الخميس Mar 23 2023 21:40
1 دقيقة
لا خيارات جيدة : ذكرنا قبل قرار سعر الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي يوم أمس أنه لا يجد خيارات جيدة. وقد أوضحنا هذا اللية الماضية – شهد السوق رفع لسعر الفائدة يصاحبه لهجة تميل الى السياسة النقدية الميسرة، حيث أشار البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه قد انتهى من رفع سعر الفائدة هذا العام. وعلى الرغم من ارتفاع الأسهم قليلاً في البداية، إلا أنها انخفضت بعد ذلك، بعد تحذير"جاي بأول" لاحقًا في المؤتمر الصحفي أن أوضاع الائتمان قد تكون أضيق مما يبدو – وفي حالة انتهاء البنك الاحتياطي الفيدرالي من رفع سعر الفائدة فإن هذا سيكون بسبب تداعيات أزمة البنوك الإقليمية التي قد تكون أسوأ من المتوقع وقد تؤدي إلى أزمة ائتمانية. انخفض مؤشر ستاندرد آند بور 500 بنسبة 1.65%، متراجعًا بما يزيد 100 نقطة أساس من أعلى مستوى له ليغلق عند أدنى مستوى له خلال يوم التداول. وأدى إغلاقه عند مستوى 3,936.97 إلى ما دون المتوسط المتحرك لـ 200 يوم عند 3,932.40. وانخفض مؤشر داو وناسداك بشكل متماثل تقريبًا، بينما أغلق مؤشر راسل 2000 على انخفاض بنسبة 2.83%. وكانت أسواق الأسهم الأوروبية أضعف بشكل عام في بداية تداولات يوم الخميس، كما تراجع الدولار الأمريكي إلى ادنى مستوياته منذ بداية فبراير. وتميل أسعار النفط الخام إلى مستويات أعلى، حيث ارتفع تكساس خام الوسيط (مايو) إلى ما فوق مستوى 70 دولار أمريكي مرة أخرى. وترتفع العقود المستقبلية الامريكية إلى مستويات أعلى.
رفع البنك الاحتياطي الأسترالي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 4.75 – 5.00%، وهو الرفع التاسع على التوالي. ولكن كانت لهجة البنك أضعف، حيث قال البيان أن "تثبيت" السياسة النقدية قد يكون ملائمًا- وهي لهجة أقل ميلاً إلى تشديد السياسة النقدية عن تلك اللهجة التي يقول فيها المزيد من رفع أسعار الفائدة. وقد يحدث التثبيت إذا ما انخفض التضهم، ولكن يترك البنك أسعار الفائدة كما هي وهو نوع من العبء النقدي. يقوم البنك برفع الفائدة لكبح التضخم، والآن لا يميل الى رفع الفائدة لأنك تعتقد أن النظام يواجه عقبات – فلا توجد نتائج جيدة، ولا يوجد وضع جيد للمخاطرة.
ترك البنك الفيدرالي سعر الفائدة النهائي بدون تغيير عن 5.1%، ولكن عليك التفكير في مدى قوة الرسالة التي أرسلها البنك منذ ثلاث أسابيع برفع الفائدة لمستويات أعلى ولفترات أطول، وذلك عندما كانت الأسواق أقرب لمعدل 6%. وتقع التوقعات الخاصة بأسعار الفائدة لعام 2024 عند 4.3% (مقابل التوقعات السابقة عند 4.1%)- مما يعني أنه قد يكون هناك بعض عمليات القطع لسعر الفائدة في العام القادم، ولكن أقل مما كان قبل ذلك. وعلى الصعيد الاقتصادي، يتوقع مشرعي السياسة النقدية في البنك الفيدرالي نمو اقتصادي أبطأ وتضخم أعلى هذا العام – ولم يكن هناك ذكر لتخفيف التضخم هذه المرة، الأمر الذي يعكس البيانات الاقتصادية التي شهدناها. وقال باول ان مشرعي السياسة النقدي السياسة قد فكروا في التوقف عن تغيير سعر الفائدة مؤقتًا في هذا الاجتماع ، إلا أنهم لا يخططون لخفض أسعار الفائدة خلال هذا العام. كما أقر البنك الاحتياطي الفيدرالي أنه من المرجح أن تؤدي التطورات الأخيرة لأن تكون الأوضاع ائتمانية أكثر صرامة – مما سيؤثر على التوظيف والنشاط الاقتصادي والتضخم. لم يكن هذا اعترافًا كبيرًا بالوضع المصرفي، إلا أن تصريحات باول لاحقًا في المؤتمر الصحفي تم اعتبارها إشارة على ما يشعر به الفيدرالي من قلق.
تراجعت أسهم القطاع المصرفي في الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى حيث عارضت وزيرة الخزانة الأمريكية "جانيت يلين" فكرة وضع ضمان شامل على ودائع. وقالت في تصريح لها في جلسة استماع بمجلس الشيوخ: "لم أفكر في أي شيء يتعلق بالتأمين الشامل على الودائع أو ضمانها ". وقد أشارت يلين إلى أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية سوف تتدخل إن لزم الأمر - أي إذا تم اعتبار البنك مهمًا على المستوى النظامي. لكن علينا أن نسأل أنفسنا.. ما هو البنك الذي لن يعتبر مهمًا على المستوى النظامي في البيئة الحالية؟ إذا اختفى بنك آخر - سواء أكان بنك First Republic أم بنك آخر - فإن ذلك سيسبب موجات وليس مجرد تموجات صغيرة. وقالت يلين أنه عندما يتم اعتبار أن فشل البنك " يتسبب في حدوث مخاطر نظامية ، والتي أعتقد أنها تمثل خطرًا بحدوث عدوى للبنك ... فمن المحتمل الاستناد إلى استثناء المخاطر النظامية ، مما يسمح لمؤسسة التأمين الفيدرالية (FDIC) بحماية كل المودعين، وسيتم ذلك من خلال "تحديد كل حالة على حدى".
