الأربعاء Nov 6 2024 09:32
1 دقيقة
أثار فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 اهتمامًا عالميًا وخلق موجة من الارتفاعات في الأسواق المالية العالمية.
مع زيادة عدد الأصوات لصالحه في الولايات المتأرجحة، اقترب ترامب من العودة إلى البيت الأبيض، مما أسهم في تعزيز التفاؤل بين المستثمرين، خاصة في ظل التوقعات بأن إدارته القادمة ستدعم استمرار النمو الاقتصادي، بينما يترقب السوق تأثير السياسات التي قد تتبعها. في هذا السياق، شهدت الأسواق المالية الأمريكية والعالمية تحركات متسارعة، حيث ارتفعت الأسهم الأمريكية، سجلت العملات الرقمية مستويات قياسية، وحقق الدولار مكاسب ملحوظة.
مع إعلان نتائج الانتخابات التي تشير إلى تقدم ترامب، تحركت الأسواق الأمريكية بسرعة نحو تحقيق مكاسب ضخمة. ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1.4٪، بينما سجل الدولار أقوى ارتفاع له أمام العملات الرئيسية منذ عام 2020. وكانت حركة السوق واضحة، حيث ارتفعت أسواق الأسهم، كما تراجعت السندات الحكومية مما أدى إلى رفع العوائد على السندات لأعلى مستوياتها.
وقد أظهر الفائزون في هذه الفترة من التحركات الكبيرة في السوق أيضًا ارتفاعًا في الأصول التي تعتمد على السياسة الاقتصادية الأمريكية، ومنها البيتكوين. العملة الرقمية الأشهر شهدت طفرة ملحوظة، حيث ارتفعت بما يتجاوز 8% بعد إعلان فوز ترامب، مما دفعها إلى تحقيق مستويات جديدة لم تشهدها منذ فترة طويلة.
تترقب الأسواق الاقتصادية العالمية سياسات ترامب المحتملة بعد عودته إلى البيت الأبيض، حيث تشير العديد من التحليلات إلى أن ترامب قد يتبنى سياسات مشابهة لتلك التي اتبعها في ولايته الأولى، مثل التخفيضات الضريبية، وزيادة الإنفاق الحكومي، وتعزيز القيود الجمركية. من المتوقع أن تساهم هذه السياسات في تحفيز النمو الاقتصادي، إلا أن هناك مخاوف من تداعياتها على التضخم والعجز في الميزانية.
بحسب محللين، من المتوقع أن تؤدي السياسات الاقتصادية التي قد يتبناها ترامب إلى زيادة في العجز في الميزانية العامة الأمريكية، مع احتمال إعادة إشعال دوامة التضخم التي تم السيطرة عليها جزئيًا بعد أزمة كورونا. هذه التوقعات قد تؤثر بشكل كبير على أسواق السندات الأمريكية وتخلق تقلبات في الأسواق المالية.
في ظل تزايد التفاؤل بالأسواق الأمريكية بعد فوز ترامب، أظهرت البيانات أن العديد من مديري الصناديق كانوا يواصلون دعمهم للأسواق الأمريكية حتى بعد تحقيق مكاسب تصل إلى 23% في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" لعام 2024. هذا الأداء هو الأعلى منذ تسعة عقود في فترة الانتخابات. كما أن مخصصات الصناديق طويلة الأجل لمؤشرات الأسهم الرئيسية مثل "ناسداك 100" و"راسل 2000" قد ارتفعت بشكل كبير إلى حوالي 400 مليار دولار، وهو ضعف ما كانت عليه قبل عامين.
مؤشرات أخرى تشير إلى أن صناديق التحوط والمستثمرين المضاربين كانوا يحتفظون بمراكز صعودية بالدولار بقيمة تصل إلى 17.8 مليار دولار، مما يعكس الثقة في استقرار العملة الأمريكية في الفترة المقبلة.
من أبرز الرابحين في هذه الفترة كانت العملات الرقمية، وبالأخص البيتكوين التي شهدت زيادة كبيرة في قيمتها. فقد ارتفعت العملة الرقمية الأكثر شهرة بنسبة 8% بعد الإعلان عن تقدم ترامب، وهو ما يشير إلى أن المستثمرين كانوا يراهنون على فوز ترامب كإشارة لتعزيز المستقبل الرقمي والاقتصاد الرقمي في الولايات المتحدة.
البيتكوين والعديد من العملات الرقمية الأخرى تعتبر الآن أصولًا رقمية تحمل إمكانيات كبيرة للمستقبل، خصوصًا في ظل توجهات ترامب السابقة نحو دعم الأصول الرقمية. وارتفع عدد المستثمرين في السوق الرقمية بشكل ملحوظ، حيث يأمل العديد منهم أن تساهم السياسات القادمة في دعم هذه الأصول.
رغم التفاؤل الذي ساد في الأسواق بعد فوز ترامب، هناك بعض التحذيرات التي أطلقها الخبراء الاقتصاديون والمستثمرون بشأن احتمالية التقلبات الكبيرة في السوق. يشير الخبراء إلى أن التحركات السريعة في السوق قد تكون مجرد رد فعل مؤقت على نتائج الانتخابات، وقد تتغير الأمور بسرعة إذا كانت السياسات المستقبلية لترامب تتسم بمزيد من التشدد أو الغموض.
إيد الحسيني، استراتيجي أسعار الفائدة في شركة كولومبيا ثريدنيدل للاستثمار، أشار إلى أنه من المتوقع أن تبدأ الأسواق في جني الأرباح من تداولات "تجارة ترامب"، ما قد يؤدي إلى تباطؤ مؤقت في حركة الصعود. وأضاف أن الفترة القادمة قد تشهد بعض التوازن في الأسواق بين المستفيدين من المكاسب والمستثمرين الذين بدأوا في اتخاذ الحذر.
على الرغم من التفاؤل الكبير الذي أعقب فوز ترامب، تظل الأسواق أمام اختبار كبير. سيكون من المهم متابعة كيفية تطبيق السياسات المستقبلية في إطار حكمه الثاني، والتأكد من تأثير هذه السياسات على السوق. ويبقى السؤال: هل ستستمر المكاسب التي حققتها الأسواق بعد فوز ترامب، أم أنها مجرد ارتفاعات مؤقتة؟
في النهاية، سواء كانت الأسواق تشهد بداية عصر اقتصادي جديد تحت حكم ترامب أو أن هذه المكاسب هي مجرد فقاعة مرحلية، فإن المتابعة الدقيقة لتطورات الأسواق خلال الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في تحديد الاتجاهات المستقبلية.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.