الجمعة Mar 17 2023 15:45
0 دقيقة
كان هذا الأسبوع هادئًا إلا أننا لسنا بعيدون عن المشاكل، حتى وإن كانت الأوضاع تبدو أكثر هدوءًا اليوم عما كانت عليه يوم الأربعاء. وكانت معدلات التذبذب جيدة: سجلت عوائد السندات لأجل عامين أكبر حركة لها منذ 1987، وسجل مؤشر "MOVE" لقياس معدل تذبذب السندات أعلى مستوى له منذ 2008. وارتفع مؤشر " VIX" لقياس التذبذب إلى أعلى مستوى له منذ أكتوبر. وكمقياس جيد للأسبوع، سجل مؤشر " VIXX" في وقت مبكر من هذا الأسبوع مستوى 28، إلا أنه تراجع هذا الصباح إلى ما دون مستوى 23. وكانت كل التوقعات متاحة فيما يتعلق بقرار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع القادم – وقد تحدث البعض عن قطع سعر الفائدة بعد الاضطراب الذي شهدناه يوم الأربعاء، ولكن يبدو أن هناك تمسك باحتمالية رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وذلك اعتمادًا على ما قام به البنك المركزي الأوروبي.
ارتفعت الأسعار في اسوقا الأسهم الأوروبية صباح اليوم الجمعة، حيث ارتفعت أسعار أسهم القطاع المالي بنسبة 1-3% في بداية الجلسة، وذلك بعد ارتفاع الأسعار في وول ستريت في الولايات المتحدة الامريكية اعتمادًا على أسعار أسهم البنوك الإقليمية. كما ارتفعت الأسعار في بورصة لندن وفرانكفورت وباريس بنسبة 1% تقريبًا، ولكن تراجع مؤشر FTSE 100 إلى مستوى 7500، ومؤشر داكس إلى 15155. ومؤشر كاك إلى 7104. وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 2.5% ليصل إلى 11717 وارتفع مؤشر ستاندرد آند بور 500 بنسبة 1.76% ليصل إلى 3960 عائدًا على المتوسط المتحرك لـ 200 يوم. وتراجع الدولار الأمريكي بالرغم من ارتفاع معدلات عوائد السندات، وتراجعت العقود المستقبلية لمؤشر الدولار الأمريكي إلى ما دون مستوى 104 وزادت قوة النفط الخام مع تراجع المخاوف وزيادة الآمال بأن تكون هناك قرارات من مجموعة أوبك بلس. أما البنك المركزي الأوروبي والذي رفع سعر الفائدة كما كان متوقعًا يوم أمس، فيخطط لعقد اجتماع خاص للجنة الإشراف للنظر في وضع إعادة البنوك.
ارتفعت الأسهم إلى 2.02 فرنك سويسري يوم أمس، وزاد ارتفاعها هذا الصباح إلى 2.04 فرنك سويسري، ولكن لا يوجد زخم لمزيد من الارتفاع حتى الآن، وتعتبر على انخفاض بنسبة 1%- لا يدعو هذا لكثير من التفاؤل. وتراجعت مقايضات عجز بنك كريدي يوم أمس، ولكن انخفضت السندات. وقد يكون ارتفاع الأسهم ناتج عن تغطية عمليات البيع، ولكنها لم ترتفع بالقدر الكافي الذي يمكننا الجزم معه بوجود تعافي حقيقي. ويدل انخفاض السندات على المخاوف التي قد يشعر بها مالكيها – حيث أنهم بحاجة لرؤية حل نهائي طويل الأجل. وعلى الرغم من توفير الوقت الذي نتج عما قدمه البنك السويسري من دعم للسيولة، إلا أن هذا لا يمثل حلاً جذريًا للمشكلة.
