الجمعة Nov 8 2024 03:26
1 دقيقة
خلال تداولات يوم الخميس، شهدت العملة الأمريكية، الدولار الأمريكي، تحسّنًا ملحوظًا بعد أن أقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي.
وقد أعلن الفيدرالي عن تقليص سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل إلى نطاق يتراوح بين 4.50% و4.75%. هذا القرار، الذي تم اتخاذه في ظل قلق الأسواق من ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة، جاء وسط إشارات إلى تحسن في بعض المؤشرات الاقتصادية الهامة مثل معدلات التوظيف ومؤشرات الاستهلاك.
من جانب آخر، سجل مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقارنة مع سلة من ست عملات رئيسية، انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.55%. ليصل إلى مستوى 104.51 نقطة في الساعة 10:41 مساءً بتوقيت مكة المكرمة. وهذا التراجع في المؤشر جاء بعد أن بلغ أدنى مستوى له في الجلسة عند 104.19 نقطة. وبينما يُظهر المؤشر تراجعًا، إلا أن السوق يبدو أنه يمتص القرار الفيدرالي ويعكس بعض الاستقرار في قيمته، وهو ما يشير إلى أن المستثمرين يراقبون عن كثب التطورات الاقتصادية القادمة.
بعد أن قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، شهدت بعض العملات الرئيسية الأخرى تحركات ملحوظة. على سبيل المثال، ارتفع اليورو بنسبة 0.45% ليصل إلى مستوى 1.0776 دولار، بينما شهد الجنيه الإسترليني زيادة بنحو 0.60% ليصل إلى 1.2957 دولار. في المقابل، تراجع الدولار الأمريكي أمام الين الياباني بنسبة 0.90%، ليصل إلى 153.21 ين ياباني. هذا التراجع يُعزى إلى الطلب المستمر على الين الياباني كملاذ آمن في فترات عدم اليقين الاقتصادي، لا سيما في ظل الضغوط الاقتصادية العالمية.
جاء رد فعل الأسواق بشكل عام على قرار الاحتياطي الفيدرالي متأثرًا بتصريحات البنك حول الاقتصاد الأمريكي. حيث أشار الفيدرالي إلى أن هناك تقدمًا ملحوظًا في جهود خفض التضخم، مع تراجع ملحوظ في الضغوط التضخمية، ما يضع الاقتصاد الأمريكي على الطريق الصحيح. وأكد الفيدرالي أن السياسة النقدية ستظل مرنة في مواجهة التقلبات الاقتصادية، مع ضمان استقرار الوظائف. هذا التوجه في السياسة النقدية يعكس الثقة في استقرار الاقتصاد الأمريكي بشكل عام، وهو ما قد يعزز الثقة في الأسواق المالية الأمريكية.
بالإضافة إلى تأثير قرارات الفيدرالي، تعززت التوقعات الاقتصادية بشكل إيجابي بعد فوز الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في الانتخابات. جاء فوز ترامب بمثابة دعم معنوي للأسواق المالية، التي تأمل في تبني الحكومة الجديدة سياسات اقتصادية داعمة للنمو، خاصةً في قطاع الاستثمار. وقد ساعد هذا التفاؤل في تعزيز حركة الدولار الأمريكي، حيث شهدت الأسواق تحسنًا في أسعار الأسهم وأسواق المال، مما أدى إلى تقليص خسائر الدولار أمام العديد من العملات الرئيسية.
مع بداية التعاملات في الأسابيع المقبلة، يتوقع المحللون أن تظل حركة الدولار الأمريكي في حالة من الاستقرار النسبي، في انتظار المزيد من القرارات الاقتصادية التي قد تصدر عن الفيدرالي في المستقبل. من المرجح أن تستمر الأسواق في متابعة البيانات الاقتصادية القادمة، مثل معدلات التضخم ومؤشرات التوظيف، والتي سيكون لها تأثير كبير على السياسات النقدية في الولايات المتحدة.
إجمالًا، تمثل سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي أهمية كبيرة في تحديد حركة الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى القرارات الاقتصادية الأخرى المتعلقة بالضرائب والإنفاق الحكومي. كما أن ارتفاع معدلات التوظيف وتحسن الأوضاع الاقتصادية بشكل عام سيساهم في تحفيز النمو الاقتصادي. لكن، يظل الشك حول التضخم وارتفاع الأسعار يثير بعض القلق، ما يجعل الأسواق المالية تتوقع استمرار الأوضاع الاقتصادية المتقلبة لفترة من الزمن.
في النهاية، يتضح أن الدولار الأمريكي شهد بعض التعافي بعد خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وتوقعات الأسواق بعد فوز ترامب في الانتخابات، حيث يعكس الأداء العام للاقتصاد الأمريكي نوعًا من التفاؤل، رغم التحديات المستمرة مثل التضخم والتقلبات الاقتصادية العالمية.
مع استمرار قرارات الفيدرالي وتأثيراتها المستقبلية على الاقتصاد، سيبقى الدولار في حالة متابعة من قبل المحللين والمستثمرين في الأشهر المقبلة.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.