الجمعة Feb 17 2023 15:21
1 دقيقة
دائرة رفع أسعار الفائدة
دائرة رفع أسعار الفائدة: " دائمًا ما كنت أقول هنا أن البنك الفيدرالي سوف يرفع سعر الفائدة أكثر ولفترة أطول مما يأمل السوق. والآن تشتت المشترون في السوق بعدما تم الإعلان عن آخر قراءة لمؤشر أسعار المنتجين وبعد إطلاق المزيد من التصريحات الداعمة للسياسة النقدية المشددة من "جيمز بولارد". وتراجع مؤشر ستاندرد آند بور 500 بنسبة 1.4% تقريبًا، كما انخفض مؤشر ناسداك بحوالي 1.8% يوم أمس، حيث اتجهت الأسواق إلى إعادة تقييم توقعات أسعار الفائدة بعد أن سجل مؤشر أسعار المنتجين ارتفاعًا بنسبة 0.7% مقابل التوقعات بقراءة 0.4%. وجاء هذا بعدما سجلت قراءة مؤشر أسعار المستهلك في وقت مبكر من الأسبوع معدل 0.5% مقابل التوقعات بقراءة 0.4%. ويخبرنا هذا أن التضخم يثبت مدى تشبثه بالمستويات المرتفعة، ومدى اتساع نطاق انتشاره بما يزيد عما كان متوقعًا.
سوقًا متغيرًا
ويحمل التغير في أسعار الفائدة أهمية كبيرة- كان السوق يتوقع منذ أسبوعين رفع سعر الفائدة مرة واحدة إضافية وقطعها مرتين خلال هذا العام- بينما يتوقع الآن وجود فرصة برفع سعر الفائدة 4 مرات خلال هذا العام. وقد ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لعامين من 4.1% إلى 4.7% خلال أسبوعين فقط. وتقع عوائد سندات الخزانة الامريكية لأجل 10 أعوام فوق مستوى 3.9% في الوقت الحالي، وهو أعلى مستوى منذ شهر نوفمبر، بالمقارنة مع كانت عليه في بداية فبراير وذلك دون معدل 3.4%. ما دلالة ذلك بالنسبة لنا كمستثمرين؟ من ناحية التحليل الأساسي، قد يعلن السوق وربما البنك الاحتياطي الفيدرالي أيضًا عن النصر على التضخم قريبًا جدًا. وعلى الرغم من أن هذه هي الرواية المحورية القديمة منذ العام الماضي، ولكن تذكر أن البنك الاحتياطي الفيدرالي لم يتمحور قط حول فكرة معينة، ولا يمكنه فعل ذلك الآن لأنه أصبح معتمدًا على البيانات الاقتصادية، ولن تسمح له تلك البيانات بذلك.
بعض التصحيحات في السوق
اندفعت البورصات الأوروبية للأسفل متأثرة بما أصاب الجلسة الامريكية من ضعف، بينما تراجعت الأسعار في الأسواق الآسيوية بسبب حركة أسعار الفائدة. فقد تراجع مؤشر FTSE 100 بحوالي 0.4% في بداية التداول ليصل إلى ما حول مستوى 7.970، ثم ارتفع فوق مستوى 8.000 خلال هذا الأسبوع. وتراجعت الأسعار في بورصة فرانكفورت وباريس بما يقارب 1%. وانخفضت أسعار النفط الخام لليوم الخامس على التوالي، بينما تراجع السعر الفوري لخام تكساس الوسيط متجاوزًا خط المتوسط المتحرك البسيط لـ 50 يوم إلى 77 دولار أمريكي. وقد تضررت أسعار الذهب بقوة بسبب رفع أسعار الفائدة وقوة الدولار الأمريكي، حيث انخفضت إلى 1819 دولار أمريكي للأوقية، وهو أدنى مستوى لها منذ نهاية شهر ديسمبر، أي أنه قد تراجع بنسبة 7% هذا الشهر.