وقد اودعت بعضًا من أكبر البنوك في وول ستريت ما يقدر بـ 30 مليار دولار أمريكي في البنك الشعبي الأول. فقد أودع كل من بنك أوف أمريكا وسيتي جروب و جي بي مورجان وويلز فارجو 5 مليار دولار أمريكي في البنك الشعبي الأول، بينما ادوع كل من جولدمان ساكس ومورجان ستانلي 2.5 مليار دولار أمريكي (كل واحد منهما)، وأودع كل بنك على حدى من BNY Mellon و PNC Bank و State Street و Truist و البنك الأمريكي 1 مليار دولار أمريكي. وقالت مجموعة من البنوك في بيان لها: " تعتبر البنوك الإقليمية والمتوسطة والصغيرة بنوكّا هامة لصحة النظام المالي ومهامه".
ارتفع سهم FRB بنسبة 10%، ولنها تراجع بعدها بنسبة 17% بعد ...... كما أنه توجد تساؤلات مثارة حول إذا ما ستكون حزمة الإنقاذ هذه مجدية، أو إذا ما ستكون سببًا في إحداث المزيد من الأضرار. وقد يكون هناك المزيد من الإخفاقات في البنوك- مما يجبر ابنوك المهمة نظاميًا في وول ستريت على التورط في ذلك، الأمر الذي سيزيد من الخطر ولا يقلله.
حذر المستثمر المليونير "بيل أكمان" من انتشار خطر عجز بنك FRB إلى أكبر البنوك. فقد قال في تويتة على تويتر: " إن انتشار خطر العدوى المالية لتحقيق إحساس وهمي بالثقة في FRB يعد سياسة سيئة". وأضاف: " لن تدخل البنوك الهامة نظاميًا في هذه الاستثمار منخفض العائد في الإيداعات إلا إذا كانوا مضغوطين لفعل ذلك، وبدون أي ضمانات بأن الإيداعات في بنك FRB ستتم إعادتها إن أثبتت فشلها. وكان رد فعل السوق لهذا التصويت على الثقة هو دفع سهم FRB للأسفل بنسبة 35%".
استفادت البنوك الامريكية بما يقارب 165 مليار دولار أمريكي من التسهيلات الطارئة التي قدمها البنك الاحتياطي الفيدرالي خلال الأسبوع حتى يوم الأربعاء، بما فيها الاستخدام القياسي لخدمة تسهيل الاقتراض. فقد ارتفع الاقتراض باستخدام خدمة تسهيل الاقتراض المقدمة من الفيدرالي الى 152.85 مليار دولار أمريكي، بينما سجل استخدام برنامج التمويل البنكي لأجل 11.9 مليار دولار أمريكي في أول ثلاثة أيام. ويمكنك ان تنظر إلى ذلك بطريقتين – الأولى أن النظام المصرفي يواجه بشكل واضح الكثير من الضغط، والثانية هي أن رد فعل يحقق التأثير المرجو منه في الكثير من الأحيان. ومن الصعب التفكير في أن البنك الفيدرالي يضع كل هذه الأمور خلف ظهره – ولكنه من المحتمل ان يقوم البنك الفيدرالي بـ "تسهيل" السياسة النقدية من خلال توفير سيولة قصيرة الأجل، وأن يقوم بتشديد السياسة النقدية بالتزامن مع ذلك. وبالنسبة للمستثمرين، يتعلق الأمر في النهاية بالكره والنفور – ما الذي يثير لديك أكبر قدر من المخاوف وما الذي تكرهه على الأقل؟
أظهر البنك المركزي الأوروبي عدم انزعاجه من الاضطرابات الأخيرة عندما رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس. وكان التضخم باستثناء الغذاء والطاقة هو العامل الأساسي – حيث استمر في الارتفاع في فبراير، ويتوقع أعضاء البنك المركزي الأوروبي أن يصل المعدل المتوسط له إلى 4.6% في 2023، وهو معدل أعلى مما أعلن أنه يتوقعه في ديسمبر. وأعلن البنك انه يتوقع أن ينخفض التضخم إلى 2.5% في 2024 و 2.2% في 2025. ومن المتوقع أن يسجل مؤشر أسعار المستهلك من منطقة اليورو قراءة 0.8% خلال فبراير، مرتفعًا بنسبة 8.5% على أساس سنوي.