الأربعاء Mar 22 2023 15:03
0 دقيقة
ترتفع معدلات التضخم، بحيث تسلك الاتجاه الخاطئ وتسبب صداعًا للبنك البريطاني. كان مؤشر أسعار المستهلك قد ارتفع بنسبة 10.4% خلال 12 شهرًا حتى فبراير 2023، وهي قراءة أعلى من تلك التي سجلها في يناير عند 10.1%، وأعلى بمقدار أكبر من القراءة المتوقعة عند 9.9%. وعلى أساس شهري، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 1.1% في فبراير 2023، بالمقارنة مع ارتفاعه في فبراير بنسبة 0.8%. وارتفع مؤشر أسعار المستهلك باستثناء الغذاء والطاقة إلى 6.2% من 5.8% مقابل التوقعات بانخفاضه إلى 5.7%.
ويذهب بنا ذلك إلى أن رفع سعر الفائدة أصبح أكثر احتمالية من البنك البريطاني. وسوف يشير الداعمين للسياسة النقدية المشددة إلى ذلك كإشارة إلى ان التضخم لا يزال بحاجة إلى ما يكبحه، بينما سيتمسك مؤيدو السياسة النقدية الميسرة بآرائهم حول التوقعات الوردية من مكتب مسؤولية الموازنة بعودة التضخم إلى 2.9% هذا العام. وقد ذكرت مرارًا أنه حالما يخرج التضخم من عنق الزجاجة فلن يكون من السهل إرجاعه مرة أخرى.
ارتفع الإسترليني إلى الحد العلوي من نطاق تداوله للأسبوع، وهو أفضل مستوى يصل إليه منذ بداية شهر فبراير مقابل الدولار الأمريكي. يختبر الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي القمة السعرية عند 1.22850 – وفي حالة اختراق هذا المستوى فسوف يتجه السعر إلى 1.24. وزادت قوة الإسترليني في الساعة 07:00 حيث اتجهت الأسواق إلى وضع توقعات كاملة برفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم غد من البنك البريطاني.
مرحبًا بالتشاؤم.. صديقي القديم: "لا تزال التوقعات بالركود التضخمي تزيد عن 80% للشهر العاشر على التوالي... ولم يكن المستثمرين في مسح مديري الصناديق الاستثمارية (FMS) لديهم قناعة قوية بهذا الشكل فيما يتعلق بالنظرة الاقتصادية المستقبلية". وكان هذا هو جاء في مسح مديري الصناديق الاستثمارية (FMS) من بنك أوف أمريكا. ووفقًا لهذا المسح، يتوقع 51% من المشاركين في المسح معدل نمو عالمي أضعف، بينما يقول 84% أن التضخم في تراجع، بينما يفكر 88% في أن "الركود التضخمي" هو الأكثر احتمالية في نظام الاقتصاد الكلي خلال الـ 12 شهرًا القادمة. ما هو الخطر الاستثنائي الأكبر؟ "حدث الائتمان النظامي"، ولم يعد التضخم على قمة المخاطر، وذلك للمرة الأولى خلال 9 أشه. اعتبر 31% من المشاركين في المسح أن هذا الحدث هو الخطر الأكبر – بالمقارنة مع نسبة 8% منذ شهر.
كل سحابة حولها جانب مضيء : قررت بريطانيا تأجيل خطط رفع سن التقاعد الحكومي إلى 68. هذا لأننا نعيش أقل - متوسط العمر المتوقع آخذ في التراجع لأول مرة منذ الثورة الصناعية. تقدم! أعتقد أن جائحة كوفيد قد تكون عاملاً وراء ذلك، أو ربما يكون ذلك نتيجة طبيعية للحياة الحديثة. أو ربما نكون قد أصبحنا اكثر فقرًا.
