الثلاثاء Mar 21 2023 13:52
0 دقيقة
يبدو وكأننا قد تجاوزنا الجزء الأصعب مع تراجع معدلات تذبذب يوم الاثنين. وكان الأسهم في لندن وباريس وفرانكفورت قد ارتفعت بما يزيد عن 1% مرة أخرى في بداية تداولات يوم الثلاثاء. وارتفع مؤشر FTSE 100 بمقدار 100 نقطة أساس لتصل إلى مستوى 7505، وتعود إلى ما فوق المتوسط المتحرك لـ 200 يوم. وارتفعت الأسهم في القطاع المصرفي بشكل عام، مع بلوغ ارتفاعات الأسهم الأكبر نسب تتراوح بين 3-4%. وانخفض سهم كريدي سويس قليلاً. وارتفع مؤشر UBS بنسبة 4% تقريبًا على الرغم من انضمام وكالة "موديز" لـ "ستاندرد آند بور" في قرار تخفيض التصنيف الائتماني لسندات البنك. وعاد مؤشر التذبذب VIXX للارتفاع إلى أعلى مستويات الأسبوع الماضي، متجاوزًا مستوى 28، ولكنه تراجع بعدها إلى مستوى 24 هذا الصباح.
بعد عمليات البيع المكثفة في بداية تداولات يوم الاثنين، ارتفعت الأسهم الأوروبية مع عودة الثقة ببطأ إلى الجلسة. وزادت قوة الأسهم مرة أخرى هذا الصباح، مع اقتناع المستثمرين بفكرة أن أسوأ مرحلة في مشاكل القطاع المصرفي قد تم تجاوزها بالفعل- سوف نرى مدى صحة ذلك. وقد ارتفعت الأسهم الأمريكية يوم أمس، مع ارتفاع مؤشر داو بنسبة 1.2%، ومؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.4%. أما مؤشر ستاندرد آند بور 500 الأوسع نطاقًا فقد ارتفع بنسبة 0.9% ليصل إلى مستوى 3951، متجاوزًا بشكل واسح خط المتوسط المتحرك لـ 200 يوم عند 3930. وسجلت عوائد سندات الخزانة الأمريكية معدلات 3.5% و 4.0% لأجل العشر سنوات ولأجل العامين على التوالي,. وفي ظل تراجع أسعار الذهب عن أعلى مستوياته خلال عام كامل، نجد أنه قد علق في أسوأ اضطراب يتعرض له خلال الاجازة الأسبوعية، مسجلاً مستوى 1966 دولار أمريكي. وزادت قوة النفط الخام، مع ارتفاع أسعار العقود المستقبلية لخام تكساس الوسيط (مايو) إلى 68.49 دولار أمريكي، أي بارتفاع قدره 4 دولارات فوق أدنى مستوى يسجله يوم أمس. وانخفض الدولار الأمريكي مع ارتفاع معدلات الرغبة في المخاطرة، واختبر مؤشر الدولار الأمريكي مستوى 103. أما الباوند البريطاني فظل حول مستوى 1.22، إلا أنه يتراجع عن اعلى مستوياته التي سجلها في وقت مبكر عن 1.2280.
وبينما تامل سويسرا الانتهاء من حل مشكلة كردي سويس، إلا أن بنك فيرست ريبابليك (FRC) يعرض المزيد من المشاكل، حيث انخفض سهمه بنسبة 42% على الرغم من إيداع بقيمة 30 مليار دولار أمريكي من أكبر أشقائه في وول ستريت. ويدور الحديث الآن حول تحويل هذا إلى حصة لدعم بنك FRC – يبدو وكأنه مال جيد بعد مال سيء- وارتفع تداول هذا السهم بنسبة 14% قبل ساعات السوق. وتمكنت صناديق الاستثمار المتداولة ( ETF) لبنوك (KRE) الإقليمية من الارتفاع بشكل معتدل بنسبة 1%.