أدى هذا الى تراجع أسعار الأسهم في القطاع المصرفي، حيث انخفض صندوق الاستثمار المتداول للبنوك الإقليمية KRE بنسبة 6% تقريبًا، وتراجع مؤشر البنوك ناسداك KBW بنسبة 5% تقريبًا. وتراجع سهم بنك First Republic بنسبة 15%، ثم ارتفاع خلال جلسة التداول. وانخفضت أسهم أكبر البنوك في وول ستريت أيضًا، حيث انخفض مل من وولرز فارجو و بنك أوف أمريكا وسيتي جروب بنسبة 3% تقريبًا. وأكد "جاي باول" في الوقت ذاته على ان النظام المصرفي في وضع جيد وأنه على المودعين الاطمئنان بأن إيداعاتهم في أمان.
رفع البنك المركزي السويسري سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، حيث استمد من البنك المركزي الأوروبي فكرة تجاهل مخاطر الاستقرار المالية من أجل الحفاظ على تحقيق أهداف السياسة النقدية. ارتفع البنك السويسري إلى أعلى مستوى له مقابل الدولار الأمريكي بعد هذه الأخبار. وفي الوقت ذاته، بررت الهيئة السويسرية لمراقبة السوق المالية قرار القضاء على السندات السيادية المشروطة القابلة للتحويل في كريدي سويس.
تتوقع الأسواق ان يستمر البنك البريطاني في دورته السريعة لتضييق السياسية النقدية، مع رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتصل إلى 4.25%. وسوف يكتف التسارع في التضخم يوم أمس أيدي البنك بعدة طرق، حتى مع إشارة مؤيدي تسهيل السياسة النقدية لتوقعات مكتب الميزانية العمومية بعودة الضخم إلى 2.9٪ خلال هذا العام. وتدل القوة في سوق العمل والمرونة الاقتصادية العالية على أن رفع سعر الفائدة هو ما يجب أن نشهده. وقد يكون هذا الأمر سهلاً مع تلاشي اضطراب السوق في الأسبوعين الماضيين إلى جانب مفاجأة التضخم يوم الأمس - على الرغم من أن الأمر قد يكون أكثر ضيقًا مع ذروة الضغط في القطاع المصرفي يوم الاثنين.
أصبحت حركة السوق في اتجاه صاعد أكبر، مع توقعات بأن الفيدرالي قد انتهى تقريبًا من رفع الفائدة (لا يزال من الممكن ان تصل الفائدة إلى 6%)، ويبدو البنك المركزي الأوروبي أكثر ثقة فيما يتعلق بقدرة النظام المصرفي في منطقة اليورو على تحمّل تداعيات كريدي سويس. وتشير تصريحات "لاجارد" ورفقائها هذا الأسبوع إلى أن حرب التضخم لم تنتهي، بينما يقول السوق أن البنوك تصمد بشكل جيد. ارتفع اليورو/ دولار أمريكي إلى الأعلى ليختبر مستوى 1.0930 هذا الصباح، وهو أعلى مستوى له منذ بداية شهر فبراير.
تقول الجهات التنظيمية الألمانية أن سلسلة الانهيارات في البنوك خلال الأسابيع القليلة الماضية كان لها تأثير نفسي على الأسواق في قطاع البنوك، على الرغم من أن كل شيء سليم من الناحية الأساسية. ولكن ليس هذا هو المنشود- فقد كان ودائع SVB جيدة بالفعل. ويعتبر الهرب ظاهرة سيكولوجية أكثر منها مادية. وقال "مارك برانسون" الجري ظاهرة نفسية بقدر ما هي جسدية. قال مارك برانسون، رئيس هيئة الرقابة المالية الاتحادية (BaFin) لبلومبرج: "لا يزال النظام قوي ومستقر ولم يتطرق لأي طريقة مباشرة من هذه الاضطرابات في ولايات قضائية أخرى".
انخفضت الأسهم في "كوينبيز" بنسبة 11% في ساعات ما قبل السوق بعد إصدار هيئة الأوراق المالية والبورصات إشعار لبورصة تداول العملات الرقمية، محذرة من تعرفها على انتهاكات محتملة لقانون السندات الأمريكية. وادى الانخفاض إلى تراجع إضافي بما يزيد عن 8% في التداول الاعتيادي، إلا أن الكوين لا يزال حول 130% هذا العام، حيث تعافت أسواق العملات الرقمية. كان تلاشي الارتباط الأخير للبيتكوين محور اهتمام في الآونة الأخيرة عندما تكشفت "الأزمة" المصرفية - هل أصبح البيتكوين تحوطًا بالفعل، أو مكانًا تضع فيه أموالك إذا كنت تخشى على ودائعك المصرفية؟ أؤيد نوعًا ما في الفكرة القائلة بأن الأمر يتعلق بشكل أكبر بالتخلص من بعض صفقات الزخم القوية جدًا حيث تراجع المستثمرون بسبب الوضع الانفجاري في البنوك.