تتوقع العديد من التحليلات أن تستمر أسواق المال العالمية والعربية في تقديم أداء عرضي مائل للصعود حتى منتصف شهر مارس 2025، خاصةً في ظل التطورات الأخيرة، بما في ذلك توقيع اتفاقية مهمة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا حول المعادن.
هذا الاتفاق يعد جزءًا من الجهود الأوكرانية الرامية لإنهاء الحرب مع روسيا بسرعة، إلى جانب استمرار الشركات المدرجة في الإعلان عن نتائجها السنوية وتوزيعاتها على المساهمين.
شهدت أسواق المال الأوروبية ارتفاعًا ملحوظًا، حيث اقتربت الأسهم الأوروبية من أعلى مستوياتها التاريخية، مما يعكس أداءً إيجابيًا في العديد من القطاعات. على الجانب الآخر، تواصل الأسواق الصينية تعزيز مكاسبها، مع الاستمرار في النمو الإيجابي للقطاع التكنولوجي، بالإضافة إلى إعلان السلطات في هونغ كونغ عن تخصيص ميزانية لتمويل معهد أبحاث الذكاء الاصطناعي.
أما بالنسبة للأسواق الخليجية، فقد شهدت تباينًا في الأداء، حيث تراجع مؤشر السوق السعودي بنسبة 0.25%، وهبط المؤشر العام للبورصة القطرية بنسبة 0.8%. في المقابل، شهدت بورصات مسقط، البحرين، دبي وأبوظبي ارتفاعًا في مؤشراتها، بينما استمر أداء السوق المصري في التحسن، مما يعكس الاتجاه الإيجابي في أسواق المنطقة.
يتوقع رائد دياب، نائب رئيس إدارة البحوث في "كامكو إنفست"، أن تشهد أسواق المال العالمية والمنطقة العربية ارتفاعًا مؤقتًا بعد اتفاق أوكرانيا مع الولايات المتحدة لتطوير معادنها والنفط والغاز، وهو ما يعتبره البيت الأبيض خطوة مهمة نحو تسريع التوصل إلى وقف إطلاق النار مع روسيا.
يُرجح أن تشهد أسواق المال في المنطقة تباطؤًا في أحجام التداول خلال بداية شهر رمضان، مع انشغال المستثمرين في الأمور الدينية، ولكنه أشار إلى أن الأسواق ستظل في مستويات مقبولة وسط الإعلان عن نتائج مالية سنوية جيدة وخطط توزيعات سخية.
وأشار أيضًا إلى أن القطاع الاقتصادي في المنطقة سيدخل مرحلة انتعاش جديدة مع بدء عمليات الإعمار الكبيرة في قطاع غزة، وهو ما قد يفتح الفرص للمستثمرين المحليين والدوليين للاستفادة من هذه الفرص الاستثمارية.
علاوة على ذلك، يتوقع دياب أن تكون السياسة النقدية الأمريكية، التي تشمل خفض أسعار الفائدة، من العوامل التي ستدفع أداء أسواق المال العالمية والعربية نحو الأفضل. إذا استمر الفيدرالي الأمريكي في تقليص الفائدة، فهذا سيدعم المستثمرين، ويعزز من توقعات الأداء الإيجابي للأسواق المالية في الربع الأخير من 2024.
من جانب آخر، يرى عاصم منصور، رئيس أبحاث السوق في "OW Markets"، أن التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا سيخلق نوعًا من الاستقرار في الأسواق المالية العالمية. وأضاف أن الأسواق المالية عادة ما تستجيب بشكل إيجابي عند انحسار الأزمات الجيوسياسية، خاصة إذا كان النزاع يؤثر بشكل مباشر على أسعار الطاقة وسلاسل الإمداد العالمية، كما هو الحال في الحرب الأوكرانية.
ويُتوقع أن تحقق أسواق الأسهم العالمية مزيدًا من المكاسب في حال تحقق السلام، لا سيما في أوروبا التي تأثرت بشكل أكبر بالحرب. كما أشار إلى أن الأسواق الأمريكية قد تشهد تحسنًا ولكن بوتيرة أبطأ بسبب التركيز على السياسات النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
من المرجح أن يؤدي انحسار المخاطر الجيوسياسية إلى انخفاض أسعار النفط والغاز، مما يخفف من الضغوط التضخمية على مستوى العالم. وهذا بدوره سيؤثر إيجابيًا على السياسات النقدية التي ستصبح أقل تشددًا، مما سيدعم الاستقرار الاقتصادي العالمي.
في أسواق الخليج، يرى منصور أن الانخفاض المحتمل في أسعار النفط بسبب تراجع التوترات الجيوسياسية قد يؤدي إلى بعض الضغوط على البورصات الخليجية. ومع ذلك، فإن الاستقرار الجيوسياسي قد يدفع المستثمرين إلى زيادة المخاطرة، مما قد يعزز شهية الاستثمار في الأسواق الناشئة، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط.
ويتوقع منصور أن تستفيد أسواق المال في السعودية والإمارات من تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية الباحثة عن استقرار وعوائد مغرية. وقد تكون هذه الفرص أكثر بروزًا في السوق السعودي، الذي يعد من الأسواق الأكثر استقطابًا للاستثمارات الأجنبية في المنطقة.
باختصار، إن توقعات أسواق المال العالمية والعربية تشير إلى استمرار التحسن في الأداء حتى منتصف مارس 2025، وذلك نتيجة لتطورات الاتفاقيات الدولية والإعلانات الاقتصادية المنتظرة. ومع التوقعات بأن الأسواق المالية ستستمر في النمو، خصوصًا مع تدفقات الاستثمارات الأجنبية وتحسن السياسات النقدية، يمكن أن تحافظ أسواق المنطقة على أدائها الجيد في الأشهر المقبلة.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والعملات الأجنبية والسلع للتداول والتنبؤات بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر ويمكن أن يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الإنجاز السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. يتم توفير هذه المعلومات لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها نصيحة استثمارية.