تدرس إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، العودة المحتملة إلى السلطة، فرض عقوبات إضافية على ما يُعرف بـ"أسطول الظل" الروسي، وهو أسطول من ناقلات النفط القديمة والمجهولة الهوية التي تستخدمها روسيا للالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب حربها في أوكرانيا. هذه الخطوة تأتي في حال عدم موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وقف إطلاق النار بحلول يوم الجمعة.
يُعتبر هذا الإجراء، في حال تنفيذه، أول إجراء عقابي تتخذه إدارة ترامب ضد موسكو منذ عودته المحتملة إلى البيت الأبيض في يناير. يهدف هذا التهديد إلى زيادة الضغط على بوتين وإجباره على العودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الصراع في أوكرانيا.
بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، لجأت روسيا إلى استخدام "أسطول الظل"، الذي يتكون في الغالب من ناقلات نفط قديمة، لنقل النفط الروسي حول العالم والتحايل على القيود الغربية. يسمح هذا الأسطول لروسيا ببيع نفطها بأسعار تتجاوز سقف الأسعار الذي حددته مجموعة الدول السبع (G7)، وبالتالي توفير الدعم المالي لعملياتها العسكرية.
يتميز "أسطول الظل" بعدم شفافية ملكيته وتجنب استخدام الخدمات الغربية، مما يجعل فرض العقوبات على مالكيه أمرًا صعبًا. ومع ذلك، فقد أثبتت الإجراءات الأخيرة التي تستهدف السفن نفسها فعاليتها.
في أوائل عام 2024، أذهلت إدارة بايدن بفعالية فرض العقوبات على السفن الفردية بدلاً من مالكيها أو مديريها. فقد تبين أن مشتري النفط الروسي كانوا مترددين في التعامل مع السفن المدرجة في القائمة السوداء. وقد تبنى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لاحقًا هذا النهج.
أظهر تحليل أجرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" لـ 115 ناقلة نفط خام فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات أن كفاءة تشغيل هذه السفن انخفضت بشكل كبير بعد فرض العقوبات. وفقًا لبيانات من منصة تحليل الشحن Kpler، كانت هذه السفن تنقل في المتوسط 48 مليون برميل من النفط الروسي شهريًا في الأشهر الستة التي سبقت إدراجها في القائمة، ولكن هذا الرقم انخفض إلى 13 مليون برميل شهريًا في الأشهر الستة التي تلت ذلك.
بالإضافة إلى فرض عقوبات على "أسطول الظل"، تدرس إدارة ترامب خيارات أخرى، بما في ذلك تطبيق أكثر صرامة للعقوبات الحالية والانضمام إلى آلية سقف الأسعار الديناميكي للنفط الروسي التي سيبدأ الاتحاد الأوروبي بتطبيقها في أوائل سبتمبر. يمكن للولايات المتحدة أيضًا فرض عقوبات ثانوية على البنوك والمصافي في الدول الأخرى التي تسهل تجارة النفط الروسي.
أعلن ترامب أيضًا عن خطط لزيادة الرسوم الجمركية على الهند، وهي أحد المشترين الرئيسيين للنفط الروسي. وقد صرح بأن الهند "لا تهتم بعدد الأوكرانيين الذين تقتلهم الآلة العسكرية الروسية".
يبدو أن إدارة ترامب مصممة على زيادة الضغط على روسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا. وسواء نجحت هذه الإجراءات في تحقيق ذلك أم لا، فإنها ستؤثر بالتأكيد على الاقتصاد الروسي وعلى أسواق النفط العالمية.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.
