الثلاثاء Nov 12 2024 08:39
1 دقيقة
ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له في أربعة أشهر
شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا كبيرًا مقابل العملات الرئيسية الأخرى، حيث وصل مؤشر الدولار إلى 105.59، في وقت مبكر من صباح الثلاثاء. هذا الارتفاع يعكس استمرار التفوق النسبي للعملة الأمريكية في الأسواق العالمية، ويأتي مدفوعًا بتوقعات قوية بشأن السياسات الاقتصادية في ظل إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وكان الدولار قد سجل أعلى مستوى له يوم الاثنين الماضي، حيث وصل إلى 105.70، وهو أعلى مستوى له منذ بداية شهر يوليو الماضي.
ارتفاع الدولار يُعزى جزئيًا إلى التفاؤل الذي يعم الأسواق بشأن السياسات الاقتصادية المستقبلية التي ينوي ترامب تطبيقها. من المتوقع أن تساهم السياسات التجارية التي سيديرها الرئيس الأمريكي الجديد، بما في ذلك فرض الرسوم الجمركية على بعض الشركاء التجاريين الرئيسيين مثل الصين والاتحاد الأوروبي، في دعم العملة الأمريكية.
كما يراقب المستثمرون عن كثب سياسات الفيدرالي الأمريكي بخصوص أسعار الفائدة، والتي تتأثر بشكل مباشر بهذه السياسات.
على الرغم من الانخفاضات في بعض العملات الرئيسية الأخرى، استمرت عملة البيتكوين في تحطيم الأرقام القياسية. اليوم، وصلت قيمة البيتكوين إلى 89637 دولارًا، مسجلةً أعلى مستوى تاريخي لها على الإطلاق.
وهذا الصعود الكبير يأتي وسط تفاؤل متزايد بين المستثمرين بأن إدارة ترامب ستعزز مكانة الولايات المتحدة كعاصمة عالمية للعملات المشفرة. وقد تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب باتخاذ خطوات لدعم هذه الأصول الرقمية، وهو ما زاد من الإقبال على البيتكوين بشكل خاص.
ويشير بعض المحللين إلى أن هذا الارتفاع الكبير في قيمة البيتكوين قد يكون مجرد البداية، حيث يتوقعون أن تتجاوز العملة الرقمية حاجز 100 ألف دولار في المستقبل القريب.
كايل رودا، كبير محللي الأسواق في شركة كابيتال.كوم، صرح بأنه إذا استمر الوضع الحالي، فإن البيتكوين قد تنهي العام عند هذه القيمة المرتفعة. يُعزى هذا النمو أيضًا إلى الاهتمام المتزايد من المستثمرين المؤسسيين الذين يتجهون أكثر فأكثر نحو العملات الرقمية كوسيلة للتنوع في محافظهم الاستثمارية.
في المقابل، تراجعت بعض العملات الرئيسية الأخرى، بما في ذلك اليورو واليوان الصيني. فقد انخفض اليورو إلى أدنى مستوياته في حوالي سبعة أشهر، حيث تراجع إلى 1.0629 دولار خلال تعاملات الليل، وهو أقل مستوى منذ أبريل الماضي. الضغط على اليورو يعود جزئيًا إلى حالة عدم اليقين السياسي في ألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تأثير السياسات التجارية التي يعتزم ترامب تنفيذها بمجرد توليه منصبه.
تشمل هذه السياسات فرض رسوم جمركية جديدة على العديد من السلع الأوروبية، مما يزيد من الضغوط على العملة الأوروبية.
أما اليوان الصيني فقد شهد تراجعًا ملحوظًا هو الآخر، حيث سجل أدنى مستوى له منذ بداية أغسطس، حيث بلغ 7.2505 يوان مقابل الدولار الأمريكي، قبل أن يستقر عند مستوى 7.2469 يوان للدولار.
اليوان يعاني من الضغوط التجارية بسبب الحرب التجارية المحتملة بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على السلع الصينية.
تؤثر السياسات التجارية التي سيعتمدها الرئيس الأمريكي المنتخب بشكل كبير على حركة العملات الرئيسية.
حيث توقع العديد من المحللين أن تُؤدي الرسوم الجمركية المحتملة التي قد يفرضها ترامب على الصين وأوروبا إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في هذه المناطق، مما يضغط على عملاتها. في الوقت ذاته، فإن التحركات التجارية العدوانية قد تُسهم في زيادة جاذبية الدولار الأمريكي باعتباره ملاذًا آمنًا في فترات الاضطراب الاقتصادي.
من جانب آخر، هبط الدولار الأسترالي بنسبة 0.33% إلى 0.65525 دولار أمريكي، ويُعزى هذا التراجع إلى التوقعات السلبية بشأن الأداء الاقتصادي للصين، الشريك التجاري الأكبر لأستراليا. هذا التراجع يعكس أيضًا تأثير الحروب التجارية التي قد تؤثر على نمو الاقتصاد الأسترالي.
تستمر الأسواق في مراقبة قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث تشير التوقعات إلى أن احتمالات خفض أسعار الفائدة في ديسمبر قد انخفضت إلى حوالي 69%، مقارنةً بنسبة 80% قبل أسبوع. هذا التغيير في التوقعات يعود جزئيًا إلى تأثير التعريفات الجمركية التي قد ترفع من التضخم، مما يقلل من حاجة الفيدرالي لخفض الفائدة في المستقبل القريب.
تُظهر حركة العملات في الأسواق العالمية تأثيرًا واضحًا للسياسات الاقتصادية التي سيتم تنفيذها في الولايات المتحدة.
على الرغم من التحديات التي قد تواجه بعض الاقتصادات الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي والصين، فإن الدولار الأمريكي والبيتكوين يتفوقان على العملات الأخرى ويستفيدان من التوقعات المواتية في الأسواق المالية العالمية.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.