Markets.com Logo

توقعات بخفض الفائدة الفدرالية وسط ضبابية البيانات بسبب الإغلاق الحكومي

5 min read

أبرز النقاط:

  • توقع واسع النطاق بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
  • الإغلاق الحكومي يعيق الوصول إلى البيانات الاقتصادية الرئيسية.
  • مخاوف بشأن مرونة سوق العمل وتأثيرها على قرارات الفائدة.
  • التركيز على تصريحات باول ومواقف الأعضاء المعارضين.
  • غموض يحيط بالسياسة النقدية المستقبلية بسبب نقص البيانات.

تتجه الأنظار نحو قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي (المركزي الأمريكي) المرتقب، وسط توقعات واسعة النطاق بخفض سعر الفائدة القياسي بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل إلى نطاق بين 3.75% و4.00%. وتأتي هذه الخطوة المتوقعة في خضم الإغلاق الجزئي للحكومة الفدرالية الأمريكية، الذي دخل يومه التاسع والعشرين، الأمر الذي أدى إلى شح في البيانات الاقتصادية الأساسية، مما يزيد من تعقيد عملية صنع القرار بالنسبة لصناع السياسة النقدية.

استطلاع أجرته وكالة رويترز أظهر إجماعًا شبه كامل بين الاقتصاديين على أن الاحتياطي الفدرالي سيقدم على خفض الفائدة. ومع ذلك، يُنظر إلى هذا القرار على أنه مدفوع جزئيًا بالقصور الذاتي للسياسة النقدية، وليس فقط بالمبدأ الذي طالما أكد عليه مسؤولو البنك المركزي وهو الاعتماد على البيانات.

نتيجة للإغلاق الحكومي، لم يتمكن مكتب إحصاءات العمل من إصدار تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، وهو مؤشر بالغ الأهمية لتقييم حيوية سوق العمل في ظل سياسات إدارة ترامب المتعلقة بالهجرة. وحتى أغسطس (آخر تقرير قبل الإغلاق الذي بدأ في 1 أكتوبر)، كان معدل البطالة في الولايات المتحدة قد ارتفع بشكل طفيف من 4.0% في يناير إلى 4.3%، مصحوبًا بتباطؤ ملحوظ في وتيرة التوظيف. وقد ساهم انخفاض عدد الباحثين عن عمل الأجانب في الحد من الارتفاع الحاد في معدل البطالة.

على الرغم من اعتقاد مسؤولي الاحتياطي الفدرالي بأن العرض والطلب في سوق العمل لا يزالان متوازنين بشكل عام، إلا أن المخاوف بشأن آفاق النمو الاقتصادي دفعتهم إلى توخي الحذر من احتمال قيام الشركات بتقليص التوظيف أو تنفيذ عمليات تسريح. ويعد إعلان أمازون الأخير عن خطط لتسريح العمال وارتفاع عدد طلبات إعانة البطالة في مختلف الولايات مؤشرات واضحة على هذا الخطر. وتجدر الإشارة إلى أن وكالات التوظيف في الولايات لا تزال تجمع وتنشر بيانات أسبوعية عن طلبات إعانة البطالة، مما يجعلها من بين المؤشرات القليلة المتاحة لقياس صحة سوق العمل.

فيما يتعلق بالتضخم، أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) لشهر سبتمبر، الذي صدر بتوجيه من البيت الأبيض، أن معدل التضخم كان أقل من المتوقع. ولم يؤد ارتفاع أسعار البنزين وزيادة تكلفة السلع المستوردة نتيجة للرسوم الجمركية إلى ارتفاع كبير في التضخم، وذلك بسبب تأثير ضعف التضخم في قطاع الإسكان.

ومن الجدير بالذكر أن هذا التقرير كان البيانات الرسمية الوحيدة المتعلقة بالتضخم التي تم السماح بنشرها خلال فترة الإغلاق الحكومي، وذلك لارتباطه بحسابات تعديل مزايا الضمان الاجتماعي. وقد أوضح البيت الأبيض أن تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أكتوبر قد لا يتم نشره في الموعد المحدد بسبب تعطل عملية جمع البيانات، وهو ما يعتبر سابقة تاريخية.

يشير ستيفن إنجلاند، رئيس قسم استراتيجيات الاقتصاد الكلي لأمريكا الشمالية في بنك ستاندرد تشارترد، إلى أن الجمع بين بيانات التضخم الإيجابية نسبيًا والضغوط المستمرة على سوق العمل يعني أنه منذ أن أشار الاحتياطي الفدرالي في سبتمبر إلى احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعي أكتوبر وديسمبر، "لا يوجد أساس كاف لتعديل الموقف السياسي".

سيتم إصدار بيان السياسة وقرار سعر الفائدة في الساعة 2 ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الخميس، وسيعقد رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول مؤتمرًا صحفيًا بعد نصف ساعة. ونظرًا لأن الاحتياطي الفدرالي لن يقوم بتحديث التوقعات الاقتصادية في هذا الاجتماع، فإن تصريحات باول ستكون الأساس الذي ستستند إليه الأسواق في تفسير التوقعات الاقتصادية والمسار السياسي.

