الاثنين Oct 14 2024 02:20
1 دقيقة
أظهر استطلاع حديث أجرته صحيفة «البيان»، والذي شمل آراء مجموعة من المحللين الماليين وخبراء الأسواق، وجود ثقة قوية في زخم نمو أسواق الأسهم المحلية في الإمارات. يعكس هذا الاستطلاع مدى التفاؤل الذي يسيطر على الأوساط الاقتصادية حيال مستقبل الأسواق المالية.
أكد العديد من الخبراء أن الأداء الاقتصادي للإمارات يمثل أحد أبرز العوامل الداعمة لاستمرار نمو الأسواق المالية. تُعتبر الإمارات وجهة رائدة عالميًا في مجالات المال والأعمال والسياحة، مما يجعلها محط أنظار المستثمرين والمليونيرات ورجال الأعمال. التدفق المتزايد من هذه الفئات نحو الإمارات يُعزز من جاذبية السوق المحلي ويُساهم في رفع مستوى السيولة.
علاوة على ذلك، يتوقع المحللون أن تستمر الإمارات في جذب الاستثمارات بفضل السياسات الحكومية الداعمة للابتكار والتكنولوجيا.
أحد العناصر الرئيسية التي ساعدت على استقرار السوق هو وجود شركات صانعة للسوق. خلال السنوات الأربع الماضية، أدت هذه الشركات دورًا حيويًا في تقليل التذبذبات العالية في أسعار الأسهم، خصوصًا الأسهم القيادية التي تمثل وزنًا كبيرًا في المؤشرات.
ومع ذلك، يرى الخبراء أن السوق بحاجة إلى مزيد من شركات صناعة السوق لتعزيز المنافسة وزيادة السيولة. التوسع في هذا القطاع سيُعزز من استقرار الأسعار ويُشجع المستثمرين على المشاركة.
مع تزايد الإدراجات الجديدة، يتوقع المحللون زيادة الاستثمارات الأجنبية في الأسواق المحلية. تمثل العوامل الداعمة لاستدامة النمو في الأسواق مثل مكررات الربحية الجيدة، والعوائد الجذابة على توزيعات الأرباح، فضلاً عن الاستقرار السياسي والتشريعي، بيئة مثالية لجذب المزيد من المستثمرين. كما يُتوقع أن تساهم التعديلات في السياسات الاقتصادية، مثل تسهيل إجراءات الاستثمار، في جذب المزيد من رؤوس الأموال الخارجية.
يعتقد وضاح الطه، الخبير في أسواق الأسهم، أن هناك فرصًا واعدة للنمو في الأسواق خلال الأشهر الـ 18 المقبلة. يتراوح مكرر الربحية في سوق دبي المالي تحت العشرة، مما يُعزز من تنافسية السوق. بالإضافة إلى ذلك، يُتوقع أن تُسهم الإدراجات الجديدة في تعزيز جاذبية الأسواق وضخ دماء جديدة فيها، مما يسهم في تحسين مستويات السيولة ويزيد من عمق السوق.
أشار أرون ليزلي جون، كبير محللي السوق في «سنشري فاينانشال»، إلى أن الأسواق المحلية مرشحة لتحقيق نمو ملحوظ في الإيرادات بحلول عام 2025، بدعم من زيادة عدد السكان وانخفاض تكاليف الاقتراض.
كما يُعتبر الأداء الإيجابي للاقتصاد الأمريكي عاملاً محوريًا في تعزيز تدفقات الاستثمار نحو الأسواق الناشئة. من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تحفيز النمو في القطاعات الرئيسية مثل العقارات والسياحة والتكنولوجيا.
من جهته، أوضح محمد علي ياسين، الرئيس التنفيذي لشركة «أوراكل للاستشارات المالية»، أن العديد من الأسهم في سوق دبي المالي لا تزال تتداول بمعدلات ربحية جذابة، مع عوائد سنوية تتراوح بين 5% و6%.
هذا يجعل الاستثمار في الأسهم الإماراتية خيارًا مغريًا للمستثمرين الذين يسعون لتحقيق عوائد مرتفعة على المدى المتوسط. يُعتبر هذا المناخ الاستثماري مثاليًا للمستثمرين الذين يرغبون في تنويع محافظهم.
شهدت الأنشطة المالية والتأمينية في الإمارات نموًا ملحوظًا، حيث ارتفعت بنسبة 7.9% في الربع الأول من عام 2024، مدفوعة بزيادة الائتمان المحلي. كما يتوقع الخبراء أن تسهم التخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة الأمريكية في تعزيز الإقراض في الإمارات، مما سيُفيد الاقتصاد بشكل عام.
إضافةً إلى ذلك، فإن النمو في القطاعات المالية والمصرفية سيعزز من قدرة السوق على استيعاب المزيد من الاستثمارات.
تشير الإحصائيات إلى أن الطلب على الاكتتابات الجديدة قد تجاوز 492 مليار درهم في عام 2024، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة في النهج الاقتصادي الإماراتي. نجاح الاكتتابات الجديدة يوفر فرصًا استثمارية واسعة، ويُعزز من نشاط السوق. على سبيل المثال، أظهرت الاكتتابات الأخيرة طلبًا غير مسبوق، مما يدل على جاذبية الشركات الجديدة في السوق وقدرتها على جذب الاستثمارات.
استشراف المستقبل
بناءً على هذه المعطيات، يبدو أن مستقبل أسواق الأسهم الإماراتية واعد. تواصل الدولة جهودها لتوسيع وتنويع اقتصادها، مما يُعزز من جاذبية السوق للمستثمرين المحليين والدوليين. إن زيادة الاستثمارات الأجنبية والتوقعات الإيجابية للنمو الاقتصادي تُشير إلى أن الإمارات تظل وجهة مثالية للفرص الاستثمارية.
على الرغم من هذه الإيجابيات، تواجه أسواق الأسهم الإماراتية بعض التحديات، مثل التقلبات المحتملة في الاقتصاد العالمي والتغيرات في السياسات المالية. يجب على المستثمرين أن يكونوا واعين لهذه التحديات، لكن يبدو أن التوجه العام نحو الابتكار وزيادة التنويع الاقتصادي سيساعد على تجاوزها. الاستثمار في التكنولوجيا والقطاعات الجديدة سيكون له دور رئيسي في دفع عجلة النمو.
في الختام، إن التحولات الإيجابية التي تشهدها أسواق الأسهم الإماراتية تؤكد على قدرتها على مواجهة التحديات والازدهار في المستقبل. تعتبر الإمارات مركزًا ماليًا متناميًا، مما يجعلها محور اهتمام المستثمرين من مختلف أنحاء العالم. الفرص المتاحة والنمو المتوقع في مختلف القطاعات تعزز من رؤية الإمارات كوجهة رائدة للاستثمار.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.