الأربعاء Aug 28 2024 09:16
2 دقيقة
تقلصت مخزونات النفط العالمية بشكل كبير، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ عامين تقريبا.
وعلى الرغم من تضاؤل المخزونات، فقد تم تعديل توقعات الطلب على النفط بالخفض بسبب التعافي الأضعف من المتوقع في نشاط التصنيع والشحن العالمي.
فيجب على أوبك+ أن تقرر ما إذا كانت ستمضي قدماً في زيادات الإنتاج المخطط لها أو ستحافظ على مستويات الإنتاج الحالية، مع الموازنة بين الحاجة إلى دعم الأسعار ومخاطر زيادة المعروض في السوق وسط طلب غير مؤكد.
بينما تستعد أوبك+ لاجتماعها المقبل، تجد المجموعة نفسها عند مفترق طرق لديه القدرة على التأثير على أسواق النفط العالمية. ومع اقتراب أشهر الخريف، تلوح في الأفق قرارات رئيسية بشأن المضي قدماً في زيادات الإنتاج المخطط لها أو الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية. وتتمثل خلفية هذا القرار في مزيج متقلب من الظروف الاقتصادية العالمية غير المؤكدة، وتقلب توقعات الطلب على النفط، وتشديد مخزونات النفط، وخاصة في الولايات المتحدة.
أحد العوامل الحاسمة التي تؤثر على قرار أوبك+ القادم هو الوضع الحالي لمخزونات النفط العالمية. تشير بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إلى أن المخزونات التجارية من النفط الخام والمنتجات المكررة في الاقتصادات المتقدمة كانت أقل بكثير من المتوسط الموسمي لعشر سنوات اعتبارًا من يونيو، حسبما كتب جون كيمب، محلل رويترز، مؤخرًا.
وعلى وجه التحديد، كانت هذه المخزونات أقل بنحو ۱۲۰ مليون برميل، أو %٤، من متوسط السنوات العشر، وهو ما يمثل أكبر عجز نفطي منذ ما يقرب من عامين.
وفي الولايات المتحدة، يبدو الوضع أكثر وضوحاً. وكانت مخزونات النفط الخام الأمريكية تسير في مسار هبوطي خلال الأسابيع القليلة الماضية، مع انخفاض حاد لوحظ في شهري يوليو وأغسطس. ووفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، انخفضت مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار ۳٤.٦ مليون برميل خلال ثمانية أسابيع حتى ۱٦ أغسطس، وهو ما يمثل ثاني أكبر استنزاف موسمي في العقد الماضي. وحدث معظم هذا الانخفاض في منطقة ساحل الخليج، وهي مركز بالغ الأهمية لأسواق النفط العالمية، حيث انخفضت المخزونات بمقدار ۲٥ مليون برميل - وهو أعلى بكثير من متوسط معدل الاستنزاف لهذه الفترة.
وعلى الرغم من تشديد المخزونات، تظل توقعات الطلب مصدر قلق كبير. قامت وكالة الطاقة الدولية (IEA) مؤخرًا بمراجعة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام ۲۰۲٥ نزولاً، مشيرة إلى انتعاش أضعف من المتوقع في نشاط التصنيع والشحن العالمي. ويأتي هذا التعديل وسط مخاوف أوسع نطاقا بشأن صحة الاقتصاد العالمي، حيث أشار العديد من المحللين، بما في ذلك المحللون في رويترز وoilprice.com، إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي منذ أبريل.
وقد أدى هذا التباطؤ إلى توقعات أكثر حذرا لاستهلاك النفط في الأشهر المقبلة. وفي حين يتوقع بعض مراقبي السوق أن البنوك المركزية، بما في ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، قد تخفض أسعار الفائدة لتحفيز النمو، فإن توقيت وتأثير هذه التدابير لا يزال غير مؤكد. ويتعين على أوبك+ أن تزن هذه العوامل بعناية عندما تقرر ما إذا كانت ستزيد الإنتاج، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الخلل الحالي في التوازن بين العرض والطلب ويؤدي إلى مزيد من الانخفاض في أسعار النفط.
إن القرار الذي يواجه أوبك+ لا يتعلق فقط بموازنة العرض والطلب؛ يتعلق الأمر أيضًا بالحفاظ على حصة السوق والتماسك داخل المجموعة. تطبق المملكة العربية السعودية وحلفاؤها العديد من تخفيضات الإنتاج التي بدأت منذ أواخر عام ۲۰۲۲ لاستنزاف المخزونات الزائدة ودعم الأسعار. لقد كانت هذه التخفيضات ناجحة إلى حد ما، لكن المجموعة تواجه الآن التحدي المتمثل في تفكيكها كما هو مقرر أو تمديدها لمنع تراكم آخر للمخزونات.
أحد المخاوف الرئيسية هو الخسارة المحتملة لحصة السوق لصالح المنتجين من خارج أوبك. وزادت الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وغيانا إنتاجها، مما يشكل تهديدا تنافسيا لأوبك+ إذا قررت المجموعة كبح زيادات الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر من أن بعض أعضاء أوبك+ قد يخالفون الصفوف ويزيدون الإنتاج من جانب واحد، مما يزيد من تعقيد جهود المجموعة لإدارة العرض.
قد يكون النهج الأكثر حكمة لأوبك + هو تأخير زيادات الإنتاج حتى يكون هناك دليل أوضح على التعافي الاقتصادي المستدام وطلب أقوى على النفط. ومع ذلك، إذا شعرت المجموعة بالثقة في التوقعات طويلة المدى، فقد تختار المضي قدمًا، مراهنة على أن السوق يمكنه استيعاب العرض الإضافي دون انخفاض كبير في الأسعار.
ستكون الأسابيع المقبلة حاسمة بالنسبة لأوبك+ بينما تستعد لاتخاذ خطوتها التالية. لن تشكل نتيجة هذا القرار مستقبل أسواق النفط العالمية فحسب، بل ستختبر أيضًا قدرة المجموعة على إدارة العرض في بيئة اقتصادية غير مؤكدة بشكل متزايد.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.
أعدها:
فائز الأفيق