الاثنين Oct 14 2024 07:31
1 دقيقة
تحسن طفيف في اليورو في ظل ضعف الدولار الأمريكي
شهد زوج اليورو/دولار ارتفاعًا محدودًا ليتجاوز مستوى 1.0985 خلال ساعات التداول المبكرة من يوم الثلاثاء في الجلسة الأوروبية. هذا التحسن الطفيف جاء بعد انخفاض الدولار الأمريكي، حيث سجلت العملة الأوروبية المشتركة انتعاشًا ملحوظًا في مقابل العملة الأمريكية. لكن، من المتوقع أن يظل هذا التحسن محدودًا بسبب استمرار التوقعات بتخفيض متواضع لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اجتماع نوفمبر القادم، ما قد يحد من مكاسب اليورو على المدى القريب.
في سياق متصل، تواصل التصريحات من مسؤولي البنك المركزي الأوروبي (ECB) الإشارة إلى مسار تيسير السياسة النقدية، حيث أكد رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرانسوا فيليروي دي غالهو، يوم الثلاثاء أن البنك المركزي الأوروبي قد يقرر خفض أسعار الفائدة في الأسبوع المقبل. جاء هذا التصريح بسبب التباطؤ الاقتصادي الحاد، ما يزيد من احتمالية أن يخفق التضخم في الوصول إلى الهدف المحدد عند 2%.
وفقًا لهذه التصريحات، تتوقع الأسواق أن يواصل البنك المركزي الأوروبي سياسة التيسير النقدي خلال الأشهر القادمة، حيث من المتوقع أن يخفض الفائدة بنحو 150 نقطة أساس أخرى على مدار الأشهر الـ12 المقبلة. هذا التوقع يعزز من الضغط على اليورو، حيث أن الأسواق قد تترقب المزيد من التراجع في العملة الأوروبية المشتركة في حال استمرت البيانات الاقتصادية الضعيفة في المنطقة.
في وقت لاحق من اليوم، من المتوقع أن يلقي عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، إيزابيل شنابل، تصريحات مهمة قد تعزز التوقعات بشأن السياسة النقدية الأوروبية، وهو ما سيؤثر بشكل مباشر على حركة اليورو. أيضًا، سيتم الإعلان عن بيانات الإنتاج الصناعي الألماني، والتي تُعد من أهم المؤشرات الاقتصادية في منطقة اليورو. أي ضعف في البيانات الاقتصادية الألمانية قد يؤدي إلى تراجع اليورو أمام الدولار الأمريكي.
تُظهر التوقعات أن البيانات القادمة قد تكشف عن مزيد من التباطؤ في القطاع الصناعي، ما يعزز من احتمالية اتخاذ البنك المركزي الأوروبي خطوات إضافية لدعم الاقتصاد. في حال جاءت البيانات سلبية، فإن اليورو قد يشهد مزيدًا من الضغوط هبوطًا.
من جهة أخرى، في الولايات المتحدة، دفعت البيانات الإيجابية عن سوق العمل التي صدرت يوم الجمعة الماضي الأسواق إلى إعادة تقييم توقعاتها بشأن سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. على الرغم من أن البيانات الاقتصادية الأمريكية أظهرت زيادة قوية في عدد الوظائف، فإن المستثمرين لا يزالون يتوقعون خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع نوفمبر القادم.
وبحسب أداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة سي.إم.إي، ارتفعت فرصة خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من الفيدرالي إلى 85%، مقارنة بنسبة 31.1% التي سُجلت في الأسبوع الماضي، مما يوضح أن التوقعات باتت أكثر تصاعدًا فيما يخص السياسة النقدية الأمريكية.
على الرغم من التوقعات بخفض أسعار الفائدة من الفيدرالي، إلا أن الدولار الأمريكي قد يظل مدعومًا على نطاق واسع. إذا ما خفض الفيدرالي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط، فإن ذلك قد يعزز الدولار أمام باقي العملات، بما في ذلك اليورو. في هذا السياق، يتوقع المستثمرون أن يكون لهذا القرار تأثير متباين على الأسواق، حيث أن التوقعات بنمو اقتصادي أمريكي قوي قد تسهم في دعم الدولار في الفترة المقبلة.
من جهة أخرى، يعاني الاقتصاد الأوروبي من ضغوط مستمرة، حيث يواجه تحديات من بينها تباطؤ النمو وضعف البيانات الاقتصادية في العديد من الدول الأوروبية الكبرى، مثل ألمانيا. مع تزايد التوترات الاقتصادية، يتزايد القلق من أن منطقة اليورو قد تواجه المزيد من التباطؤ في النمو خلال الفترة المقبلة، ما قد يساهم في تراجع اليورو أمام الدولار الأمريكي.
ومع استمرار ضعف البيانات الأوروبية، يواصل المستثمرون التشكيك في قدرة البنك المركزي الأوروبي على تعزيز تعافي الاقتصاد في المنطقة. هذا القلق يمكن أن يساهم في زيادة الضغط على اليورو، مما قد يحد من أي تحسن كبير للعملة الأوروبية في المستقبل القريب.
في المجمل، يُتوقع أن تظل حركة زوج اليورو/دولار محكومة بالسياسة النقدية لكل من البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. في حين يتوقع البعض أن يظل الدولار مدعومًا من البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية، فإن اليورو قد يواجه تحديات إضافية نتيجة للتباطؤ الاقتصادي في منطقة اليورو والضغوط المستمرة على البنك المركزي الأوروبي لتسريع وتيرة التيسير النقدي.
بالتالي، من المرجح أن تظل حركة اليورو/دولار ضمن نطاقات ضيقة على المدى القصير، في انتظار مزيد من الإشارات من الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي بشأن سياساتهم المستقبلية، فضلاً عن البيانات الاقتصادية المرتقبة التي قد تلعب دورًا كبيرًا في توجيه اتجاهات السوق.
تستمر العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) في التحرك بتداولات هادئة، حيث تشهد تحسنًا طفيفًا مقابل الدولار الأمريكي في ظل التوقعات بخفض الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي، بينما تظل الأنظار متجهة إلى تطورات الاقتصاد الأمريكي والقرارات المرتقبة من الفيدرالي. ستحدد البيانات الاقتصادية المستقبلية، بما في ذلك بيانات الإنتاج الصناعي في ألمانيا وتقرير التضخم الأمريكي، مسار زوج اليورو/دولار في الفترة المقبلة.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.