أسواق المال في الإمارات 2024: دبي تحقق مكاسب وأبوظبي تتراجع

أداء أسواق المال الإماراتية في 2024: تقلبات بين الارتفاع والانخفاض

شهدت أسواق المال الإماراتية في الفترة الممتدة منذ نهاية العام الماضي وحتى نهاية تعاملات اليوم الجمعة تقلبات كبيرة في أدائها. حيث تميز سوق دبي المالي بتحقيق مكاسب ملحوظة، في حين سجل سوق أبوظبي للأوراق المالية تراجعاً نسبياً، وذلك في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تبايناً في التوقعات الاقتصادية، فضلاً عن تأثيرات السياسة النقدية المتبعة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وأحداث جيوسياسية غير مستقرة في منطقة الشرق الأوسط.

مكاسب سوق دبي المالي: نمو ملحوظ في رأس المال

حسب البيانات التي جمعتها شركة مباشر، والتي استندت إلى معلومات أسواق المال الإماراتية، فقد حقق سوق دبي المالي خلال العام الجاري مكاسب ضخمة وصلت إلى 211.734 مليار درهم. وقد شهد السوق قفزة كبيرة في مؤشراته، حيث ارتفع بنسبة 26.3% ليصل إلى 5129 نقطة بنهاية الفترة المذكورة، مقارنةً مع نحو 4059 نقطة في نهاية عام 2023.

تتضح الصورة بشكل أكبر عند النظر إلى القيمة السوقية للأسهم المدرجة في سوق دبي، التي وصلت في ختام التعاملات اليوم إلى 898.23 مليار درهم، مقارنة بـ 686.505 مليار درهم في نهاية العام الماضي. وبذلك، يعكس هذا الارتفاع الكبير في القيمة السوقية الأداء القوي للسوق والنمو المستمر في قطاعاته المختلفة.

تراجع سوق أبوظبي للأوراق المالية: ضغوط على المؤشر

من ناحية أخرى، لم يتمكن سوق أبوظبي للأوراق المالية من الحفاظ على نفس الزخم الذي حققه في العام الماضي. فقد شهد المؤشر الرئيسي للسوق تراجعاً بنسبة 3.55% خلال عام 2024، ليصل إلى 9327 نقطة في ختام تعاملات اليوم، مقارنة بـ 9577 نقطة التي سجلها في آخر جلسات عام 2023.

أما القيمة السوقية لأسهم أبوظبي فقد بلغت 2.939 تريليون درهم في نهاية اليوم، مقارنة بـ 2.961 تريليون درهم في آخر تعاملات العام الماضي، مما يعني أن السوق تكبد خسائر قدرها 22 مليار درهم خلال هذا العام.

العوامل المؤثرة على أداء أسواق المال الإماراتية

يرجع الخبراء هذا التباين الكبير في أداء أسواق المال الإماراتية إلى مجموعة من العوامل المؤثرة في الأسواق المالية المحلية والعالمية. أحد أبرز هذه العوامل هو سياسة رفع أسعار الفائدة التي يتبناها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في محاولة لمكافحة التضخم في الاقتصاد الأمريكي. هذه السياسات تؤثر بشكل غير مباشر على الأسواق العالمية بما في ذلك أسواق المال في الإمارات، حيث يترقب المستثمرون تأثيرات رفع أسعار الفائدة على استثماراتهم في الأسهم.

تأثير الأحداث الجيوسياسية على الأسواق

لا يمكن إغفال تأثير الأوضاع الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط على حركة أسواق المال الإماراتية. إذ تلعب هذه الأحداث دوراً مهماً في تشكيل توقعات المستثمرين وزيادة مستويات القلق لديهم. يتسبب عدم الاستقرار السياسي والأمني في تأجيل القرارات الاستثمارية أو إضعاف الثقة في السوق، مما يؤدي إلى تقلبات في مؤشرات الأسهم في هذه الفترة.

التوقعات المستقبلية

بينما يحقق سوق دبي المالي أداءً جيداً بفضل العوامل الإيجابية التي تدفع السوق للأمام، يظهر سوق أبوظبي للأوراق المالية بعض التحديات بسبب تراجع بعض القطاعات. إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن هناك آمالاً بتحسن أداء السوق في الفترة القادمة، خصوصاً في ظل تزايد الاهتمام بالاستثمار في القطاعات المربحة مثل العقارات والطاقة والتكنولوجيا.

يعتقد المحللون أن سوق دبي المالي سيستمر في تحقيق نمو ملحوظ في الأشهر القادمة، خاصة مع الاستثمارات المستمرة في مشروعات جديدة وارتفاع شهية المخاطرة من قبل بعض المستثمرين. وفي المقابل، يتوقع بعض الخبراء أن يعود سوق أبوظبي للأوراق المالية إلى التعافي تدريجياً في المستقبل القريب بعد فترة من التراجع.

الخاتمة: ما الذي ينتظر المستثمرين في المستقبل؟

باختصار، يمكن القول إن أسواق المال الإماراتية قد شهدت أداءً متبايناً خلال الفترة الأخيرة، حيث حقق سوق دبي المالي أداءً قوياً مدفوعاً بمكاسب كبيرة، بينما تأثر سوق أبوظبي للأوراق المالية بعوامل سلبية مثل تقلبات الأسواق العالمية وتراجع بعض القطاعات.

وعلى الرغم من التحديات، فإن الآفاق المستقبلية تشير إلى استمرار النمو في بعض القطاعات الهامة، مما يفتح المجال أمام المستثمرين للحصول على فرص استثمارية جديدة في أسواق الإمارات.

عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.

الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.