صخب مؤيدو السياسة النقدية المشددة
خرج مؤيدو السياسة النقدية المشددة من البنك الاحتياطي الفيدرالي للإدلاء بتصريحاتهم، مؤكدين على موقف البنك المركزي بعد انطلاق بيانات التضخم. لو لم يكن "بولارد" رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في "سانت لويس" استثناءً لذلك، حيث دعّم فكرة رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الاجتماع القادم، مضيفًا: "ستكون المعركة طويلة لمحاربة التضخم". وقال "مستر" عضو البنك الاحتياطي الفيدرالي في "كليفيلاند": "سوف نحتاج إلى دفع أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى ما فوق مستوى 5%، والإبقاء عليها هناك لبعض الوقت". واليوم من المقرر إطلاق تصريحات من العشوين الفيدراليين الداعمين أيضًا للسياسة النقدية المشددة "توماس باركين" و"إليزابيث بومان"، ونتوقع من خلالهما المزيد من التصريحات الداعمة للسياسة النقدية المشددة، مما قد يدعم معدلات العرض على الدولار الأمريكي والصفقات منخفضة المخاطرة.
وفي المقابل، أشار "هاو بيل" كبير الاقتصاديين في البنك البريطاني إلى ان مشرعي السياسة النقدية على استعداد لإبطاء معدل رفع أسعار الفائدة في الاجتماع القادم، بينما ينتظرون تجاوز مرحلة رفع أسعار الفائدة الماضية. فقد قال "بيل" في حديث له يوم أمس: “سيدل استمرار رفع سعر الفائدة بنفس الوتيرة والحجم الذي شهدناهما العام الماضي، قد يدل أخيرًا -وربما قريبًا- على أن البنك قد تشدد كثيرًا في السياسة النقدية بشكل تراكمي".
الرسوم البيانية اليوم
يتسبب ذلك الميل إلى السياسة النقدية المشددة الذي يحيط بالبنك الاحتياطي الفيدرالي في دفع الدولار الأمريكي إلى المزيد من العرض اليوم. ومن المتوقع أن يتصرف السوق بشكل يتماشى مع توقعاته بأن البنك الفيدرالي أصبح أكثر ميلاً إلى السياسة النقدية المشددة بمقدار بسيط، إلا أننا نقترب إلى المرحلة التي سيكون فيها السوق متوقعًا بالكامل للعدد المناسب لرفع أسعار الفائدة- وسوف يكون هناك شك بشأن الفترة الزمنية لمدة أطول.
لا يزال التقاطع الصاعد في الماكد مسيطرًا- كان التباعد على مؤشر الماكد في وقت مبكر من هذا العام، والذي بدأ في نهاية عام 2022 يًعد بمثابة إشارة هامة. اخترق مؤشر الدولار الأمريكي الحد العلوي من نطاق تداوله الأخير وخرج منه، إلا أن المشترين بحاجة إلى اختراق أعلى نقطة في الموجة السعرية عند 105.40 للسيطرة على السوق.
اخترق الإسترليني مستوى 1.20 دولار أمريكي للأسفل، منخفضًا إلى ما دون المتوسط المتحرك لـ 200 يوم للمرة الأولى منذ بداية شهر يناير، ويعيد اختبار مستوى التصحيح بنسبة 23.6% عند مستوى 1.1940/1.1950. ومن غير الواضح إذا ما كان هذا المستوى يعمل كدعم في الوقت الحالي. وفي ظل الآليات في السوق العقاري البريطاني، توحد فرصة حقيقية لقطع سعر الفائدة في وقت لاحق هذا العام، حتى وإن ظل التضخم مرتفعًا للغاية- وسوق يشير البنك البريطاني إلى تخفيف ضغوط الأجور على المدى المتوسط كسبب لذلك، ولكن لن يكون هذا صحيحًا. وسوف يكون هذا كوقود للتباعد مع الدولار الأمريكي، وقد نرى إعادة اختبار مستوى 1.15 قريبًا.