على الرغم من الهدوء الظاهري، إلا أن التوترات لا تزال قائمة داخل السوق. ما نراه الآن هو أنه حالما تسود الأحداث، لا يكون أمام مشرعي السياسة النقدية خيارات جيدة. فيواجه البنك الاحتياطي الفيدرالي معضلة كبيرة، وأحد أكثر القرارات صعوبة على مدى سنوات – يمكنه رفع سعر الفائدة أو التوقف عن رفعها أو حتى خفض سعر الفائدة- يقول بنك "نومورا" أن الفيدرالي سيقرر قطع الفائدة، مما يجعلني مندهشًا بشأن محفظتهم الاستثمارية للسندات. كما أن لدينا تلك الشكوك المعتادة حول المطالب المستمرة من البنك الفيدرالي بقطع سعر الفائدة. والحقيقة ان البنك الفيدرالي يسهّل السياسة النقدية بالفعل من خلال فتح صنابير السيولة- استرداد سندات الخزانة بالقيمة الأصلية، وغيرها.
ارتفع مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 0.4% على أساس شهري، مما دفع المعدل السنوي للتضخم إلى 6%، وذلك وفقًا لوزارة العمل الأمريكية. وكانت هذه النتائج متوافقة مع التوقعات. أما مؤشر أسعار المستهلك باستثناء الغذاء والطاقة فقد ارتفع بنسبة 0.5% في فبراير ونسبة 5.5% على أساس 12 شهرًا – أقل قليلاً من التوقعات. ويدل مؤشر أسعار المستهلك على أننا قد نشهد تسارع في مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء الغذاء والطاقة – المؤشر المفضل لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم- إلى 4.8% من 4.7%. ومع هذه البيانات، كان البنك الفيدرالي سيرفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بشكل حاسم، ولكن إن كانت الأوضاع طبيعية. إلا أن الأسواق المالية متشككة بدرجة كبيرة في أن يكون هذا هو قرار الفيدرالي بعد تلك الأزمة التي تعرض لها القطاع المصرفي: لا أعتقد أن البنك الاحتياطي الفيدرالي يغفل ذلك، إلا أن شهدنا المزيد من الاضطرابات في اليوم التالي، وهو أمر غير محتمل- سيحتاج الأمر لشهور لظهور المدى الحقيقي لما شهدناه في الليلة الماضية من عجز وضرر. والآن ندخل في كثير من النقاشات حول ما يسميه البنك الفيدرالي بـ " الفوارق الزمنية الطويلة والمتغيرة " في السياسة النقدية.
نعيش الآن اوقاتًا مثيرة للاهتمام. وعلى الرغم من عدم إصدار إعلانات مثيرة للاهتمام، إلا أننا قد شهدنا تدخلات ملحوظة خلال الـ 48 ساعة الماضية. وفي بيان له يوم أمس في أعقاب موافقة بنك UBS على شراء بنك كريدي سويس ورفض جزء كبير من السندات، اكد البنك البريطاني على ان حاملي السندات من المستوى الأول البديل تكون لهم الأولوية على حاملي الأسهم في حالة انهيار أي بنك. وحقيقة إصدار البنك البريطاني لبيان بما قد يحدث إذا ما حدث لبنك في بريطانيا مثلما حدث مع كريدي سويس، تُظهر لنا أن هناك الكثير من الأمور التي تغيرت خلال أسبوعين فقط. إننا نتعلم الكثير عن التسلسل الهرمي في الوقت الحالي. وقد يكون هذا نوعًا من الأعمال التحضيرية، وإن كان وضعًا غير طبيعيًا. في الوقت ذاته، سعى كل من اللجنة الموحدة للتسوية (SRB) والهيئة المصرفية الأوروبية (EBA) والبنك المركزي الأوروبي لطمأنة حاملي هذا النوع من السندات، حيث قالوا في بيان لهم أن " الأسهم العادية هي أول الأدوات المالية التي تستوعب الخسائر، بعد استخدامها الكامل فقط سيكون مطلوب تدوين المستوى 1 الإضافي ".
وقد أظهر محضر اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي "وافق الأعضاء على إعادة النظر في قرار التوقف عن رفع سعر الفائدة في الاجتماع التالي ... وذلك بهدف إتاحة المزيد من الوقت لإعادة تقييم التوقعات الاقتصادية" ولكن من المرجح "ارتفاع سعر الفائدة أكثر قليلاً" لأن "التضخم قد يكون أكثر استمرارية مما كان يعتقد سابقًا ".
وككلمة الأخيرة عن كريدي سويس، كان ما حدث لهذا البنك حالة نموذجية حول كيف يفلس المرء؟ تدريجيًا وبعد ذلك دفعة واحدة.