الخلافات السياسية والجدل حول "تقليص الميزانية العمومية"

ستركز الأسواق المالية على أصوات المعارضة في قرار سعر الفائدة وبيان السياسة، وما إذا كان سيتم الإعلان عن إنهاء خطة تقليص الميزانية العمومية بالتزامن مع ذلك.

يتوقع إنجلاند أن ميشيل بومان، عضو مجلس إدارة الاحتياطي الفدرالي الذي يقضي إجازة في البيت الأبيض للعمل كمستشار اقتصادي، قد يصوت ضد خفض سعر الفائدة للمرة الثانية على التوالي، مطالبًا بخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس. في حين أن بعض المسؤولين الذين يشعرون بالقلق إزاء مسار التضخم قد يميلون إلى الحفاظ على مستويات الفائدة الحالية.

بالإضافة إلى ذلك، قد تعارض نائبة رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي للرقابة، باربرا بومان، وقف تقليص الميزانية العمومية في ظل حيازات الأصول الحالية البالغة حوالي 6.6 تريليون دولار، وذلك لدعمها لتقليل تدخل البنك المركزي في الأسواق المالية.

تخضع هذه الخلافات وتقييمات باول للوضع الاقتصادي لصعوبات نشر البيانات الرسمية. ومع استمرار الإغلاق الحكومي، تأخر نشر بيانات رئيسية مثل تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر أكتوبر والناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث. وحتى إذا تم التوصل إلى اتفاق لإعادة تشغيل الحكومة في المستقبل القريب، فلن يتبقى لدى الاحتياطي الفدرالي سوى حوالي ستة أسابيع لانتظار البيانات المتأخرة قبل اجتماعه السنوي الأخير في ديسمبر.

غموض يحيط بالسياسة في "ضبابية البيانات"

على الرغم من أن مسؤولي الاحتياطي الفدرالي أشاروا إلى أنه يمكنهم سد بعض الثغرات في البيانات من خلال استطلاعات الرأي المحلية مع كبار المديرين التنفيذيين للشركات، إلا أن الطبيعة الفريدة للإحصاءات الرسمية للتضخم لا تزال تخلق فجوة حاسمة في صنع السياسات. كما أن التأخير في نشر بيانات الناتج المحلي الإجمالي والإنفاق الاستهلاكي يجعل من الصعب توضيح التناقض بين النشاط الاقتصادي القوي وتباطؤ التوظيف. كان المسؤولون يعتقدون سابقًا أن هذا الانقسام سيتطور قريبًا في اتجاه واحد: إما "استمرار النمو وانتعاش التوظيف" أو "تباطؤ شامل"، لكن نقص البيانات الحالي يجعل من الصعب التنبؤ بنقطة التحول هذه.

يشير ريان سويت، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في أكسفورد إيكونوميكس، إلى أن "الإغلاق الحكومي يجعل الاحتياطي الفدرالي في حيرة من أمره بشأن ظروف سوق العمل، مما يدفعه إلى الميل نحو خفض سعر الفائدة مرة أخرى، بدلًا من المخاطرة بالتأخر في التحرك، مما قد يؤدي إلى الحاجة إلى تخفيف أكبر في المستقبل."

ويؤكد أنه كلما طال أمد الإغلاق، زاد اعتماد المسؤولين على مصادر البيانات الثانوية، وزادت ذاتية قرارات السياسة. تشير استطلاعات الرأي الأخيرة حول ثقة الشركات والمستهلكين إلى أن التفاؤل بدأ في التراجع، وهو اتجاه قد يؤثر بشكل أكبر على قرارات السياسة. ويتوقع سويت أن "الذاتية ستستمر في التأثير على قرارات السياسة في ديسمبر، وكلما طال أمد الإغلاق الحكومي، زاد احتمال خفض سعر الفائدة مرة أخرى."

إن قرار خفض سعر الفائدة هذا ليس مجرد استجابة للضغوط الاقتصادية الحالية، بل يسلط الضوء أيضًا على التأثير غير المتوقع للجمود السياسي على استقلالية السياسة النقدية. في "ضبابية" غياب البيانات، ستكون تصريحات باول في المؤتمر الصحفي وأصوات المعارضة بين المسؤولين هي المؤشرات الرئيسية التي ستعتمد عليها الأسواق لتقييم المسار المستقبلي لسياسة الاحتياطي الفدرالي.


تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

أخبار ذات صلة

أسبوع حاسم للأسهم الأمريكية: أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى تحدد المسار

--
FED press conference.jpg

توقعات بخفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي وآفاق الاقتصاد

--
US Debt Ceiling in Focus

توقعات صندوق النقد الدولي: الدين الأمريكي يتجاوز إيطاليا واليونان هذا القرن

--