هو أنه لا يريد التحدث. لن أسمح لنفسي بالإهانة”. على الرغم من أن الصادرات البرازيلية تواجه واحدة من أعلى الرسوم الجمركية التي تفرضها إدارة ترامب، إلا أن الحواجز التجارية الأمريكية الجديدة لا تبدو أنها ستزعزع استقرار أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، مما يمنح لولا قوة أكبر لمواجهة ترامب مقارنة بمعظم القادة الغربيين.

توتر العلاقات وتأثير التدخل الأمريكي

أشار لولا إلى أن العلاقات الأمريكية البرازيلية قد تدهورت إلى أدنى مستوى لها منذ 200 عام بعد ربط ترامب الرسوم الجمركية الجديدة بالمطالبة بوقف مقاضاة الرئيس اليميني السابق جاير بولسونارو، المتهم بالتخطيط لقلب نتائج انتخابات عام 2022. وأكد لولا أن المحكمة العليا البرازيلية التي تنظر في قضية بولسونارو “لا تهتم بما يقوله ترامب، ولا ينبغي أن تهتم”، مضيفًا أن بولسونارو يجب أن يحاكم أيضًا بتهمة التحريض على تدخل ترامب، واصفًا الرئيس اليميني السابق بأنه “خائن”. وأضاف لولا: “لقد سامحنا الولايات المتحدة على تدخلها في انقلاب عام 1964”. وقد بدأت حياته السياسية كزعيم نقابي، واحتج على الحكومة العسكرية التي تدعمها الولايات المتحدة والتي تأسست بعد الإطاحة برئيس منتخب. وتابع: “لكن هذه المرة ليس تدخلاً بسيطاً. الرئيس الأمريكي يعتقد أنه يستطيع أن يملي على دولة ذات سيادة مثل البرازيل. هذا غير مقبول”.

احتمال اللقاءات المستقبلية وخيارات الرد

ذكر الرئيس البرازيلي أنه ليس لديه ضغائن شخصية مع ترامب، وأشار إلى أنهما قد يجتمعان الشهر المقبل في الأمم المتحدة أو في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في نوفمبر. لكنه أشار إلى أن ترامب لديه سوابق في التقليل من شأن زوار البيت الأبيض، مثل رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال لولا: “ما فعله ترامب بزيلينسكي هو إهانة. هذا ليس طبيعيا. لقد أهان رامافوزا أيضا. لا يجوز لرئيس دولة أن يهين رئيس دولة أخرى. أنا أحترم الجميع وأطلب أن أحظى بالاحترام”. وأوضح لولا أن وزرائه يواجهون صعوبة في فتح حوار مع نظرائهم الأمريكيين، لذلك تركز الحكومة البرازيلية على السياسات المحلية للتخفيف من الأثر الاقتصادي للتعريفات الأمريكية، مع الحفاظ على “المسؤولية المالية”. ورفض الخوض في تفاصيل تدابير دعم الشركات المقترحة، والتي من المتوقع أن تشمل خطوط ائتمان ومساعدات أخرى للتصدير. وكشف لولا أيضاً عن نيته الاتصال بقادة مجموعة البريكس (BRICS)، بدءاً بالهند والصين، لمناقشة إمكانية اتخاذ إجراءات مشتركة للرد على التعريفات الأمريكية. وأضاف: “لا يوجد حالياً عمل منسق من جانب مجموعة البريكس، لكن سيكون هناك عمل منسق”. وشبه العمل متعدد الأطراف بقوة المفاوضة الجماعية خلال فترة عمله في النقابة. بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن البرازيل تدرس تقديم شكوى جماعية إلى منظمة التجارة العالمية (WTO) مع دول أخرى.

التركيز على السياسات الداخلية والموارد الاستراتيجية

واختتم لولا حديثه بالقول: “لقد ولدت لأتفاوض”. وقد نشأ في أسرة فقيرة، وصعد من صفوف النقابات، وشغل منصب الرئيس لفترتين من 2003 إلى 2010، ثم عاد إلى السياسة بعد فوزه على الرئيس الحالي بولسونارو في انتخابات عام 2022. وأكد أنه ليس في عجلة من أمره للتوصل إلى اتفاق أو للانتقام من التعريفات الأمريكية، مشدداً على أن “علينا أن نكون حذرين للغاية”. وعندما سئل عن الإجراءات المضادة ضد الشركات الأمريكية (مثل فرض ضرائب على شركات التكنولوجيا الكبرى)، قال لولا إن حكومته تدرس كيفية فرض ضرائب على الشركات الأمريكية لجعل الشركات البرازيلية متساوية معها. كما أشار لولا إلى أنه يخطط لوضع سياسة وطنية جديدة للموارد المعدنية الاستراتيجية في البرازيل، معتبراً ذلك قضية “سيادة وطنية”، لكسر تاريخ البرازيل في تصدير المعادن ذات القيمة المضافة المنخفضة.

تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

أخبار ذات صلة