أكد جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا (NVDA.O)، على مستقبل مشرق للذكاء الاصطناعي، معلنًا عن سلسلة من الشراكات الجديدة والتوقعات الطموحة بالإيرادات. وخلال مؤتمر صحفي عُقد في واشنطن العاصمة، صرح هوانغ بأن أحدث رقائق الشركة، وتحديدًا معالجات الذكاء الاصطناعي الرائدة "Blackwell" ونموذجها المحدث "Rubin"، ستدفع مبيعات الشركة نحو آفاق غير مسبوقة بحلول عام 2026.
يمثل هذا الحدث المرة الأولى التي تستضيف فيها إنفيديا مؤتمر GTC في العاصمة الأمريكية، مما يسلط الضوء على شبكة التعاون المتنامية التي تربط الشركة مع مختلف الصناعات. تعمل إنفيديا حاليًا مع شركات بارزة مثل Uber و Palantir و CrowdStrike لضمان بقاء تقنياتها في صميم ثورة الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، كشفت الشركة عن نظام جديد لربط أجهزة الكمبيوتر الكمومية برقائق الذكاء الاصطناعي.
تعكس خطط إنفيديا الطموحة رؤيتها العالمية المتزايدة. تعتزم الشركة استثمار مليار يورو (حوالي 1.2 مليار دولار) في ألمانيا بالتعاون مع شركة Deutsche Telekom لبناء مركز بيانات، كما أبرمت مؤخرًا اتفاقية استثمار مع شركة Nokia. ومن المقرر أن يزور هوانغ كوريا الجنوبية هذا الأسبوع، حيث من المتوقع أن يعلن عن شراكات جديدة مع Samsung Electronics و Hyundai Motor Group.
وفي كلمته أمام الآلاف من الحضور في مركز المؤتمرات الذي لا يبعد سوى بضعة مبانٍ عن البيت الأبيض، صرح هوانغ قائلاً: "لقد وصلنا إلى نقطة تحول في حلقة حميدة. هذا أمر رائع للغاية." وشدد أيضًا على أن الشركة تساهم في الأجندة الاقتصادية للرئيس ترامب لتعزيز التصنيع في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، يبقى التركيز الأساسي على وصول صناعة الذكاء الاصطناعي إلى "نقطة حرجة". وأشار هوانغ إلى أن قدرات نماذج الذكاء الاصطناعي أصبحت الآن قوية بما يكفي ليتحمل العملاء تكاليفها، مما يبرر الاستثمار الضخم في بناء البنية التحتية للحوسبة.
وقد ساهم هذا التصريح في تهدئة المخاوف في السوق بشأن فقاعة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى ارتفاع أسهم إنفيديا بنسبة 5٪ يوم الثلاثاء، لتغلق عند مستوى قياسي بلغ 201.03 دولار.
وفي مقابلة، صرح هوانغ قائلاً: "لا أعتقد أننا في فقاعة ذكاء اصطناعي. نحن نستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة، وندفع مقابل هذه الخدمات، ونحن سعداء بالدفع مقابلها."
تتوقع إنفيديا أن تصل شحنات الجيل الأحدث من رقائقها إلى 20 مليون وحدة، مقارنة بـ 4 ملايين وحدة فقط تم بيعها من الجيل السابق "Hopper" طوال دورة حياته.
وباعتبارها الشركة الأعلى قيمة في العالم، تستفيد إنفيديا بلا شك من موجة قوة الحوسبة الخاصة بالذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لا تزال إيراداتها الرئيسية تعتمد على عدد قليل من عملاء مراكز البيانات الكبيرة، مثل Microsoft و Amazon و Google. يهدف هذا الحدث الذي يستمر ثلاثة أيام في واشنطن إلى جذب قاعدة عملاء أوسع.
وعلى الرغم من أن إنفيديا لا تزال تهيمن على سوق رقائق تسريع الذكاء الاصطناعي، إلا أن المنافسة تشتد. وتسارع AMD (AMD.O) و Broadcom (AVGO.O) في الدخول إلى هذا المجال، بينما تسعى شركات، بما في ذلك OpenAI مطورة ChatGPT، إلى تطوير رقائقها الخاصة. وأعلنت شركة Qualcomm (QCOM.O) العملاقة في صناعة رقائق الهواتف المحمولة هذا الأسبوع أنها ستدخل سوق مسرّعات الذكاء الاصطناعي.
ارتفع سهم AMD بأكثر من الضعف هذا العام، مما يدل على أن المستثمرين متفائلون بشأن تحولها إلى منافس رئيسي لشركة Nvidia. وفي المقابل، ارتفع سهم Nvidia بنسبة 43٪ فقط حتى يوم الاثنين.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف من أن تكلفة بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي تتجاوز فوائدها الاقتصادية الفعلية. ورداً على ذلك، يصر هوانغ وزملاؤه على أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الاقتصاد العالمي، وأن الاستثمار الحالي في قوة الحوسبة يستحق العناء.
كان خطاب Nvidia أمام جمهور واشنطن أكثر وطنية، حيث شدد باستمرار على دور الشركة كممثل للتكنولوجيا الأمريكية وجهودها لدعم إعادة التصنيع إلى الوطن. حتى أن هوانغ اختتم خطابه بعبارة ترامب، وشكر المستمعين على "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
وفي الوقت نفسه، وقع أيضًا اتفاقيات في أوروبا ومناطق أخرى لتعزيز مكانة Nvidia كمورد رئيسي للدول التي تبني "أنظمة ذكاء اصطناعي سيادية"، أي البنية التحتية للذكاء الاصطناعي التي لا تعتمد على عمالقة التكنولوجيا الأمريكية.
ومع ذلك، يبقى السؤال المطروح هو: أن إنفيديا، التي يقع مقرها الرئيسي في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، لا تزال تسعى للحصول على مساعدة البيت الأبيض والكونجرس لاستئناف تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى السوق الصينية. وقد تسببت قيود التصدير في خسارة الشركة لمليارات الدولارات من الإيرادات.
وأوضح هوانغ أن توقعاته لإيرادات رقائق Blackwell و Rubin لا تتضمن مبيعات من الصين.
وكشف هوانغ في ظهور مفاجئ قبل بدء الخطاب الرسمي، أنه سيلتقي بترامب على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في سيول.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.