يواجه البنك الاحتياطي الفيدرالي معضلة اليوم – هل يواصل الطرق بالمطرقة على التضخم أم يتنحى عن موقفه بسبب القلق على الاستقرار المالي. من المؤكد ان البنك الفيدرالي سيكون لديه تحفظات على رفع سعر الفائدة في أعقاب تلك العراقيل التي واجهت SVB – كريدي سويس، ولكن عليه في الوقت ذاته قتل شبح التضخم ومن المفترض أن يستمر على مساره. أعتقد ان آخر ما يريده البنك الاحتياطي الفيدرالي الآن هو الحديث عن قطع سعر الفائدة، إلا أن الاحداث التي شهدناها الأسبوعين الماضيين قد تقوم بالعمل عن البنك الفيدرالي. لن تقوم البنوك بالإقراض، حيث يتم التفكير في خفض عمليات الإقراض، مما سيؤدي إلى خفض التضخم. لكن سيحتاج الاحتياطي الفيدرالي إلى الاستمرار على نفس النهج - في كل مرة يرفع قدمه عن الفرامل ويتوقف عن رفع الفائدة، ستتسارع معدلات التضخم في الارتفاع. يقول بنك "نومورا" ان البنك الفيدرالي سيقطع سعر الفائدة، وتقول بعض البنوك أن البنك الفيدرالي سيتوقف عن رفع سعر الفائدة، ولكن تقول الأغلبية أن البنك سيرفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. وتعتبر توقعات السوق هي الأكثر تأكيدًا – يضع السوق فرصة بنسبة 87٪ لصالح رفع سعر الفائدة بمعدل 25 نقطة أساس ، وفرصة بنسبة 13٪ لصالح التوقف عن رفع سعر الفائدة. ومن منظور أوسع ، نحن في مرحلة جديدة من الدورة التي تحاول فيها البنوك المركزية فصل السياسة النقدية بشكل صريح عن سياسة الاستقرار المالي، وهي مرحلة صعب التعامل معها.
توقف ارتفاع السوق قبل الإعلان عن قرار البنك الفيدرالي، حيث تتحرك مؤشرات الأسهم الأوروبية بشكل فاتر في بداية تداولات يوم الأربعاء، حيث تتماسك الارتفاعات منذ آخر جلستين. ويأتي هذا بعد الارتفاع البسيط عن أدنى مستويات يوم الاثنين. وكان مؤشر FTSE 100 فوق مستوى 7500، بينما ارتفع مؤشر داكس بنسبة 0.2% ليصل إلى 15229. وكان تداول العقود المستقبلية الأمريكية يميل إلى الاتجاه الهابط في بداية التداولات بعد قوة التداول في وول ستريت عندما ارتفع ستاندرد آند بور 500 بنسبة 1.3% ليرتد إلى مستوى 4000.
كان الدولار الأمريكي أضعف على الرغم من قوة عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مع ارتفاع عوائد السندات لأجل 10 سنوات حول مستوى 3.60%. وتراجعت العقود المستقبلية لمؤشر الدولار إلى ما دون مستوى 103، لتحتبر أدنى المستويات التي سجلها في بداية فبراير. وتراجعت أسعار الذهب بعيدًا عن أعلى سعر خلال عام والذي وصلت إليه يوم الاثنين، متراجعًا إلى مستوى 1940، . وتراجعت أسعار النفط الخام بعد الارتفاع القوي يوم الثلاثاء.
كان مؤشر البنوك Stoxx فاترًا صباح اليوم- فهل هذه إشارة إلى الهدوء أن أن السوق ينتظر أخبار جديدة؟ لا يمكننا تجاهل وضع القطاع المصرفي. تراجعت أسهم UBS قليلاً في بداية تداولات يوم الأربعاء، إلا أنها لا تزال أعلى بنسبة 7% عما كانت عليه خلال 5 أيام. ويقول UBS أنه سيعيد شراء ما قيمته 2.75 فرنك سويسري من الدين الصادر منذ أسبوع، في محاولة منه لاكتساب المزيد من الثقة. في الوقت ذاته جاءت تقارير بأن بنك UBS يتحدث عن حل الاتفاق مع بنك مايكل كلاين الاستثماري.
ربما لا يتعلق الأمر بالطبع ببنك UBS في الوقت الحالي، وإنما يرتبط ببنك First Republic - ارتفعت الأسهم بنسبة 30٪ يوم أمس إلا أنها قد تراجعت بنسبة 87٪ منذ بداية العام. وعلى الرغم من الدعم المستمد من محادثات الإنقاذ إلا أن الوضع لا يزال متقلبًا. وقالت بي بي سي أن قادة وول ستريت والمسؤولين الأمريكيين يناقشون فكرة التدخل ، ويتضمن ذلك "إمكانية دعم الحكومة للتوصل إلى إتفاق". في الوقت ذاته ، قالت جانيت يلين وزيرة الخزانة ، إن الحكومة ستحمي الودائع في البنوك الصغيرة لمنع انتقال العدوى.