الاثنين Oct 14 2024 06:31
1 دقيقة
الدولار الأمريكي يعزز مكاسبه بفضل بيانات قوية من سوق العمل
شهد الدولار الأمريكي قفزة قوية ليصل إلى أعلى مستوى له في شهر كامل مقابل الين الياباني، وذلك في جلسة الخميس، بعد أن أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة قوة سوق العمل الأمريكي، مما دعم النظرة التي ترجح استمرار سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكية في الحفاظ على أسعار الفائدة المرتفعة دون الحاجة إلى خفضها في المدى القريب.
هذا الارتفاع في قيمة الدولار جاء وسط ضغوط قوية على الين الياباني، الذي تعرض لعمليات بيع واسعة بعد تصريحات رئيس الوزراء الياباني التي أشار فيها إلى عدم جاهزية اليابان لمزيد من رفع أسعار الفائدة في الوقت الحالي، بعد اجتماعه مع محافظ البنك المركزي الياباني.
تأثرت العملة اليابانية بشكل كبير بعد أن أعلن رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، في تصريحات له عقب اجتماع مع محافظ البنك المركزي، هاروهيكو كورودا، أن الحكومة اليابانية ليست مستعدة لمزيد من رفع أسعار الفائدة في الوقت الراهن. هذا التصريح جعل الين يواجه ضغوطًا كبيرة، حيث أدى إلى تعزيز المبيعات على الين وجعل المستثمرين يبتعدون عن العملة اليابانية.
في الوقت الذي كانت فيه الأسواق تتوقع أن تواصل اليابان سياسة التشديد النقدي لمواجهة التضخم، جاء التصريح ليبدد هذه التوقعات ويزيد من ضعف الين في مواجهة العملات الأخرى، مثل الدولار الأمريكي.
في المقابل، سجل اليورو أداءً متذبذبًا حيث استقر بالقرب من أدنى مستوى له منذ ثلاثة أسابيع، الذي سجله في الجلسة السابقة. هذا التراجع جاء بعد تصريحات إيزابيل شنابل، عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، التي عادة ما تميل إلى دعم السياسة النقدية المشددة.
ومع ذلك، أبدت شنابل في تصريحاتها الأخيرة ميلاً نحو سياسة التيسير النقدي، مما زاد من توقعات الأسواق بأن البنك المركزي الأوروبي قد يكون على وشك خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل. هذه التطورات أثرت بشكل سلبي على اليورو، حيث تزايدت الرهانات على تيسير السياسة النقدية في منطقة اليورو.
شهد الدولار الأمريكي زيادة في الطلب عليه يوم الأربعاء، حيث اندفع المتداولون إلى شراء العملة الأمريكية باعتبارها ملاذًا آمنًا بعد الهجوم الإيراني الذي استهدف إسرائيل بإطلاق نحو 180 صاروخًا باليستيًا.
هذا الهجوم، الذي أثار تهديدات بالرد من الجانب الإسرائيلي، أدى إلى تعزيز المخاوف من تصاعد التوترات في المنطقة واحتمالية اندلاع حرب شاملة، ما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الدولار في محاولة للحد من المخاطر التي قد تؤثر على استثماراتهم. في ظل هذه الأوضاع المتوترة، حافظ الدولار على قوته باعتباره الأداة المالية الأكثر أمانًا في أوقات الأزمات الجيوسياسية.
في أعقاب هذه التطورات، ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية، إلى مستوى 101.70، وهو أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع. هذا الارتفاع جاء مدفوعًا بتحسن بيانات سوق العمل الأمريكية، حيث أظهرت البيانات الصادرة يوم الأربعاء أن عدد الوظائف التي أضيفت إلى القطاع الخاص الأمريكي في الشهر الماضي بلغ 143 ألف وظيفة، وهو رقم فاق التوقعات.
هذا التقرير عزز الثقة في الاقتصاد الأمريكي وأدى إلى زيادة الطلب على الدولار، حيث يرى المتداولون أن استمرار قوة سوق العمل قد يدعم سياسة الفيدرالي الأمريكي في الحفاظ على أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول.
فيما يتعلق بتحركات العملات الأخرى، ارتفع الدولار بنسبة 0.09% مقابل الين الياباني ليصل إلى 146.575 ين، بعد أن بلغ في وقت سابق من الجلسة مستوى 146.885 ين، وهو أعلى مستوى له منذ بداية سبتمبر.
من جهة أخرى، استقر اليورو عند مستوى 1.10455 دولار، وهو قريب من أدنى مستوى له منذ 12 سبتمبر، الذي بلغ 1.10325 دولار. كما استقر الجنيه الإسترليني عند مستوى 1.3261 دولار، في حين ظل الدولار الأسترالي عند مستوى 0.6884 دولار.
أما بالنسبة للين والعملات السريعة التأثر بالمخاطر، فقد تعرضت لضغوط شديدة يوم الأربعاء بعد الهجوم الإيراني، وهو ما دفع المتداولين إلى التخلص من هذه العملات في أول رد فعل على التصعيد في الشرق الأوسط. إلا أن عدم وجود أي رد فعل إسرائيلي سريع أو تصعيد عسكري إضافي من شأنه أن يعطي الأسواق فرصة للتنفس وتهدئة بعض المخاوف المبدئية.
تشير التحركات الأخيرة في أسواق العملات إلى تأثيرات متزايدة للأحداث الجيوسياسية والبيانات الاقتصادية على أداء الدولار والعملات الأخرى.
بينما يحقق الدولار مكاسب كبيرة مدفوعًا ببيانات سوق العمل القوية وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، تظل العملات الأخرى مثل الين واليورو تحت ضغط بسبب تصريحات حكومية وسياسات نقدية قد تكون أقل تشددًا.
مع استمرار المتغيرات السياسية والاقتصادية في التأثير على الأسواق، يبقى المستثمرون في حالة ترقب لما ستسفر عنه الأحداث المستقبلية، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، التي تلعب دورًا حاسمًا في توجيه مسارات أسواق العملات العالمية.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.